الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th September,2004 العدد : 77

الأثنين 6 ,شعبان 1425

في قضية المثقف..؟
أحمد البوق*

المثقف الحر تلك العملة النادرة والثمينة في زمن كثر فيه تزوير العملات وقلة القيمة. المثقف الحر هو أكثر ما نحتاج اليه في ظل ثقافة الحوار .
المثقف إنسان قرأ حتى عرف، وعرف حتى رأى، والرؤية أفق المستقبل، رأيه ليس زينة يؤخذ به على صفحات الصحف والمجلات أو يستأنس به في الفضائيات وفي أحسن الأحوال يسمعه صناع القرار في غرف مغلقة ثم كما يقول المثل الشعبي:(سعيد سف الدقيق). المثقف الحر يصدر رأيه عن معرفة وتجربة ولذلك فأخذه مأخذ الجد ضرورة ملحة، فهو غالباً ضد السائد والمألوف والراكد في الحياة، لا لأنه إنسان شاذ ولكن لأنه إنسان يتطلع للمستقبل ويستشرفه اكثر مما ينغمس في الحاضر ويمجّد في الماضي. في ظل ثقافة العنف والجهاد المزوّر (وسارقي المعروف) يصبح رأي المثقفين ضرورة ملحة لا تقل أهمية عن الضرورات الأمنية.
لأن هذا السرطان الذي اسمه الارهاب ذو جذور فكرية لا تجدي معها نقاط التفتيش ولا زخات الرصاص. المثقف في ظل وزارة للثقافة والإعلام لا يحتاج الى نظام يكبّله أكثر مما يفعل المجتمع وتفعل الضرورة أياً كان اسمها وشكلها. انه بحاجة لنظام يحميه ويحرره من تلك القيود، بحاجة الى نظام يضمن سلامته كي يصل صوته ويوفر مساحة للبوح. بحاجة الى نظام يحفظ للكلمة قدسيتها وهيبتها ويحقق الامر الإلهي في اول آية نزلت من القرآن الكريم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، بحاجة ماسة الى نظام يتحرر من مفاهيم سادت في الأمة العربية زمناً وكانت سبباً للتردي والوهن الذي نعيشه اليوم، مفاهيم قامت على مبدأ :(لا صوت يعلو فوق صوت المعركة). انتهت تلك المعارك بنكسات، وتغيّرت المعارك اليوم، ولا زالت الاصوات مكتومة او في احسن الاحوال خفيضة. المثقف قد يكون طوق النجاة في بحر من ظلمات الجهل والتعصب والعصبية. المثقف الذي اعنيه هو المثقف الذي لا همّه احد بل همه بلد.


*شاعر سعودي

الصفحة الرئيسة
الملتقى الأول للمثقفين السعوديين
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved