Culture Magazine Thursday  06/05/2010 G Issue 309
أوراق
الخميس 22 ,جمادى الاولى 1431   العدد  309
 
الله..الله..في النساء!!
لا تُبرروا لأنفسكم أسباب الغياب..الغياب غياب

في إحدى مُحاضراتي الجامعية وبعد انتهاء جلسة العصف الذهني الإلكترونية التي كُنت أدربهم من خلالها على هذه الاستراتيجية كأسلوبٍ فعَّال في التدريس قال لي أحد الطَلبة: "يا سيدتي قرأتُ لكِ كثيراً وتلمستُ في خطِّ كتاباتك أنكِ لستِ بموضوعية والكاتب ينبغي أن يتجنب الحيادية".. أفرحني طرحه ونقده فهوَ ليسَ أول من يواجهني بهذه التُهمة ولا آخرهم ولا أتصَّور أنه مُخطئ فيها بعض الشئ لا سيما وأني أؤمن دائماً أن تكرار الشيء من أكثر من شخص في أكثر من موضع واتفاق مجموعة عليه يُؤكد صحة المُلاحظة وضرورة الآخذ بها.. فكانَ أن قلت له بعدَ تنهيدةٍ كبيرة: " يا سيدي إن لم أكتب عنهن..فمن لهُن..؟! إن لم أشعر بهن..فمن يشعر بهن ويتحدث عن ألمهن؟!.. هن لم يوكِّلنني عنهن في شيء لكني أستشعرُ مسؤوليةً في ذلك لأن النساء كلهنَّ نسيج وأنا جُزءٌ من هذا النسيج الكبير المُمتد من المُحيط إلى الخليج.. أنا يا سيدي لا أستطيعُ أن أكتب هُنا بالتحديد دون أن أقفَ في صفهن لا ظالما..بل مظلوما.. لأني الأكثر استطاعة على استشعارِ وخزِ أوجاعهن..من غيري لأني يا سيدي إن لم أكن قد مررتُ بنفسِ الألَمْ ففي أقل تقدير أكون قد عايشته من حولي.. في أمي..أو أختي أو صديقتي أو ربما في امرأة لا يربطني بها صلةَ رحم.. أو حتى في إحداهُن من اللواتي ينهشنَ غيبتي بأسوأ ما تتوقع ومع ذلك أكتب بحالهن.. دونَ انتقاصٍ لشأن الرَجل أبداً. الرجلُ..أبي.. والرجُل..أخي وزوجي وابني وحفيدي وعضيدي الذي لا غنى لي عنه أبداً..

فالمرأة نصف..يُكمله الرجل.. والرجل نصفٌ لا يكتمل إلا بامرأة فمن ترتضي أن تخطئ على نصفها الآخر؟ أو تُغضبه وتصفه بغيرِ خُلق..؟!

وإن كُنت أصفُ حادثةٍ ما أو كتبتُ عنها فحمَّلتُ فيها الرجل أو أظهرته..وقد ارتكبَ جريمة بحقِ امرأة لاحول لها ولا قوة.. امرأةٌ أمَّنه الله تعالى عليها

أمَّنه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في خُطبةِ وداعه عليها "الله..الله..في النساء" فإنهُّن أمانة لديكن.. ضعيفاتٍ..مُستضعفات.. أقوى واحدة فيهن تستطيعُ أن تكسب قلبها بِرُبعِ كلمة، فعاملوهنَّ بالمَعروف.. لا تكسروا لهنَّ قلباً.. ولا تخذلوا لهنَّ ثقة، لا تضربوهنَّ، ولا تُهينُهنَّ، إياكُم أن تستحلوا فروجَهن بغيرِ حلال..كتبه الله لكم.. وإياكم أن تستبيحوا لأنفسكُم أن تُعاملوها كالجارية فإن كُنت لا ترضى أن يستعبدك غيرك.. فلا تنهَ عن فعلٍ ثمَّ تأتي بمثله أبدا فإن ذلك عارٌ عليك عظيم.

وإياك.. إياك.. إياك

أن تخذلها

أن تخذلها

أن تخذلها

لأن الخُذلان أمرٌ عظيم.. ألمٌ كبير..جرحٌ عميق تحفره في قلبِ امرأة منحتكَ كُل شيء بمُنتهى الحُب فقابلت ذلكَ بنُكران الجَميل..

إياكُم يا شباب وهُنَّ أمهاتكن.. وأخواتكُن.. وزوجاتكُن.. وبناتكن.. ومُستأمناتٍ في بيوتكنَّ أن تعدوُهُنَّ بكثيرٍ من الأمَل.. كثيرٌ من الأحلام.. كثير من الأشياء التي لدى الواحدة منهُّن استعدادٌ بكامل رضاها وقواها القلبية..والعقلية أن تفني عمرها كُله تنتظرها دُون أن تعلم أنها تنتظر شيئاً لن يأتيها أبدا وفي الأخير كما يفعلها الكثيرون ويقولها الأكثرون "اعذريني..لا أستطيع أن أكمل المشوار".. إياكم! فإن دعوةً منها ودمعة مظلومٍ..مقهورٍ.. تكوي كيانها وتُحرق قلبها تفقدها الثقة في كُل شيء سيهتزُ لها عرش السموات والأرض، فيقول المولى: أنا حسبُكِ ونعمَ الوكيلْ فما ظُنُّكم بمن كان الله حسبه..ونعم الوكيل..؟!

سيُرضيها ربُك..ولو بعدَ حين ولاتنسوا يوما ستقفون فيه بين يدي الله تعالى فيقول لكلٍ منهُن.. خُذي حقك منه الآن وأنا أعدلُ الحاكمينْ..!!

من لِمن يتهمني بالتحيُّز.. لكُل هؤلاء ودون حاجتي أن أكرر مع أي طرحٍ أيها الكِرامْ.. أني أستشهِد..ولا أعممْ، فبعضُ الرجال..أشباه رجال وكثيرٌ من الرجال..رِجال، لكنَّ القدر أحياناً لا يجمعنا وإياهم في طريقٍ واحد فلم نعد نرى إلا السيء، لذا نكتبُ عنه بتمكُّن...وإحساس بألمٍ عظيمْ.. إليه حيثما كان.. أكتبُ عنهم -بعضهم- وأخشى ذاتَ يوم أن ياتي يوم أجدك في طابورِ البعض الذي.. لا تُحبه النِساء

فالله فيَّ

الله الله فيَّ

الله الله الله في

يا رجُل.. "

د. يسرية آل جميل مسقط
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة