Culture Magazine Thursday  06/05/2010 G Issue 309
فضاءات
الخميس 22 ,جمادى الاولى 1431   العدد  309
 
مداخلات لغوية
عبده الراجحي
أبو أوس إبراهيم الشمسان

الثلاثاء 13 جمادى الأولى 1431هـ شيعت الإسكندرية أستاذنا الجليل العالم اللغوي فقيد العربية الأستاذ الدكتور عبده الراجحي، عالم جمع بين الثقافة التراثية الأصيلة والعلوم اللغوية الحديثة، وأتحف المكتبة العربية بطائفة من الكتب النادرة التي تلقاها طلاب العلوم العربية بالقبول، جمع بين كتب التنظير وكتب التطبيق، عرفته أول الأمر من كتبه التي حرصت على اقتنائها وقراءتها، وكان كتابه في التطبيق الصرفي عمدتي في وضع كتابي (دروس في علم الصرف)، كنت حريصاً أن أشهد مناقشاته للرسائل في جامعة القاهرة، كان يأتي بالقطار ويعود به بعيد المناقشة، وكان من عادته -رحمه الله- أن يكون آخر مناقش، كان يقول: أنا مسافر وللمسافر رخصة، فإن أطال من كان قبلي قصرت وإن قصر أطلت. اتصف أستاذنا بغزارة العلم ودماثة الخلق والتواضع الجم، كان جهير الصوت واضح النبرات سليم اللغة لا تخالط لغته أثر لهجة. ناقشني في رسالتي للدكتوراه (الفعل في القرآن الكريم تعديته ولزومه)، وكان الاتفاق أن يكون في استقباله من يوصله إلى جامعة القاهرة؛ لأن أمر المواصلات في القاهرة كان من أشد الأمور صعوبة، وخرج الرجل فلم يجد أحداً في استقباله، أما المكلف بذلك فقد رجع إلينا ليقول إنه لم يجد الدكتور، فأعدته إلى المكان مرة أخرى، ولست أدري ما حصل، المهم أن الوقت مضى حتى إذا استيأسنا رأينا الأستاذ داخلاً والغضب قد أخذ منه كل مأخذ، حتى راح أستاذي الدكتور محمود فهمي حجازي يطيب خاطره ويلتمس الأعذار، وحسبك بالدكتور حجازي وما هو عليه من نبل وخلق، وخشيت يومها أن يكون ما حدث سبباً في محاسبتي والقسوة في مناقشتي، ولكن ما أن بدأ النقاش حتى رأيت منه اللطف والرعاية والتوجيه، ومنذ ذلك اليوم صار إلى أستاذيته صديقاً عزيزاً، زرته مع أسرتي في الإسكندرية فلقينا بكل طيب وترحاب، وفي الكويت كان لي حظ الاستماع إلى المحاضرة القيمة التي ألقاها في البرنامج الثقافي لكلية البنات، وعلقت على المحاضرة مرحباً به في الجزيرة لا الكويت وحدها. وفي الرياض عمل فترة في معهد تعليم معلمي اللغة لغير الناطقين بها في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم كانت الجامعة تستعين به من حين إلى آخر فتتاح لنا فرصة اللقاء به، وقد شرفني بزيارته منزلي، وفي إحدى زياراته إلى الرياض أخبرني أنه من الذين حكموا في ترقيتي، فسرني ذلك سروراً بالغاً؛ لأن شهادة عالم مثله لا تعدلها شهادة. رحمك الله أستاذنا وأسكنك فسيح جناته لما بذلته من نفسك لطلابك ولأمتك وللغة العربية.

الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة