Culture Magazine Thursday  29/04/2010 G Issue 308
أوراق
الخميس 15 ,جمادى الاولى 1431   العدد  308
 
الأجيال القادمة والأدب

في لقاء مع مجموعة من الشباب تحدثنا طويلا عن إشكاليات الأدب في بلادنا, وعن عجز الشباب وعدد كبير من القراء عن التواصل مع غالبية النصوص المنشورة سواء في الصحف أو في مواقع الشبكة العنكبوتية أو حتى المطبوع من شعر ونثر، وعدم قدرتهم لفهمها أو مقاربتها أو حتى قراءتها بشكل صحيح. وقد استوقتني ملاحظاتهم كثيرا لعلمي أن هذا الرأي من الشباب ربما يمثل الرأي لغالبية المتلقين للأدب في بلادنا، وهذا ما يعني أن هناك فجوة كبيرة بين المبدع والمتلقي, من صنع هذه الفجوة؟؟ وعلى من تقع المسئولية في هذا؟

وأنا هنا سأحاول البحث عن الأسباب التي أدت لهذه القطيعة بين المبدع والمتلقي وسوف يكون الحديث هنا عن المتلقي من حيث تعليمه وقراءاته، وسوف أبدأ بتعليمه الذي ربما هو من أنتج هذا العجز لدى الشباب عن فهم ما يكتب وعن توجيه قراءاتهم , وللمدرسة الأثر الأكبر في تنمية الذائقة الأدبية عند الطلاب، وإذا اعترفنا بقصور المقررات الدراسية عن هذا الدور، وذلك لأسباب عدة لعل أهمها ما يطرح في المقررات من نصوص أدبية لا ترقى إلى مستوى الأدب القادر على تكوين ذائقة أدبية تعتمد على الوعي بجماليات اللغة وبقدرتها على التخييل والمعاصرة بالإضافة إلى عجز المعلمين عن ذلك, إننا نمر بكارثة أدبية تجاه شبابنا من خلال مدارسهم أو من خلال ما يقع بين أيديهم من نصوص تساعد على هدم الذائقة وإماتتها بعد أن أصبح فهم ما يكتب من المتعسر لدى الكثير منهم , بل إن السؤال الغالب لديهم كيف يمكني التمييز بين الأدب الجيد عن غيره.

ولعل من الواجب هنا أن نطالب الجهات المسئولة عن وضع مناهج التعليم أن تهتم بهذا الجانب من خلال سعيها لتطوير مفردات المقررات الدراسية والاهتمام بالتعريف بالأدب السعودي بكل اتجاهاته بعد أن غلب اتجاه واحد على مقررات الأدب زمنا طويلا وأنتج ذلك ضعفا في ذائقة الجميع الأدبية, بل انه من المطلوب حاليا من القائمين على مقررات الأدب في الجهات الرسمية أن يطوروا من مفردات المقرر بما يتوافق مع العصر . كما يمكن تطوير أساليب التدريس بما يمنح الطلاب فرصة للتحليل. والتطبيق وليس الحفظ المبني على التلقين من المعلم بعيدا عن إشراك الطالب في بيان وشرح النصوص ومحاولة قراءتها قراءة أدبية.

وتتطور القضية إذا تتبعنا ما ينشر في صحفنا ومجلاتنا وقنواتنا وفي المواقع الالكترونية من نصوص خالية من الفن والجمال وبعيدة كل البعد عن عوالم الأدب وجمالياته, التي تلقاها الطلاب في مدارسهم ما يوجد لديهم تناقض عجيب بين ما يتعلمونه في مدارسهم وما يقع بين أيديهم و ما يطالعونه عبر المواقع الأدبية, وربما كان هذا هو السبب الأساس لغياب الشباب عن مشهدنا الثقافي حضورا ومشاركة مما يؤدي إلى نضوب المواهب والمبدعين من مشهدنا الثقافي.

غرم الله حمدان الصقاعي Ghms3@hotmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة