Culture Magazine Thursday  07/10/2010 G Issue 318
أوراق
الخميس 28 ,شوال 1431   العدد  318
 
إبراهيم التركي... حكم تُشخص الحال
نورا العلي

الحكم والأمثال التي تجري على مسامعنا، والتي خلدها التاريخ، ما هي إلا محصلة تجارب، وخلاصة معاناة، وهي إرث ثمين، وبالإتباع قمين، والعاقل كما يستفيد من تجاربه، يستفيد من تجارب غيره، فلا يضيع وقتا في خوض معارك أياً كان نوعها، وهي معروفة النتائج مسبقا. ما جعلني أكتب هذه المقدمة، ما وجدته من حكم بالغة، وأقوال هادفة وصادقة، لرجل يعيش بين ظهرانينا، ويسقينا من معين تجاربه، شربة، لو أمعنا النظر فيها، لا تظمأ بصائرنا ولا أبصارنا بعدها، إذ يأبى قلمه الرفيع، إلا أن يكون ختام ما يكتبه مسك، فينتهي كل مقال من مقالاته بحكمة صادقة، تنم عن تجربة واضحة، ذلك هو الدكتور القدير: إبراهيم بن عبد الرحمن التركي.

في مقالي هذا اخترت بضعا من حكمه التي تروق لكل ذي لب، وتشفي كل من بالمعاني صب.

من أقواله:

1- الذاكرة حياة لا تنتهي.

من يغيّبهم الموت عن حاضرنا وأرضنا، يحضرون داخلنا ويعيشون في ذاكرتنا

2- البلاغة الإيجاز والمحك الإنجاز.

هذه العبارة أو بالأحرى الحكمة، نتمنى أن يعيها المتشدقون بالمديح، دون أن يروا الإنجاز. حيث الحكم على شخص ما، لا يكون صادقا إلا عند حصر انجازاته، وأمجاده التي اكتسبها، وذلك خلال ما قدمه من عمل، وما أضافه للمكان الذي نُصِب مسئولا عنه، لا منتصبا عليه.

يقول المتنبي :

«وإن مديح الناس حق وباطل»

والحق أحق أن يتبع، والباطل لا بد أن يصير زهوقا.

3- تجارة العلم بوار

أي سلعة تعرض في الأسواق نستطيع شرائها ومن ثم امتلاكها، إلا العلم، فمهما دفع الشخص مقابل شراء شهادة ما، ومهما حاول التشبع بما لم يكتسب، ستفضحه المواقف، وسيعري جهله الكلام، كما سيشّهر به الصمت.

لله در من قال:

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم

ولو عظّموه في النفوس تعظما

4- الفضائل ليست ألقاباً.

اللقب إن لم يُثبت صحته صاحبه، فهو أشبه بمن يرتدي لباسا لا يناسبه، وليس على مقاسه، وبذلك يكون محل تندر وسخرية من الآخرين.

جميل أن يستدل الآخرون على لقبك من خلال تعاملك وإنجازاتك.

5- الماضي أرصدة وديون.

وكما تدين تدان، ومن يزرع الخير لا يعدم جوازيه، وكذلك الشر ، فلا بد أن يأتي موسم الحصاد لكل منهما، ويومئذ، كم من ضاحك مستبشر وكم من متأوه نادم متكدر.

6- لا جنس للعطاء ولا جنسية.

العطاء والتميّز ليس حكرا على جنس دون الآخر، أو جنسية دون أخرى.

العطاء يعتمد على الإنسان المفكر المبدع، القادر على عمل حراك إيجابي فعّال، سواء كان ذكر أم أنثى.

ومن أقواله أيضا:

7- النسيان ذاكرة متعبة.

8- الغياب موقف لا توقف.

9- إذا لم نيأس، لن نأسن

ومن جميل ما كتبه التركي: «مللنا المسؤول الذي لا يُسأل، والوجيه الذي لا يواجَه». حينما قرأت هذه العبارة، تذكرت شطر البيت.

«يا برد ذاك الذي قالت على كبدي»

فلا فض الله فاك يا رائد الأدب والثقافة.

وبعد، هذا قليل من كثير، ومن أراد الاستزادة فما عليه إلا أن يتابع مقالات التركي، ويستمتع بمفردات اللغة الجميلة، وينهل من أحد أنهارها الجارية، والتي لن تأسن ولن تنضب، بحول الله وقوته.

- القريات
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة