Culture Magazine Thursday  21/10/2010 G Issue 320
تشكيل
الخميس 13 ,ذو القعدة 1431   العدد  320
 
محطات تشكيلية
كتبها الشعراء وشكلها التشكيليون
الخيل مصدر إلهام للمبدعين لجمعها الرشاقة بالقوة والكبرياء بالتواضع
إعداد: محمد المنيف

لا أعتقد أن هناك ما ينافس قصيدة امرؤ القيس في وصف الخيل في قوله:

مكر مفر مقبل مدبر معاً

كجلمود صخر حطه السيل من عل

كميت يزل اللبد عن حال متنه

كما زلت الصفواء بالمتنزل

على الذبل جياش كأن اهتزامه

إذا جاش فيه حميه غلي مرجل

مسح إذا ما السابحات على الونى

أثرن الغبار بالكديد المركل

بهذه الأبيات التي لا جدال في أنها من أجمل ما وصفت به الخيل لشاعر من عصر الجاهلية، لنلج إلى عالم الفن التشكيلي واستلهام التشكيليين للخيل كما استلهمه الشعراء مع فارق سبل التنفيذ التي يحتفظ كل منهم بخصوصيته وتوظيفه لها للتعبير عن أبعاد يكتفي فيها بوجود الخيل كرمز يبرز معنى ما قصده الفنان.

وإذا عدنا إلى أعمال الفنانين في مختلف العصور لوجدنا أن الغالبية وجدوا فيها جذبا وإقناعا لأن تكون جزءاً من إبداعاتهم في الرسم والتصوير الزيتي أو النحت، ولنا في أعمال الفنانين فان دايك، ويوجين دولاكروا، وجورج ستابز، وثيودور غيركولت، ما يؤكد هذا التوجه وتلك الأهمية للخيل لتكون عنصرا هاما في لوحاتهم.

هذا الاهتمام يتواصل من جيل إلى جيل ومن فكرة إلى أخرى منها توثيق جمال الخيل وأصالته وصفاته المشهورة في تقاسيم الجسم التي وضعت لها شروط وقوانين في مسابقات جمال الخيل العالمية أو في استعارت الخيل لتكون تعبيرا عن فكرة معينة منها ما يتعلق بالحب كما نشاهد في لوحات أبي زيد الهلالي أو في البطولات في قصص عنترة بأسلوب واقعي تسجيلي وصفي إلى استلهامها بشكل تعبيري ورمزي في مختلف العصور التي تمثل موقفا تجاه الظلم أو التسلط أو الانكسار أو للتعبير عن الانتصار. وفي هذا الأسبوع نطل على هذا الجانب من استلهام التشكيليين للخيل منها الواقعية ومنها الرمزية إلى آخر منظومة الأساليب التشكيلية التي تجمعها بالأدب قواسم مشتركة كما جاء وصف الخيل استلهاما بالشعر أو توظيفا في رواية.

وقد مر المبدعون في علمنا العربي بهذه المرحلة من استلهام الخيل ليس تبعية لتجارب أو أعمال عالمية بقدر ما للخيل من وقع في نفوسهم فهم من ربى الخيل وهم من اعتنى بها وللخيل في تاريخهم الكثير من المواقف، فللخيل دور في نشر الإسلام وفي توحيد البلاد، كما أنه معقود في نواصيها الخير كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم فأصبحت إرثاً لا يمكن التخلي عنه، ويقال إن هناك من يحب ويفضل الخيل على أبنائه.

وقد اخترنا من تلك الأعمال الإبداعية التي يظهر فيها الحصان جزءاً هاما وعنصرا يعد ركيزة الفكرة من لوحة الجورنيكا للفنان العالمي بيكاسو التي رسمت تعبيرا عن الحرب التي طالت قرية الجرنيكا ودمرتها، كما نجد الخيل في العمل العالمي للفنان كمال المعلم في مشاركته بالصين مع أبرز النحاتين العالميين ينقل أسطورة أو قصة عنترة وعبلة من خلال الفرس والحصان، أما الفنانة وفاء العقيل فقد استلهمت الخيل بلوحاته لتظهر رشاقة وحيوية وأنوثته الفرس أو جموح الحصان، وفي لوحة الفنان محمد العبد الكريم ربط بين شموخ الحصان وبين البناء والحضارة والتعامل مع كل جديد فيها، أما الفنان خزيمه علوان فيظهر الحصان يمر بالكثير من المعوقات والمؤثرات المؤلمة في هذا الزمن رغم ألوانه الزاهية التي تدل على أصالته وجماله وأهميته في الحياة الكريمة.

monif@hotmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة