الدور.. النادي.. أدنى التطلعات
عبدالرحمن بن عبدالكريم المفرج
|
قال لقمان لابنه: (يا بني إذا أراد الله بقوم سوءاً سلَّط عليهم الجدل وقلّة العمل)، فإذا قبلنا أن قلة العمل مذمومة على الإطلاق فإن الحال ليست كذلك في الجدل إذ المذموم منه ما كان عقيماً وبلا طائل، الجدل من أجل الجدل، وفي القرآن الكريم {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} سورة المجادلة (1).
وبالتأكيد فليس من السهولة بمكان الجزم فيما إذا كانت وصية لقمان لابنه تلك استشراف لمستقبل كان هو حاضرنا أو ما قد نكون عليه الآن. أم هي بلورة للحال واقعة آنذاك في زمن لقمان وابنه واستمرت تلك الحال لتطالنا بامارة أننا نستدعي هذه الحكمة نتمثلها رغم ما نعيشه اليوم فيما يسمى عصر التكنلوجيا والعولمة والمعلوماتية، ومن واقعنا قد نضفي عليه الجدل والجدلية خاصة ونحن في جدل عمّ جميع مناحي الحياة ومنه ذلك الجدل الذي تمركز بداخل الأندية الأدبية وتمحور حولها وربا عمره على الجيل يعلو تارة ويخبو تارة أخرى ويلامس أوضاع النادي جملة وتفصيلاً بدءاً بتسميته وانتهاءً بإنتاجه، الأمر الذي يستدعي الوقوف والتأمل بما قيل ويقال وبما كُتب ويُكتب ولا محصلة لذلك.
إن هذا هو الجدل الذي لم يتمخض وأظنه لن يتمخض عن شيء ما لم تشخص المشكلة بدقة وبالتشخيص بعض العلاج، فالمتتبع لهذا الجدل وللأندية الأدبية يعرف تماماً وجهات النظر الخلافية المتعددة التي تطرح عن الأندية تسميتها.. أهدافها.. أدوارها.. والمستهدفين بها.
وهي هي أندية أدبية أو ثقافية أو هي هما معاً أو اجتماعية أو حتى ترويحية وهل هي معنية بالأدب وحده أو بالأدب والفن والتراث وبأي الأساليب تقدم أبالأساليب التقليدية أم الحديثة وهل على الأندية نشر وتعميم هذا وتحبيبه للجماهير أو الارتقاء به وإبراز ابداعاته للنخب المتخصصة حيث هي المستهدفة وحدها أم أن الناشئة والعامة من المستهدفين كذلك. عبر تلك الأطروحات التي لم تحسم بعد أثمرت الأندية انتاجاً مشوباً بكل تلك التجاذبات وغالبه رهين حوافظه وبعض الذي لم تنته صلاحيته بعد لم يختط لنفسه مجرى يوصله لقاعدة تراكمية تمتزج وتتعامد عناصرها لخلق مكون ثقافي معنوي مواز لثقافة مادية سبقته طويلاً عبر نفس الفترة الزمنية تطل شواهدها من قامات الفيصلية وبرج المملكة بالرياض عاصمة الثقافة العربية..
..الأمر الذي يختم بالضرورة إعادة النظر بأهداف الأندية وترجمتها إلى أهداف فرعية اجرائية دقيقة تتيح التطبيق الفعلي لها وعلى هيئة برامج وخدمات مبرمجة مسبقاً يسهل تنفيذها بكل ناد، ولعل ضم الأندية لوزارة الثقافة والإعلام وكذلك لعل باختيار اسم الوزارة وترتيبه تقديماً وتأخيراً وما يعني الأهمية للثقافة كما ويمتد الأمل إلى الملتقى الثقافي الذي سيقعد إن شاء الله في رحاب الرياض لمدة ثلاثة أيام أواسط شهر شعبان 1425هـ ويكون على أجندته من الموضوعات ما يتصل بهذا الطرح مباشرة وتخرج توصيات عملية تحدد التعاريف الإجرائية للأندية وتسميتها وأهدافها وأدوارها وللحضارة بل وللثقافة عامة.
* نائب رئيس نادي منطقة الجوف الأدبي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
