Culture Magazine Thursday  03/03/2011 G Issue 333
فضاءات
الخميس 28 ,ربيع الاول 1432   العدد  333
 
شباب فيسبوك
فايز سارة

ساد اعتقاد في الواقع العربي، أن شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، ولاسيما على موقع فيسبوك، تترك آثاراً سلبية على الشباب العرب وخاصة من الناحيتين الثقافية والاجتماعية. إذ تؤدي إلى هامشية ثقافية من جهة، والى اختلالات اجتماعية من جهة ثانية، غير أن هذا الاعتقاد تعرض لاهتزاز عنيف في ضوء التطورات التي حدثت في عديد من البلدان العربية والتي بينت، أن شباب الفيسبوك أثبتوا حضورهم الفعال في الحياة العربية سعياً وراء تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة في الواقع العربي.

وبطبيعة الحال، فإن حضور الشباب العرب الأخير، يعيدنا للتوقف عند بعض معطيات قائمة في شبكات التواصل الاجتماعي وفي موقع فيسبوك خاصة، ولعل الأول والأهم في هذه المعطيات، هو الوفرة الهائلة للمعلومات ولتنوعها، وسهولة تداولها، الأمر الذي يضع الشباب أمام فرصة معرفة واسعة، واختيار مايناسبهم ومايردونه من تلك المعرفة، الأمر الذي يعني، توفر الحرية لهؤلاء ليس في تحديد اختياراتهم واحتياجاتهم فقط، وإنما أيضاً اختيار الأشكال والصور التي يقدمون بها أنفسهم، دون أن يكونوا مضطرين لاختيار قالب محدد، يأسرون أنفسهم في خلاله.

كما أن بين المعطيات الحاضرة في فيسبوك، أنه يوفر مستوى من التنظيم سواء في علاقات الأفراد والمجموعات ومايجري بينها من نقاشات وحوارات وتوافقات، أو ما يتعلق بتنظيم القضايا والمعطيات ضمن فسح زمنية ومكانية، وهو مايعيد بناء آليات التفكير وترتيب القضايا والموضوعات، وتحديد أولويات العمل عليها.

وإذا دققنا في إجمالي تلك المعطيات، لأمكن فهم الأسس التي قام عليها دور شباب فيسبوك في التحركات العربية، والتي يمكن اختصارها بثلاثة نقاط أساسية، أولها وفرة المعطيات والمعلومات وسهولة التعامل معها، والثاني توفر مستوى عال من الحرية، أما الثالث والأخير، فهو وجود منهج ذهني وعملي، يساعد في التقدم لإنجاز عمل تم التوصل إلى قناعة بأهميته، وبفعل تلك الأسس، تغيرت النظرة الشائعة في البلدان العربية لشبكات التواصل الاجتماعي وللشباب المنخرطين فيها، ولاسيما شباب فيسبوك الذين هم الأكثر حضوراً على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي.

دمشق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة