Culture Magazine Thursday  03/03/2011 G Issue 333
الثالثة
الخميس 28 ,ربيع الاول 1432   العدد  333
 
إمضاء
المدير
إبراهيم بن عبد الرحمن التركي

لم يُعرف إلا إداريًا؛ فقد درسها ودرَّسها، وعمل بها وأعلم عنها، وأمضى عمره دون أن ينفك منها، وبات من الندرة الذين صارت مؤلفاتهم مراجع، وسيرتهم ممتلئة، وحكاياتُه حالاتٍ إداريةً تستحق التوقف.

في سني أبحاثنا الجامعية كنا نرتاد مكتبة معهد الإدارة، ويكاد صاحبكم لا يرى سواها، وكأنه القدر يرسم الخطى المجهولة التي ستجعله – بعد سنوات – رقمًا في مداراته، وبينما كانت الحافلةُ» الجماعيةُ» وسيطه في الوصول «للملز» من «البطحاء» القريبة من سكنه في» سويدي الخزان» و»الحلة» فقد بلغ عُجبه بذاته حين امتلك سيارته «الكورلا» في آخر عام جامعي أن ركنها في موقف مظلل للإداري الكبير؛ فعوتب وأُقفل دون سيارته وعوقب انتظارًا دام ساعةً أو يزيد.

كان مبتدأ المعرفة لا العلاقة التي تأخرت سنين طويلة؛ فقد غادر «هو» المعهد قبل أن يلتحق به صاحبكم، ثم التقى به في جلساتٍ عابرة في مكتبة دار العلوم بضيافة الصديق الأستاذ عبد الله العوهلي وهو معهداري سابق كذلك ؛ فكان الأجمل فيها أحاديث الذكريات حين كان أبو راكان وأبو طارق موظفين ناشئين في مكتبة المعهد؛ ألم يقل صاحبكم: إنه لم يرَ غيرها؛ فهذان «العلمان» من مؤسسيها في «الستينيات الميلادية» بإشراف أبي الإدارة معالي الأستاذ فهد الدغيثر، وبرفقة المثقف المتميز المتواري الأستاذ مصطفى السدحان، وليتهم يسجلون طرفهم خلالها لنقرأ رواية سيرية ماتعة.

كانت الملاحظة البارزة في ظاهره سرعة خطوه مختلفا عن المديرين الذين «يطؤون الثرى مترفقين من تيههم»، وربما انعكست هذه على حركته الإدارية التي لم تعرف الاستقرار؛ فمن موظف صغير بالبنك العربي وشركة «التابلاين» ومعهد الإدارة ؛ مديرا للمكتبة والشؤون الإدارية والمالية إلى أكاديمي فيه وواحد من كبار مسؤوليه ثم انتقل خارجه؛ فرأس صندوق التنمية العقارية وطالب بتحويله إلى بنك عقاري دون أن يلقى رأيه استجابة، ثم أسهم في تأسيس الشركة السعودية الموحدة للكهرباء في المنطقة الوسطى التي اختصرت أكثر من أربعين شركة صغيرة وصار مديرها العام خمسة أعوام، وغادرها لمجموعة شركات الموارد مسؤولا عن التطوير والإدارة، واستقر به المقام في عمله الخاص المهتم بالتدريب والبحوث والاستشارات الإدارية.

الدكتور إبراهيم بن عبد الله المنيف (1942 م-) المنحدر من أصول قصيمية (قصيبا) هو ابن أخ الدكتور الروائي الراحل عبد الرحمن منيف – رحمه الله- (1933-2004 م)، وقد حاز الثانوية من الأردن والجامعية والماجستير والدكتوراه في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة.

أبو طارق نموذج جميل يشير إلى دور الإداري العصامي الذي حفر في الصخر فتفوق قائدًا وباحثًا ومدربًا وأستاذا، وقد أتاحت له شموليته المعرفية والعملية أن ينتقل في فضاءات البحث العلمي حول «الإدارة اليابانية وإدارة التغيير وحوكمة الشركات وتطور الفكر الإداري ومفاهيم الإدارة وأسسها ومهامها وأقوالها»، ولم يكتفِ بمؤلفاته المهمة فيها بل أضاف إليها مجلة إدارية شهرية تعنى بشؤون الإدارة وشجونها.

الدكتور المنيف ذو حضور شخصي لطيف؛ فهو متحدثٌ جيد متمكن من القص الهادئ وبخاصة في حكايات الأسر «النجدية» المرتحلة زمن الكفاف والكفاح، وله رؤيته المقارنة بين تجارتي « البِل» و»الزَل» أي «الإبل والسجاد»، وكثيرا ما دارت المفارقات حولهما، وطبيعة العاملين فيهما بين بني أبيه وجيرتهم.

المدير واجهة لا وجاهة.

Ibrturkia@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة