Culture Magazine Thursday  16/12/2010 G Issue 325
أوراق
الخميس 10 ,محرم 1432   العدد  325
 
كلمات
في وسط الصراخ:
الشيوخ والشباب لم يصل أحد!!
محمد بن أحمد الشدي

منذ مطلع الخمسينات الميلادية حتى الآن والمعرفة قائمة بين الأدباء الشيوخ والأدباء الشباب حول ظاهرة التجديد في الأدب بشكل عام وحول قضية الشعر الحر بشكل خاص وقد يستمر هذا الصراع الأدبي لسنوات كثيرة قادمة!!

فالأدباء الشيوخ يرون أن للأدب حرمة خاصة يجب الحفاظ عليها من التطفل ومن الركاكة والانحدار ويرون أن اللغة العربية بتراثها تتعرض لغزو فكري ولضربات شديدة الغرض منها إضعاف اللغة والهبوط بمستواها إلى الحضيض.

وعلى هذا الأساس يرفض الأدباء الشيوخ كل غموض في اللغة وكل رمز وكل نتاج شعري لا يتتبع الخطى الأصيلة في دروب الشعر.

والأدباء الشباب يرون أن في مطلب الأدباء الشيوخ مغالاة كبيرة فهم يقولون أن الزمن قد تطور وأن عوامل تطور الأدب لا بد منها لمسايرة الآداب العالمية الأخرى التي تصف لغتنا بالتقوقع. وقام فئة من أدباء وشعراء العرب الشباب بأعمال أدبية تتعارض في بعض مناهجها مع ما كان مألوفاً ومعروفاً من قبل وظهرت الكتابات الرمزية وظهر الشعر الحر.

وأمسك الأدباء الشيوخ والأدباء الشباب بخناق بعض هؤلاء يدافعون عن اللغة العربية والشعر العربي وأولئك تحمسوا لتطوير الأدب العربي وإعطائه صفة الانفتاح وصفة القوة الأدبية العالمية.

ومع أن هذه النقاشات والمجادلات الطويلة أفادت بعض الشيء إلا أنها كانت العصا التي أوقفت دولاب الأدب عن الدوران مدة من الزمن لأن مرحلة الجدال تلك التي لم تخمد نارها حتى الآن. قللت إنتاج الأدباء وصرفتهم عن كثير مما كانوا ينوون عمله وإبداعه.

وفي رأيي أن الاعتدال خير كما هو معروف فلو أن الأدباء الشيوخ تسامحوا قليلاً وحاولوا إقناع الشباب بالضرر المترتب على عملهم التطوري التجديد فلربما استطاعوا أن يكسبوا المعركة لصالح اللغة ولصالح الأدب.

ولو أن الأدباء الشباب حاولوا تخفيف حماسهم واندفاعهم لكانوا استطاعوا إقناع الأدباء الشيوخ بأن يعطوهم فرصة التجربة والنجاح في خطهم الجديد أو يتراجعوا بعد اقتناع.

إلا أن أولئك وهؤلاء تعبوا لرائيهم بطريقة منعتهم من سماع أصوات بعضهم في وسط الضجيج والصراخ فلم يصل أحد إلى ما كان يؤمل ويريد.

على أي حال ليس المهم من يكون منهم الفائز ولكن المطلوب من الفريقين هو أن يعطونا أدباً جيداً أما الزبد فإنه سيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، فهل يترك الأدباء شيوخاً وشباباً معاركهم الثانوية الجانبية ليعملوا على رفع شأن الأدب هذا هو الأمل.

- الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة