Culture Magazine Thursday  12/05/2011 G Issue 341
الملف
الخميس 9 ,جمادى الثانية 1432   العدد  341
 
رائدة فن النثيرة فائقة الشعرية
عبدالله بن عبدالرحمن الزيد
-

لا يمكن لأي دارس أو راصد وهو ينفعل بالتفوق والانمياز في حضرة جيل الثمانينات إلا أن يحتفل بأسماء لها نكهة الهيل والزنجبيل مثل (خديجة العَمْري) و(هَيَا العريني) في الشعر، ومثل (الجوهرة المَزْيَد) و(فوزية الجارالله) في القصة.

وعندما يكون الحديث في سباق الريادة والأنموذجية فإن الأستاذة د. (فوزية أبوخالد) تحضر دون منازع، وبخاصة في فن (النثيرة) الذي اصطلح الوسط الأدبي على تسميته (قصيدة النثر).

ويكاد الوسط الأدبي - الشعري بخاصة - أن يجمع على أن مجموعة (إلى متى يختطفونك ليلة العرس؟) هي المجموعة الرائدة الأولى في هذا الفن منذ جيل الثمانينات وما بعده.. (الحديث مقصور على الشاعرات).

ولا يستطيع الدارس والمحلل أن يمسك بملامح مدرسة معينة أو شاعر محدد من خلال مجموعات الشاعرة (فوزية أبو خالد)، وهذا يعين تلقائيا تفرد الشاعرة في تجسيد شخصية شعرية خاصة لها لونها وطعمها ورائحتها ولها طريقتها وأسلوبها وكيفية الأداء في تقديم التجارب والحالات عبر عديد من النصوص المتنوعة.

سيعترض كثيرٌ ممن حَضَرُوا الأمسيات الحية للشاعرة وهي تلقي قصائدها، هؤلاء الذين استمعوا إلى الشاعرة ولم يقرأوا القصائد كما ينبغي سيخيل إليهم أنهم استمعوا إلى قصائد تفتقر إلى شروط عدة من أجل التفوق. هنا أسرع وأقول لهم: إن شعر وقصائد ومقطعات ومطولات الشاعرة (فوزية) كتبت لتقرأ وتُتُأمل، وهذا متناسب تماماً مع طبيعة (النثيرة) التي لا تحتاج أصلاً ولا تفتقر إلى الإيقاع العروضي التقليدي المجلجل ذي النبرة العالية (التفعيلة)، ولكنها ذات إيقاع داخلي وموسيقى خفية يصنعها الإسنادُ داخل الجملة وتتكون من خلال تلك العلاقة الاستثنائية بين الجمل والألفاظ وبين الحروف كذلك.

ما سبق دليل لا يقبل الشك ولا المفاصلة على أن الشاعرة تكتب نصها بحميمية فريدة وأنها في كل نص تؤسس لأصالة نادرة، وهي بذلك شاعرة حقيقية وليست تمثل دور الشاعر مثل كثير ممن يعتمدون على نبرة الإيقاع ومغازلة المتلقي من خلال ما اعتاد عليه.

إذاً.. هذه هي (فوزية أبو خالد).. الشاعرة الناثرة الصحافية الأستاذة الجامعية المُحَاضِرة، الإنسانة الاجتماعية الحاضرة في كثير من المناشط الإنسانية الرائدة في تفوقها وإضافاتها.

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة