Culture Magazine Thursday  10/03/2011 G Issue 334
تشكيل
الخميس 5 ,ربيع الآخر 1432   العدد  334
 
محطات تشكيلية
كانت أهم مقومات الإبداعات التشكيلية (الحلقة الثانية)
سحر الواقع البيئي وتناغم العلاقات وجمال المشغولات اليدوية
إعداد: محمد المنيف

أشرنا في الموضوع السابق إلى مصادر الإلهام لدى التشكيليين وكان منها ما تظهر به بعض المشغولات الشعبية من تصاميم أو أنماط تشكيل تندرج في جانب النفعية والترغيب لتسويقها مثل الملبوسات وما يتبعها من نقوش وتطريز لكل منطقة أسلوبها ونمطها مما منح الفنانين الكثير من المساحة في الاختيار إضافة إلى بعض المشغولات أو المصنوعات الشعبية مثل أدوات الطبخ أو القهوة وغيرها مثل الدلة أو المبخرة أو ما يضاف إلى جدران المنازل من نقوش أو الإيقاع الخطي الجميل في بيوت الشعر التي تشتهر بها البادية بألوانها الطبيعية المستخلصة من شعر الماعز، كما لا نسى ما اشتهرت به بعض الأعمال من نقل وتوظيف للزخرفة الشعبية على الأبواب وأصبحت مثار إعجاب الكثير بعد أن حولها بعض الفنانين إلى لوحات حديثة نقلوا تلك الزخرفة من الأبواب والجدران القديمة التي اندثرت حالياً إلى لوحاتهم المسندية المعاصرة.

هذا التوجه من التشكيليين له من الأسباب ما يقنع المتابعين للحركة التشكيلية منها محاولة الفنانين إثبات قدراتهم التقنية في نقل الواقع بكل تفاصيله أو أنهم يرون في هذا التوجه توثيقاً لهذه الجوانب الجمالية في محيطهم، أما الأهم أو الأبرز في تلك الأسباب فهو استجابة الفنانين في تلك الفترة لخط سير الجهات المعنية بتشجيع الفنانين ومنحها الجوائز للأعمال الفنية التي تحمل مضمارين شعبية وتستلهم عناصرها ومواضيعها من البيئة، وقد كان لهذا التوجه الكثير من السلبية على مسيرة الفن التشكيلي وتأخره عن مسايرة جديد العالم في مجال البحث عن الفكرة والتقنيات والمتعددة الوسائل والوسائط، مع أن هناك نخبة ممن يحملون ويتمتعون بالقدرة على استيعاب الجديد وممتلكي الثقافة الواعية بمعنى العمل الفني وأهمية تطويره فكراً وتقنيات استطاعت تجاوز هذا النمط من الأداء سنتطرق لهم في حلقات لاحقة باعتبارهم حاملي راية التجديد التشكيلي.

أما اليوم فسنستعرض بعضاً من الأعمال الفنية التي تعاملت مع الواقع بشكل مباشر يمكن أن يحفظ لأصحابها دورهم في جذب الكثير من الجمهور وتعريفه بالفنون التشكيلية عبر وجبات تعود عليها ولا زالت باقية في ذاكرته فوجدت تلك الأعمال من يقتنيها ويرى فيها استعادة للماضي الذي عاشوا أوقاته بكل حلوها ومرها، ومن تلك الأعمال ما يتعلق بالصحراء وأخرى بأنماط البناء والبعض وجد في المشغولات ما يريحه من عناء التقاط الصورة أو الخروج إلى الواقع لنقل مشهد أو منظراً طبيعياً لمجرى سيل أو زاوية من شارع قديم، وقد اشتهر عدد كبير من الفنانين في الفترة الأولى من انطلاقة المعارض التشكيلي بمثل هذه الأعمال، ننتقي هذه الحلقة لنخبة منهم ونذكر منهم الفنان عميد التشكيليين في الرياض عبدالجبار اليحيا الذي صاغ العديد من الأعمال المعبرة عن الحياة الاجتماعية والسارية إضافة إلى تسجيله زوايا منتقاة من الواقع البيئي، والفنان سعد العبيد الأكثر ارتباطاً بالبيئة وعناصرها الثابتة والمتحركة مجتمعاً واقعاً بيئياً تشكله المناظر العامة أضاف لها في مراحله الأخيرة لمسات أو لمحات سيريالية أو تعبيرية أضفت جديداً على ما عرف منه من نقل أو تسجيل للحياة الاجتماعية أو العادات أو التقاليد، يتبع ذلك الزميل علي الرزيزاء الذي أسس أسلوباً شعبياً تمثل في نقل النقوش والزخرفة لنجدية وأنماط البناء، ولا ننسى الفنان أحمد المغلوث الذي سعى كثيراً لتسجيل جمال واقع الأحساء عادات وتقاليد وجمال بيئة، مع ما قدمته التشكيلية السعودية من تعبير عن هذا الواقع منهم الفنانة فوزية عبداللطيف والفنانة بدرية الناصر. هذه النماذج انتقيناها لتكون نماذج لهذه المرحلة مع تقديرنا لكل من بالساحة.

monif@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة