Culture Magazine Thursday  03/06/2010 G Issue 313
فضاءات
الخميس 20 ,جمادى الآخر 1431   العدد  313
 
البوابة الخارجية
سلسلة الذخائر
سعاد فهد السعيد

لن أتكلم عن المطالَبة بمصادرة (ألف ليلة وليلة) لسبب يخصني، وسبب خاصٍّ قراؤها، وسبب خاصٍّ كتيبةَ الإعدام المطالِبة بمصادرتها، الأول لأني عملت تحصينات منذ زمن بنسخة الخمسة الأجزاء، ونسختي الأربعة الأجزاء، نسخة تحوي رسومات ونسخة لا تحتويها، ونسختي الجزآن، منهما نسخة سلسلة الذخائر الجديدة وكنت أول من حصل عليها مع أني وقت صدورها كنت خارج مصر، ونسخة مخطوطة مكتوبة بخط اليد، يد خطاط ماهر لكنها غير مكتملة. والثاني دفاع الطبقة غير المثقفة عنها قبل الطبقة المثقفة؛ الأولى بأموالها نفدت الطبعة الأولى وتطالب بالطبعة الثانية، والأخرى بإصدار البيانات المستنكرة والتنديد عبر المقالات ورفع التقارير إلى السلطات ومناشدة القضاة. والأخير سيجيء في آخر المقالة. لذلك كان خوفي على سلسلة الذخائر، ذلك أن الشوشرة وكثرة الكلام تجلبان صداع الرأس والمُسكِّن السريع توقيف السلسلة؛ والذخائر سلسلة مختصة بكتب التراث، وما انقطعتْ طباعتُه. والكثير من الكتب التي تصدرها مشهورة وموجودة في أغلب المكتبات إلا إن إصدارها يتميز باعتماده على التحقيق الأصلي والتحقيق المشهور، ويحتفظ بترقيم الطبعة المحققة الأصلية، الترقيم المعتمد في البحوث والدراسات عند استخدامها مرجعا.

وقد حرصت قبل مقدمي مصرَ على اقتناء إصداراتها، ولشدة تعلق بها أقول على سبيل المبالغة لمن أعز عليه واستحثني على العودة سريعا إلى السعودية «سأعود إذا توقفت سلسلة الذخائر»، وكان كالعادة أن يُهيِّئ الله لي سبيلا إلى من أحب وألتقيه فقد كان المشرف على بحثي رئيس تحرير سلسلة الذخائر، ويظهر شؤمُ وجهي عليه فغُيِّر أو تَغيَّر.

كم سلسلة تَمنَّيتُها تصدر من لدنا في السعودية، يكفينا سلسلة تُعنى بالتراث، فنحن السكان الأقل عددا من سكان مصر، والدولة الأغنى دخلا من دولة مصر، ومصر تزخر بالسلاسل الكثيرة، فللفكر والثقافة والأدب والفن عدة سلاسل، لو عُدِّت سلاسل الأدب فقط لوصل عددها إلى العشرات سوى سلاسل الكتب المترجمة. هل نقول: سلسلة يا محسنين!!

أما حكاية مصادرة (ألف ليلة وليلة)، فهنالك تسعة محامين قيل إنهم طالبوا بمصادرتها لأنها تخدش الحياء، لكن الحقيقة كالتالي-سيناريو وحوار (سعاد)-: اجتمع تسعة محامين في جلسة على قهوة يشكون تصفير الهواء في مكاتبهم، وأن القضايا يذهب بها الناس إلى محامين يظهرون في الفضائيات التي أكسبتهم شهرة وسمعة فعرفهم الناس اسما وشكلا، فلِمَ لا نصنع لنا مثلهم سمعة ومعرفة وعبر وسائلهم البرامج في الفضائيات، كيف زيد؟ كيف يا عبيد؟ نرفع قضية على (شهرزاد) ونكتسب من شهرتها شهرة. وتَحقَّق لهم ما خططوا له، فكتبت عنهم الصحف، وقابلتهم البرامج التلفزيونية... ثم بعد ذلك قدموا الاعتذار إلى شهرزاد التي منحتهم شهرة، وفتحت أبوابَ مكاتبهم لقضايا الناس -أو كما تسمى في مصر- للزبائن.

القاهرة
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة