Culture Magazine Thursday  03/06/2010 G Issue 313
الثالثة
الخميس 20 ,جمادى الآخر 1431   العدد  313
 
الثقافية تواصل متابعتها لتوقف «عالم الكتب»
الصوينع: المجلات البحثية الرصينة يبدأ مجدها بعد توقفها

الثقافية - عطية الخبراني

لامعنى للعمليات التجميلية

يرى أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية الأستاذ علي بن سليمان الصوينع أن موت المجلات أو توقفها عن الصدور دائماً أو مؤقتاً ظاهرة معتادة في عالم النشر وتاريخ الثقافة، ولذلك أسباب اقتصادية وإدارية وثقافية متنوعة. ومن الناحية العلمية، فإن أسباب اقتصادية وإدارية وثقافية متنوعة توقف المجلات ليس عيبا فيها؛ بل إن بعض المجلات البحثية الرصينة يبدأ مجدها بعد توقفها فتصبح من المطبوعات النادرة، ومن العلامات الثقافية التي تؤرخ لحقبة من تاريخ المعرفة والثقافة. ومن أمثلة ذلك مجلة (الرسالة) المصرية التي كان يرأس تحريرها أحمد حسن الزيات، وهي من المجلات العريقة في الثقافة العربية، ومجلات عربية أخرى كثيرة، وكذلك مجلة (عالم الكتب) التي تصدرها دار ثقيف للنشر والتأليف منذ عام 1400هـ -1980م لصاحبها الأستاذ عبدالرحمن المعمر، وتعاقب على رئاسة تحريرها الأستاذ المرحوم عبدالعزيز الرفاعي، ثم الدكتور يحيى محمود بن جنيد الساعاتي . ويضيف الصوينع: ومع أن قضية توقف مجلة عالم الكتب تبعث الأسى في النفس لإحساس المهتم بالكتاب والثقافة بمفعول التبدلات في عالم صناعة النشر وتداول الثقافة وقوة أثر التطورات الحديثة في تقنية المعلومات وبثها، مما أفرز كيانات معلوماتية غثة وثقافات استهلاكية سريعة الزوال؛ إلا أن ذلك لا يعني أن ننعي مجلة (عالم الكتب) التي ستظل مصدرا مهما في ميادين معرفية كثيرة مثل النشر وصناعة الكتاب والببليوجرافيا والأدب والتاريخ وعلوم المكتبات والمعلومات على مستويات عالية في المعالجة والعرض واستقطبت كُتابا وباحثين من كل الأرجاء .

ويتابع: رأيي، فإن توقف المجلة كما هي عليه من الالتزام بالمنهجية والتحكيم والبحث في عمق الثقافة العربية الرصينة أفضل من تبديل المخبر والمظهر بالعمليات التجميلية التي قد تؤدي إلى التنازل عن الخط المنهجي والعلمي المتبع منذ تأسيس مجلة عالم الكتب .

فيما يشك الصوينع في نجاح الحلول الأخرى المقترحة لدعم المجلة وتمويلها، على المديين المتوسط والبعيد، لأن مجلة عالم الكتب وسيط معرفي نشأ ضمن نسيج ثقافي في مرحلة وجيل مكرس من الباحثين والمثقفين الذين أدوا دورهم في التأصيل وإضافة لبنات مهمة في هيكل الثقافة والمعرفة التي تنمو وتتطور على الدوام.

لابد من رفع المعاناة

وقال عضو مجلس الشورى ورئيس جمعية المكتبات السعودية الدكتور جبريل العريشي في حديث متواصل عن توقف مجلة عالم الكتب التي نشرت الثقافية عنها مادتين خلال الأسبوعين الماضين: إن الدوريات المحكمة بشكل خاص من المصادر العلمية الهامة والثمينة، وذلك لقوة مقالاتها وملاحقتها للتطورات العلمية مقارنةً بمصادر المعلومات الأخرى. وتعاظم أهمية الدوريات المحكمة كمصدر من مصادر المعلومات الموثقة وبالأخص المتخصصة منها والعلمية، وتمثل المجلات العلمية المتخصصة التي تخضع للتحكيم العلمي مصادر معلوماتية مهمة للباحثين والدارسين، وذلك نظراً لما تمتاز به من حداثة المعلومات، وموضوعية الطرح، وتوظيف المنهج العلمي في معالجة القضايا، وملاحقة التطورات السريعة الأمر ما جعلها تحتل مكانة مرموقة تحظى بالقيمة العلمية في الأوساط العلمية والبحثية بوصفها أوعية متميزة من أوعية المعلومات المرجعية. فيما يشير الدكتور جبريل إلى أن مجلة مثل مجلة عالم الكتب من المجلات المهمة في الحراك الثقافي العلمي السعودي، حيث إن لها المكانة المرموقة والعلمية في الأوساط الثقافية والمكتبية في المملكة العربية السعودية، وهي تسير بجانب مجموعة كبيرة من المجلات السعودية التي نفخر بها في بلادنا حيث تعد من الأعمدة الثقافية في مملكتنا الحبيبة رافعاً في ذات السياق إلى ولاة أمرنا معاناة مجلة عالم الكتب هذه المجلة ذات التراث العلمي العريق، والتي كانت خلالها المجلة شاهدة على التطور الفكري والثقافي والعلمي السعودي طيلة عقود من الزمان. ويختتم العريشي حديثه قائلاً: إن معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة الذي يعد من المؤسسين لوزارة الثقافة وهو ابن الوزارة، ومؤيد لكل صاحب علم وثقافة، خير من يقدر دعم والتماس كل مثقف وأكاديمي وصاحب فكر في الإبقاء على ثروة هذا الوطن الثقافية من الزوال.

حلقة مفقودة من الجامعات

فيما يرى عميد شؤون المكتبات بجامعة جازان الدكتور حسين دغريري أن المجلة بالتأكيد تعاني من ضعف التسويق لنفسها على عكس المجلات الأخرى كالمنهل مثلاً التي دائماً ما يصلنا منها خطابات دعوة لاشتراك الجامعة فيها، والجامعات السعودية بحاجة إلى مثل هذه المجلات العلمية المحكمة وخصوصاً التي ينشر فيها أبحاث لأعضاء هيئات التدريس فيها، ولو قدمت مجلة عالم الكتب خطاباً لوزارة التعليم العالي تطلب فيه عون الجامعات لها بالاشتراك فلن تجد الجامعات غضاضة في ذلك وستدعمها بكل تأكيد. فأعتقد أن ثمة حلقة مفقودة بين المجلة وبين الجامعات أو وزارة التعليم العالي يجب أن تساهم المجلة أولاً في إيجادها من خلال خطابات الدعوة وطلب الاشتراكات والتسويق لنفسها بشكل جيد خصوصا أن الجامعات السعودية تشترك في ملايين الريالات.

لن نخاطب أحداً

ويقول الأستاذ عبدالرحمن المعمر إن أساليب المخاطبات هي أساليب قديمة للحصول على الاشتراكات والذي لديه النية الحقيقية لدعم المجلة فسيبادر إلى ذلك عن طريق الحصول على عناوين مراسلاتها الموجود في كل طبعة.

فيما أعرب المعمر عن شكره لسعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المكلف الدكتور عبدالله الجاسر على مساندته للمجلة ومناشدته لأهل الثقافة أفراداً ومؤسسات بدعمها والوقوف إلى جانبها، مشيراً في ذات السياق أن المجلة كانت تتلقى دعماً من الوزارة ولكنه توقف، ومعترفاً ومثمناً اشتراك الوزارة في 1800 نسخة سنوية.

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة