تكره العرب اجتماع الأصوات المتماثلات، كاجتماع: الهمزات، والواوات، والياءات، والنونات، والحروف المضعَّفة بصفة خاصة. ولذا ندر ورود كلمات حروفها كلها من جنس واحد؛ فالجذر الثلاثي قلَّ مجيؤه على مثال الخمسة. وتعود تلك الكراهية إلى ما يؤديه الاجتماع من ثُقْل، وهو ثقل ذو مراتب كما يلاحظ في تأليف الكلمات؛ فالمتماثلات من غير العلل أكثر من المتماثلات من العلل، والتماثل في العين واللام أكثر منه في الفاء واللام؛ لأن التماثل في العين واللام يمكن التخلص منه بالإدغام، وليس كذلك التماثل في الفاء واللام. ومن أجل ذلك جاء من العلل تماثل العين واللام وأهمل ذو الفاء واللام. وعلى نحو ما يكره التقاء المتماثل من الحروف يكره ذلك في الحركات. وهذه المتماثلات قد يصار إلى تفادي اجتماعها بوسائل مختلفة. أما كراهة التماثل فتفاديه مرتبط بمبدأ لغوي عام هو بذل الجهد الأقل عند الإجراء اللغوي؛ لذا تحدث جملة من التغيرات هي ما يسمى بوسائل التخلص من ذلك التماثل.

*استعَدَّ)، ومنها تخفيف أحد الصامتين (أأنذرتهم) تجعل إحدى الهمزتين (همزة بين بين)، ومنها قلبه أو إبداله ليتخالفا (قوِو* قوي)، ومنها حذف أحدهما (أُأكرم* أُكْرم)، ومنها إقحام صوت بين المتماثلين(اضربْنانِّ).

* تضنّيت). ولكن قد يتعذّر الإدغام، ويتعذر التخفيف، والقلب؛ ولذلك تطبّق القاعدة الرابعة، وهي الحذف (أُأكرم* أُكرم). فإن كان الصوت مما يمكن إبداله جاز تطبيق القاعدة الثالثة أو الرابعة والأمر في ذلك اتجاه لهجي (فالحجازيون يطبقون القاعدة الثالثة في مثل: حَسِسْتُ* حَسِيتُ، وتميم تطبق الرابعة: حَسِسْتُ * حَسْت). ولكن قد لا يمكن تطبيق قاعدة من القواعد السابقة فتطبق القاعدة الخامسة، وهي إقحام صوت بين مثلين من تلك المتماثلات (اِذْهَبْنَ + نّ * اِذْهَبْنَانِّ). وينقسم حكم التخلص من التماثل قسمين: واجب، وجائز. أما الواجب فهو ما ورد فيه عن العرب طريقة واحدة هي طريقة التخلص كالإدغام (شدد* شدّ)، وأما الجائز فهو ما ورد فيه عن العرب طريقتان فأكثر، منها الإبقاء على تلك المتماثلات دون تخلّص من تماثلها، (لم +يشدُّ * لم يشدُدْ/ لم يشدَّ).