Culture Magazine Thursday  21/01/2010 G Issue 295
مداخلات
الخميس 6 ,صفر 1431   العدد  295
 
السعدون من الدراجة إلى الطائرة
كيف عاش سعيداً

كتاب «عشت سعيداً من الدراجة إلى الطائرة» للكاتب الأديب عبدالله عبدالكريم السعدون وهو طيار حربي تدرج بالرتب حتى رتبة لواء طيار ركن، وآخر منصب عسكري له كان قيادة كلية الملك فيصل الجوية، وبعد تقاعده عيّن عضواً في مجلس الشورى، والعجيب في أمر هذا القائد الأديب النابه أنه قاد الطائرة الحربية قبل أن يقود السيارة وهو عصامي من الدرجة الأولى وقدوة حسنة، والكتاب أدبي من الطراز الرفيع واجتماعي، وتعليمي، تعلوه مسحه من العفوية، ومسحة من صدق الطوية، وجرعات كثيرة من نصائح أبويه. تقرأ وتبتسم رغماً عنك تقرأ وتذرف دمعة رغماً عنك. الابتسام سببه قصة العمة سارة وتجاربها الزوجية لسبع مرات وقصته حين هّم بالانصراف عن الدراسة إلى رعي الأغنام لولا حزم الأم الصالحة النبيهة رحمها الله، وقصة صعوده لوحده للجبل وترنمه ببعض الأبيات ومناجاته للطيور من حوله وقصة ذهابه إلى غدران المياه مع زميله لملاحقة الطيور على الدراجات ولم يعودوا إلا ليلاَ، والدمعة سببها قصة مدرس الابتدائي الغشيم وقسوته على التلميذ الصغير وقصة الضيف الثقيل الذي رمى كلمة بالمجلس أمام الناس سببت رمي شاب لعمه بالبارود وقصة الشابة الهاربة من زوجها والتي رمت نفسها في البئر وقصة ابتلاع البحر لزميله الطيار وطائرته ، وفي الكتاب سيرة بطولية ومتعة أدبية ونصائح دينية وتجارب إدارية ووصفات طبية وحث على الرياضة البدنية.

في الكتاب من جدية العقاد، ومن رصانة الرافعي،وسلاسة علي الطنطاوي, وحرارة محمد الغزالي, وفيه من قفشات الجاحظ وحين فرغت من قراءته اتصلت بهذا النبيل شاكراً ومهنئاً وقائلاً له: كتابك رائع بكل ما تعنيه الكلمة وأرجوك خفض سعره،حتى لو تخسر مادياً فسيعوضك الله دعاء الناس، والله لا أبالغ إذا قلت أن كل من سيقرأ سيدعو لك ولوالديك الكريمين وللعمة سارة.

قال إن السعر تحدده دار النشر رغم تكفلي بقيمة طبعه، لكنه نظام غير عادل يسري على عالم طباعة ونشر وتوزيع الكتب. قلت له: أنت صادق وجربت أنا ذلك في كتابي (نوادر من التاريخ) بأجزائه العشرة لكن من يقرأ الكتاب سيطالبك بالمزيد لأن زِبده كثير وزَبده قليل, الأولى بكسر الزاي والثانية بفتحها وسينفع الله به الناس لأن ما كتبت شرف أهلك الكرام وشرف وطنك الكريم الكبير (المملكة) وشرف مسقط رأسك ا لغاط، ويشرف ويسر كل عاقل، وذكرت في الكتاب: أنك بلغت الستين ولم تشكُ ولله الحمد من أي مرض من أمراض العصر كالضغط والسكري،وذكرت أسباب سعادتك ونجاحك، وهذا من فضل الله عليك ورحمته، ومن الجميل أن تشرك الآخرين بأسباب هذه الصحة وهذا النجاح لعل غيرك يستفيد فتعم الفائدة.

وقالوا لأحد الصالحين حين بلغ المائة سنه ولم تسقط له سن ولم يشكوا من أي عجز, ما السر يا أبا فلان؛ قال هي جوارحنا حفظناها في شبابنا فحفظها الله لنا في شيخوختنا ثم تلا قوله تعالى: ?مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ? الآية 97 سورة النحل

وأبشرك أنك من هذا الصنف إن شاء الله، , ونبشر أن من أصيب بمرض وهو صالح,فهو رفعٌ لدرجاته ؛ومن كان طالح فهو تكفير لسيئاته, والمسلمين بين حالتين: معافى شاكر له أجر ومبتلى صابر له أجر.

وأنصح الجميع بقراءة هذا الكتاب النافع ولا أذيع سراَ إذا قلت أن صديقنا رجل الأعمال محمد عبد العزيز البابطين وجد نسخه في مجلسي وانهمك في القراءة لساعات ثم ضرب بيده على غلاف الكتاب وقال: والله يا أبا عبد الله لو أنني قرأت هذا الكتاب قبل سنوات لغير مجرى حياتي.علماً أن أي جهد بشري لا يخلوا من بعض الهنات والأخطاء وربما يوجد في الكتاب شيء قليل جداَ نرجو أن يتداركه في الطبعات القادمة.

صالح بن محمد الزّمام صاحب كتاب (نوادر من التاريخ)

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة