Culture Magazine Thursday  03/06/2010 G Issue 313
الثالثة
الخميس 20 ,جمادى الآخر 1431   العدد  313
 
إمضاء
الرياضي المؤرخ

أُسمي «ملِك التكامل»؛ بعدما صار عَلَما في الرياضيات، وهو الذي كاد يدخل» المعهد العلمي» لولا استشارةُ جدته للإمام الشيخ عبدالرحمن السعدي، بعد ما افترقت رؤية الفتى ووالده؛ فأشار الشيخ عليها بأن يلبوا ميوله ورغبته، وكانت نحو «المتوسطة»، وفي جيله ومن تلاه كانت المفاضلة بين دخول المعهد والمتوسطة على أشدها، وقد أُبعد «الأستاذ عبدالله العلي النعيم» من عمله مراقبا في المعهد العلمي التابع للرئاسة العامة للكليات والمعاهد لأنه يحض الطلبة على التسجيل في ثانوية وزارة المعارف.

نقطةُ تحولِ مهمةُ قادته نحو بعثة تعليمية مبكرة إلى الولايات المتحدة بعدما قابل «الملك سعود» بثياب رثة، فتنبأ له أنه سيستبدل رعاية العقول برعاية الغنم، ولم يمض وقت حتى عاد بالشهادة الأعلى، ودرّس في الجامعة الأبرز، وصار مثالا للأكاديمي الباحث الذي وهب عمره للتعليم والتأليف، سعيدا أن في تلاميذه من أصبح مديرا للجامعة التي يُدَرس فيها.

لديه شهادتا «بكالوريوس في الرياضيات، وشهادتا ماجستير (واحدة في الرياضيات وأخرى في العلاقات الدولية)، وقبل أربعين عاما حاز الدكتوراه في الرياضيات من جامعة «فاندربلت» (1972 م)، ولم يكمل عشر سنوات حتى حصل على درجة الأستاذية، وزاول العمل الأكاديمي: عضو هيئة تدريس ورئيس قسم وعميد كلية وأستاذا زائرا في جامعات عربية وأجنبية، ورئيسا للاتحاد العربي للرياضيات والفيزياء.

الأستاذ الدكتور علي بن عبدالله الدفاع (عنيزة 1938 م) تخرج في ثانوية عنيزة، ودرس المراحل العالية والعليا في الولايات المتحدة، وتقاعد عام (2008 م)، ورغم تخصصه في الرياضيات «البحتة والتطبيقية» فقد أولى تاريخ العلوم عند المسلمين اهتمامه، فحاضر فيها وألّف عنها، وله أكثر من أربعين مؤلَفا، ومئات المقالات باللغتين العربية والإنجليزية، ومن أبرز كتبه :

الموجز في التراث العلمي العربي الإسلامي، العلوم البحتة في الحضارة العربية الإسلامية، إسهام علماء العرب والمسلمين في علم الحيوان والنبات والصيدلة، أعلام الفيزياء وأعلام الطب في الإسلام، رواد علم الطب في الحضارة الإسلامية، تطوير علوم الأرض. وشارك في ترجمة كتاب حساب التفاضل والتكامل للجامعات والهندسة التحليلية، وغيرها، كما هو عضو في عدد من الجمعيات التخصصية والمجامع اللغوية والموسوعات العالمية.

يتكلم اللغة الإنجليزية كأهلها، ويحاضر على طلبته بها، لكنه يؤكد على التحدث بالفصحى، ويصر على تجذير الانتماء لموروثها.

وعيناه زمنا وهو يشارك كاتبا مقاليا متخصصا في استعادة الموروث العلمي العربي الإسلامي، وكان صغيرا حينما اغترب عن بيئته «المتدنية مدنيا»؛ فلا كهرباء ولا طرقات ولا أسواق ولا خدمات؛ فلم ينبهر بما رآه، ولم يتنكر لمن رباه، ويقال إن تمسكه بالفصحى قد جاء استجابة لطلب والدته.

يبدو مؤسفا أن نحتفي بربع شاعر وسارد وكاتب وصحفي، ثم نتأخر في أن نحتفي ب»بروفسور عالمي» تروى عن عبقريته الرياضية حكايات تشبه الأساطير، بل إن مدينته لم تقم بعد بتكريمه، لولا جهد مقل قام به زملاء في مجلة «باريس نجد» المحلية؛ فهل يرى منا -في الأفق القريب- ما يوازي قامته؟ «فأن نتأخر خير من ألا نأتي»!

العالِم تاج.

ibrturkia@gmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة