الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th September,2004 العدد : 77

الأثنين 6 ,شعبان 1425

واقع... وتطلعات..!!
إبراهيم عبد الله مفتاح *

* ماذا يريد المثقف من ملتقى المثقفين السعوديين الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام خلال شعبان القادم؟
** بداية دعنا نسأل معاً من هو المثقَّف؟ وما هي الأسس التي سيتم حسب مواصفاتها تحديده من قبل (وزارة الثقافة والإعلام) ليتمكن من المشاركة في فعاليات هذا الملتقى؟
وهل سيتفح هذا الملتقى لكل من يحس بأن دماء الثقافة تجري في خلايا فكره وفي هذه الحالة سيفتقد الأمر إلى شيء من الضبط والربط الذي يقتضيه تنظيم الملتقى من حيث البرمجة المطلوبة لتفعيل الحوار بما يضمن له عدم الخروج عن المسار والموضوعية وإثراء الحوار المتسم بالصراحة (العاقلة) فيما يخدم الواقعية المعاصرة الهادفة الى الارتقاء بفاعلية الثقافة ودورها المطلوب في تبصير الوعي الجمعي بأهمية التفاعل مع متغيرات العصر وتسارع ايقاعاته في إطار صبغة الهوية وثوابت المعتقد؟
أم أن هذه الوزارة أقصد وزارة الثقافة والإعلام ستكون لها مقاييسها الخاصة التي سيتم من خلالها تحديد المثقف الذي ستفتح له أبواب هذا الملتقى وفي هذا الحال سيكون في كثير من النفوس (شيء من حتى) كما يقول النحويون ولكنني أعتقد ان فكرة الملتقى لم تبدأ إلا بعد أن وضعت الجهة المعنية الحلول المناسبة الكفيلة بإنجاحها والبعد بها عن دوائر اللوم والمؤاخذات التي قد يعلق بأطرافها بعض من علامات الاستفهام أو علامات التعجب.
وقبل أن يتم تناول ما يريده المثقف يجب تنول ما يريده الفكر نفسه من هذا الملتقى خاصة وأن الفكر يعيش اليوم مرحلة تغلغلت مفاهيمها السلبية في خلايا أنسجته زمنا طويلا في غفلة عن إدراك ما ستؤول إليه وما آلت اليه في مرحلتنا الحاضرة وأصبح الوطن بل وأصبحت أجيالنا الناشئة في كثير من مؤسساتنا متأثرة بتلك السلبيات المغلوطة التي غرست في معتقدها وفي أسلوب حياتها المنافية لروح العصر والمصحوبة بشيء من الاستعلاء والتفرد باقصاء الآخر، ومن هذا المنطلق فإن الأولويات التي يجب أن توضع على أجندة حوار هذا الملتقى هو دور الثقافة والمثقف في تأصيل فكر متوازن يدحض الأفكار الزائفة والمتطرفة التي تعتسف النصوص وتسخرها مع ما يتفق مع أهوائها ومآربها المغلفة بالبريق الخادع. هذا كله بحاجة إلى تأسيس مرحلة مدروسة تحمل فيها الثقافة أعباءها عبر كل الوسائل التي يستطيع المثقف من خلالها التنامي الفاعل المخترق لكل الأسوار والحجب التي هيمنت زمنا طويلا كان من سلبياته محاربة الثقافة نفسها وتشويه أفكار رموزها الملتزمين بالثوابت واعتدال المنهج. ولعل من أبرز ما يراد طرحه في هذا الملتقى الإجابة على بعض التساؤلات الملحة التي تريد معرفة الاسباب التي تجعل كثيرا من أعلام مثقفي هذا الوطن ورموز الثقافة أكثر انتشاراً خارج حدوده وأن مخاضاتهم الفكرية غالبا ما تتم ولاداتها في أجواء غير أجوائها ومناخات غير مناخاتها في وقت يكون فيه ابن هذه الأرض أشد ما يكون شغفا بمحاولة التعرف على نتاج وأفكار مبدعيه الذين يمثلون الصورة المشرقة التي تثبت أن أبناء هذا الوطن لا يقلون شأنا عن غيرهم من ابناء الأوطان الأخرى وهذا ما يجب ان يسانده تفعيل خر في وسائل اعلامنا المختلفة وتمثيلنا لهذه البلاد في الفعاليات المتعددة التي تشارك فيها في مختلف بقاع الأرض.
قائمة التطلعات قد تمتد الى أشياء كثيرة من بينها ظاهرة ارتفاع تكاليف سعر الطباعة وسوء التوزيع وارتفاع سعر الكتاب نفسه، ولماذا الكتاب السعودي أقل رواجا من غيره وعديم الانتشار تقريبا خارج حدود الوطن إذا استثنينا تلك الكتب التي تطبع خارج الحدود.. وشبيه بهذا ما يعانيه الفن التشكيلي وهو جزء لا يتجزأ عن الثقافة ما يعانيه هذا الفن من تقوقع في المكان رغم وجود عدد غير قليل من المبدعين التشكيليين الذين أثبتوا وجودهم وقدراتهم في الفرص القليلة التي أتيحت لهم في المشاركات في بعض المعارض في بعض البلدان الأخرى. ولا تغيب عن ذهني تلك المقولة المزمنة (أدركته حرفةالأدب) وهي مقولة في مدلولها ما يكفي من دلالة على سوء حالة الأديب لا في بلادنا فقط بل وفي العالم العربي بصفة عامة لكن ذلك لا يعني وجود بعض الاستثناءات وهنا أترك لذوي الرأي وأصحاب الشأن مهمة كسر هذه المقولة أو التخفيف من حدتها وبالتالي مايزرع أو يخلق في نفس الأديب أو المثقف شيئا من الاطمئنان على حياته ومستقبله خاصة بعد أن تجف أفكاره ويستعصي عليه انسياب قلمه على بياض الأوراق تحت أي ظرف من الظروف التي تحول بينه وبين منادمة الحرف ومسامرة الكلمة.
وفي ظني أن (اتحاداً للكتاب) أو (رابطة للمثقفين) ذات أنظمة ولوائح تساهم وزارة الثقافة والإعلام في صياغة بنودها ومحتوياتها واختيار أعضائها عن طريق الترشيح والانتخاب، كل ذلك سيكون له آثاره الايجابية في حركة المسيرة الثقافية التي قطعت شوطاً بعيداً فيما يؤمل منها.


* شاعر سعودي

الصفحة الرئيسة
الملتقى الأول للمثقفين السعوديين
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved