Culture Magazine Thursday  25/03/2010 G Issue 303
فضاءات
الخميس 09 ,ربيع الثاني 1431   العدد  303
 
دوام الأربعاء .. المَفقُود!!
د. يسرية آل جميل

ألا توافقونني الرأي في أنّ دَوام يَوم الأربعاء .. شِبه مفقود؟!

لا أظنُ أحداً يُمكن أن يُجيب عَن السُؤال السابق بالنفي القَاطع بنسبة 100%، ذلك لأنّ الوَاقع الفعلي يُجيب ب « نعم « !!

إنها نعم على استحياء من أنفسنا .. أمام أنفسنا، استحياء مِن أنفسنا أمام الله عزَّ وجلَّ، استحياءٌ مِن أنفسنا أمام الوطن، استحياءٌ مِن أنفسنا أمام أولي الأمر فينا، والذين لم يألُوا جُهداً في النُهوُض بنا، استحياءٌ من أنفسنا أمام الضمير الحي اليَقِظ بداخلنا .. مَن مِنا لم يسمع عن الموظَّف الذي:-

* تطرأ له حالة وفاة لابن عم بنت خال زوج ولد ابن جيرانه !!.. يوم الأربعاء؟

* لا تحلو له مواعيد لمراجعة المُستشفى، له، ولزوجته، ولأهله، ولأولاده، ولأولاد الجيران .. وجيران الجيران .. إلا يوم الأربعاء؟

* يوقع في كشوف الحضور في تمام السابعة والنصف صباحاً، ثمَّ يذهب ل « يُصلي « !!، ويُصلي هذه لها تفسيرها الذي لا يعرفه غير بعضُ الموظفين !!.. ثم يعود ليوقِّع في كشوف الانصراف في توقيته بالضبط!!!.. أين كان؟ ماذا فعل؟ لا يحدث ذلك إلا في يوم الأربعاء؟

* (سِمسار أراضي) .. عفواً .. موظَّف):، اشتاق له مكتبه، وأدراجه، وأوراقه، وأقلامه .. فقد أخذته هذه المِهنة - غير الرسمية - عن مِهنته المُعيَّن عليها - الرسمية -، بالذات في يوم الأربعاء !!

والأمثلة كثيرة مع الأسف، والأعذار أكثر وأكثر .. لذا كان لا بد من وقفةٍ أمام مسألة حتمية الالتزام بمواعيد الدوام الرسمي في العَمل كما نصّت عليها قوانين الخدمة المدنية، اعتباراً من صبيحة يوم السبت، وحتى آخر يوم من أيام الأسبوع وهو «الأربعاء المِسكين»، وذلك لأسباب عِدة لستُ بصدد الحديث عنها.

مُشكلتنا بهذا السُلوك .. إننا ننظرُ دائماً إلى السعادة الآنية فقط، لا نُدرك كم الخسائر الاقتصادية ، والاجتماعية، والإنسانية التي تتحملها الدولة من وراء اللامبالاة بساعات الدوام، بغضّ النظر عن اليوم، فأيام الأسُبوع - من السبت إلى الأربعاء - كلها خُصصت للعَمل، ولا حَقّ لكائنٍ مَن يَكن أن يتنصّل منها لمآرب أخرى، ف ( حَزم الأمتعة للاستجمام كل - وِيك إند - )، أو ( شُرب الشيشة في المقاهي )، أو ( حجز مواعيد للصالونات ) في أوقات الدوام وبالذات .. يوم الأربعاء .. أمرٌ لا يقبله عقل.

وعلى ذلك .. لدينا موظفون، مُتميزون، مُتسقون مع أنفسهم من الداخل، لا تغشاهم الضبابية التي تكسو الرديف الآخر تجاه العَمل .. أناسٌ لا أجدُ نفسي إلا وأنا أقفُ احتراماً لهم .. لأمانتهم التي حُمِلُّوها .. فكانوا خيرَ من أؤتِمن، والتزامهم الذي يَنبغي أن يُعد أنموذجاً وظيفياً يُحتذى به مِن قِبل الجَميع .. إنني وغيري أقفُ لهم احتراماً ل جِدّهم .. واجتهادهم .. وإبداعهم في العمل .. إلخ .. باختصارٍ شديد:-

أناسٌ يجبُ أن نتَعلم الحَبو مِن جَديد في مَدرستهم، علَّ ذلكَ يُكسبنا شيئاً مِن القِيم الرائعة التي تجذَّرت بهم تِجاه .. أنفسهم، ومسؤولياتهم، ومُجتمعهم، ووطنهم.

أدركُ تماماً إنني بهذا الطَرح سوفَ أثيرُ غضَب بعضَ البَعض !!، إلا إن أمانة الكَلمة تُحتم أحقيتهُا، ولا يعني ذلك مُطلقاً عموم الموظفين - كما أسلفت -، أو جهة بعينها..

فلينظرُ كُلٌ مِنا إلى أي الصِنفين يَنتمي .. و أوصيكم ونفسي بتقوى الله ..

وتيقّنوا جميعاً - وأنا أولكم - بأنكم:-

سوف تُسألون،،،

ثم سوفَ تُسألون،،،

ثم سوفَ تُسألون..

مسقط
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة