Culture Magazine Thursday  25/02/2010 G Issue 299
الملف
الخميس 11 ,ربيع الاول 1431   العدد  299
 
وطنية ووفاء
عائض الردادي

إبراهيم العواجي شاعر مبدع ومثقف متنور، ومواطن مخلص ورجل وفاء نادر، وفي كل ذلك مجال للكتابة عنه غير أن محدودية المساحة دعتني للاختصار.

كان في مسؤوليته قريبا من المواطن، شاعراً بهمومه، متواضعاً معه، يستقبله ويحاوره ويحل موضوعه إن كان ممكناً، ولن أجاوز الحقيقة إن قلت إنه رجل قرار، لي معه تجارب ليست في حاجة لي إليه، ولكن في التعامل معه، فعندما كنت مديراً عاما للإذاعة رغبنا في معالجة موضوع المخدرات إعلامياً، وأعددنا برامج درامية وأخرى لقاءات، غير أن ذكر اسم المخدرات في ذلك الوقت حوله كثير من الحساسية فضلاً على مناقشته، وكان ذلك قبل مواجهة الحقيقة بمحاربة المخدرات والتفريق بين مجرم مهرب أو مروج وآخر ضحية مستخدم، بمكافحة المجرم ومعالجة الضحية في مستشفيات الأمل التي استحدثت لهذا الغرض، وكتبت ورقة لإبراهيم العواجي وكيل وزارة الداخلية مستفتياً عن بث مثل هذه البرامج فكان الجواب سريعاً مكتوباً بأن وزارة الداخلية لا مانع لديها من ذلك، وكان ذلك فتحاً لانطلاق برامج التوعية بالمخدرات.

لم أكن على صلة وثيقة بإبراهيم العواجي إلا بعد وفاة شيخنا حمد الجاسر - رحمه الله - عام 1421هـ ولم يكن د. إبراهيم من المداومين على حضور الخميسية إبان حياة الشيخ، ولكنه كان يحضر في مواعيد متباعدة، وعندما توفي الشيخ حمد حضر كل أيام العزاء وذكر ما كان من الشيخ من تشجيع له بنشر شعره في مجلة اليمامة وكان من المبادرين في اللجنة التأسيسية لتأسس مؤسسة حمد الجاسر الخيرية في المجال الثقافي.

وعندما أعطى سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز الموافقة المبدئية على المشروع عندما جاء معزيا طلب دراسته قبل إعلانه، وكان رئيس اللجنة التأسيسية المكونة من (25) مثقفاً هو إبراهيم العواجي، وواصلت اللجنة الاجتماعات حتى قدمت التصور الذي وافق عليه سمو الأمير سلمان ثم أشهرت المؤسسة في حفل رأسه سمو الأمير سلمان وأصبحت حقيقة بعد أن كانت فكرة.

وضعت نظام المؤسسة واعتمد من الجهات الرسمية وكان إبراهيم العواجي نعم العون لي في تسهيل ما واجه النظام حتى صدر بشكل رسمي واحتمل ما وجه له من نقد صحفي كان غير محق، ثم رأس اللجنة التنفيذية وما زال وهي الذراع المخطط للنشاطات السنوية للمؤسسة، وصار عضواً ونائباً لرئيس مجلس الأمناء وما زال وقد كنت أعجب مما رأيته من حرص منه على ولادة المؤسسة مع أنه لم يكن كثير الحضور لجلسات الشيخ حمد، وعندما فتشت زال العجب: إنه الوفاء - وتقدير الأعلام، وتلك صفة يملكها الرجال إذا غاب الرجال، ولم تعد هناك منفعة مرجوة.

إبراهيم العواجي وطنية مخلصة ووفاء نادر وحسبه ذاك، وما أجدره بالتكريم، وما أحقه بالاحتفاء وقد أحسنت (الثقافية) بإصدار هذا الملف وفاءً منها لرجل وفاء.

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة