الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th September,2004 العدد : 77

الأثنين 6 ,شعبان 1425

الملتقى مؤشر ثقافي نحو الصحيح
ناصر بن عبد الله الموسى*

إن انعقاد ملتقى للمثقفين السعوديين في حد ذاته مؤشر إيجابي في الطريق الصحيح لإصلاح ما اعترى خطابنا الثقافي والفني من اهتزاز وانحراف بعض الشيء عن الجادة، سواء كان ذلك في المبنى أو المعنى وهذا السلوك الحسن الذي توليه حكومتنا الرشيدة في بلادنا بدأ بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله وسدد على طريق الخير خطاهم وجعلوا ذلك سنة حسنة حيث (المجالس مفتوحة) والحوار مباشر معهم دون وسيط، ومن هذا جاء هذا السلوك على شاكلته الذي من شأنه أن يوثق عرى الروابط بين المثقفين في بلادنا أعزها الله، كما أعتقد جازماً انه يبعث في النفس روح الفأل الذي من شأنه ان يعيد لها الأمل في اصلاح ما طرأ على حياتنا الثقافية والفنية المحلية من تكلس.
ولأن الفن التشكيلي جزء لا يتجزأ من جسد الثقافة بل ترجمانها البصري ومختزلها في أبسط صورة، وقد أبالغ في القول (الايجاز والاعجاز) في الصورة التي يمكن للملتقى ان يقرأها بالعين دون الحاجة الى اللغة الخطابية لاختلاف اللغات والأجناس بين الشعوب.
أزعم أن ذلك مدرك عقلاني لدى الآخر، لكن لا بأس من التذكير في زمن النسيان وهم البحث عن لقمة العيش.
الفنان التشكيلي أديب يتعاطى الفعل الثقافي ضمن المنظومة المفكرة في هذا الوطن المعطاء لكن الجنس الأدبي شكله (صورة) أو (قطعة فنية) تقرأ مباشرة بالعين ويمكن ان يتعامل معها أي انسان في العالم ولا يشترط أن تكون هناك لغة تخاطب أو حوار شفاه تكفي العين، اللغة بصرية إذاً!! وتحتاج هذه اللغة الى وسيلة وطريق للوصول الى الآخر. كيف؟؟.
يمكن ذلك عن طريق بعض النقاط التي أخال انه يمكن فعلها ولها أثر عظيم في النتاج الابداعي التشكيلي المحلي ومنها:
أولاً : أن يكون للفن التشكيلي (إدارة عامة) في وزارة الثقافة والاعلام أو هيئة أو جمعية أو اتحاد يكون تحت مظلة وإشراف وزارة الثقافة والإعلام تخطيطاً وإدارة ويمكن ان تشارك بعض المؤسسات الأهلية بالتمويل والادارة مع الوزارة.
ثانياً: ان يصنف الفنانون الى فئات يكون المستوى الفني هو المحك للتصنيف الى جانب الخبرات الأخرى مثل العمر الفني وعدد المعارض الشخصية، الأسلوب الذي يميزه عن غيره، الجوائز الدولية، الأبحاث العلمية في المجالات الفنية التي من شأنها ان تدعم موقف لجنة التصنيف، مما سيكون له الاثر الايجابي على مستوى الفنان والعمل الفني من حيث القيمة الفنية والمادية في ذات الوقت.
ثالثاً : أن يكون للإدارة العامة للفنون التشكيلية بوزارة الثقافة والاعلام أو الاسم المختار التابع لها مقر مستقل عن الوزارة يحتوي على قاعة للمعارض والمناسبات المحلية والخارجية ويكون لها برنامج سنوي،
كما يضم قاعة لعرض نماذج من أعمال الفنانين السعوديين الرواد والمتميزين في الفن الحديث، ومكتبة مجهزة بالوسائل الحديثة بالعرض وأرشيف يضم قاعدة البيانات للفنانين السعوديين ومراسم لمزاولة الرسم الحر، وورشة كاملة التجهيز لاقامة ورش العمل وملتقى للفنانين، وقاعة لاقامة الأمسيات والمحاضرات، ويكون كمركز ثقافي وفني متعدد الاغراض، وله فروع في مناطق المملكة لاتاحة الفرصة لكي يمارس الفنان فيه العمل الابداعي في الموقع الموجود فيه.
رابعاً: ان يكون للفن التشكيلي مجلة متخصصة تقدم دراسات نقدية عن مجالات الفن التشكيلي والفنانين لمتابعة نشاطاتهم وانجازاتهم الابداعية للتعريف بهم داخلياً وخارجياً وتصدر بشكل دوري مؤقتاً حتى ينتظم الصدور بشكل شهري تستقطب الكتاب والنقاد لمتابعة هذا المجال عن قرب ويشرف عليها نخبة من المتخصصين في مجال الفنون التشكيلية وهم كثر تزخر بها جامعاتنا من حملة الدكتوراه في بلادنا وقد حان الوقت أن يقوموا بدور فعال في نشر الثقافة البصرية لدى المتلقين على اختلاف ثقافاتهم والخروج من أروقة قاعات التدريس المغلقة الى المجتمع.
خامساً: تفعيل دور الصالات التجارية بشكل يضمن تسويق الأعمال الفنية الأصلية ومنع الاعمال التي لم تودع برقم في سجلات وزارة الثقافة والاعلام وكذلك في مكتبة الملك فهد الوطنية وتختم من قبل الفنان لحفظ الحقوق الادبية والمالية ومنع انتشار الاعمال المنسوخة والمقلدة في السوق السعودية، كما يمنع خروج الاعمال الفنية والتراثية من الوطن إلا بإذن رسمي من الجهات ذات العلاقة.
سادساً: ان تقوم وزارة الثقافة والإعلام باقتناء الأعمال الفنية للراحلين من الفنانين من ورثتهم وضمها للمتحف الوطني بالتنسيق مع وزارتي التربية والمالية في هذا الخصوص، ولا يتوقف ذلك عند الراحلين بل يتعداه الى الأحياء المبرزين في مجالات الفنون التشكيلية من رسم وتصوير ونحت.
سابعاً: ان تخصص وزارة الثقافة والاعلام برامج (تلفزيونية وإذاعية) تعد من قبل متخصصين في فن الحوار مع الفنان وبعض النقاد لتسليط الضوء على هذا المجال لنشر التذوق الفني لدى المجتمع وتناول أعمال الفنانين بالنقد والتحليل، وكذلك زيارة الفنانين في المراسم والمحترفات الخاصة بهم وتعريف المجتمع بهم عن قرب.
هذه بعض من النقاط التي أزعم ان لدى الفنانين أكثر منها لكن وددت أن أسهم ولو بالقليل في هذا الملتقى الأول للمثقفين السعوديين على أمل أن تلقى الاهتمام لكون الفني التشكيلي يقع في قلب الثقافة ولذا أنا متفائل جداً.. والله المستعان.


* رئيس لجنة الفنون التشكيلية
بجمعية الثقافة والفنون بالرياض

الصفحة الرئيسة
الملتقى الأول للمثقفين السعوديين
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved