Culture Magazine Thursday  13/01/2011 G Issue 329
فضاءات
الخميس 9 ,صفر 1432   العدد  329
 
هل يشفي الأدب أحداً؟
خلود العيدان

هل تقنعك حكاية شفاء (جون ستيوارت مل) من الانهيار العصبي الذي أصيب به في العشرين بتأثير كبير من ديوان لوردسورث الذي كان له نصيباً كبيراً في شفائه!وهل حقاَ تلقي علينا الكتب تعاويذها فنهدأ ونستكين بل قد نطيع وننتمي ونطبق ونأتمر وننحاز ونحاسب ونبارك!..

وماحجم تأثير الفكرة المجنونة في كتاب ما في قراراتنا!أسئلة كثيرة كثيرة في مقدمتها استفهام عن حقيقة وجود لعبة خفية نمارسها مع أبطال كتبنا ممن قد نتلبسهم أو يتلبسوننا بل وربما نجدهم فيمن يحيط بنا من الأحبة والأعداء فنتطلع لقلب النهاية أو اللعب في المضامين!

تاريخ عظيم يُقرَب فيه الكتاب ويحرق فيه أيضاً!يمجد صاحبه ويعدم ،يهان ويقدس،يتهم بالجنون ويستشفى به!أليس غريباً كل هذا الحضور للكتاب..وكل تلك الهالة للأدب تحديداً،من يبحر في الاستشفاء بالأدب سسيخشى على نفسه من الوقوع تحت تأثير القراءة..فسيلفت نظرك مثلاً ابتكار (هيفاء السنعوسي أستاذة الأدب الحديث في كلية الآداب بجامعة الكويت و الباحثة في مجال الفنون الأدبية وتأهيل الشخصية والعلاج النفسي) عددا من التمارين الكتابية التى تساعد الأفراد على الاستشفاء الذاتى وتناولت فيها بعضاً من النماذج الأدبية كحالات إسقاط فكري و وجدانى تولد من العقل مؤكدة على أن مهارة الكتابة الإبداعية غير مهمة فالغرض هو تفريغ الانفعالات والمشاعر المدفونة وليس النشر..

وأثناء قرائتي لحديثها على صفحات الإنترنت كان لابد من أن أطرق باب منفذها الإلكتروني وبرغم بساطة وقلة المعلومات المتاحة فيه إلا من يدخله حتماً سيتنبه لعبارات مثل:(العلاج بالكتابة التعبيرية الانعكاسية،العلاج بالكتابة الإبداعية،القصص العلاجي، المسرح العلاجي والأداء المسرحي التأهيلي) ولكل منها حكاية تستحق البحث والتنقيب.

بعد جون ستيوارت وآخرون عايشوا تجارب استشفاء من هذا النوع ظننت لوهلة أن تأثير القراءة مقتصر على مرضى النفس وليس حتى مرضى الجسد!ولكن مالم يكن في الحسبان أن أجد قوائم لحالات عولجت من أمراض عضوية أيضاً حتى أن فلأحدهم تجربة استشفاء بالقراءة من آلام حادة في مفاصله!.

وسواء كنت مع أو ضد الاستشفاء بها أو الإيمان حتى بتأثيرها فمن يفتح هذا الباب يصعب عليه إغلاقه فمجموعات الكتب كما يسمونها ليست بأمر مستغرب أوجديد فهي في المجتمعات الأجنبية والمحلية أمر طبيعي جداً ومتوفر هنا وهناك،ولكن الجديد في قراءة خلفيات أعضاء أحد المجموعات أثناء تصفحي الإنترنتي المتهور كالعادة ،فوجدتهم مابين صاحب فوبيا من الأماكن المكشوفة وآخر يتعافى من وفاة زوجته وثالث يعاني من اسبرجر ورابع بلامأوى أيضاً..هل جمعهم رابط القراءة أم الحاجة إليها..إذن فسحر الكتابة والكتاب لايختص فقط بدائرة القادرين على لي عنق القلم.

ولابد أن أورد هنا مقطعاً من حديث جون ستيوارت مل عن الديوان:

«بدت لي منبعاً منه أستقي الفرح الباطني ومتع التعاطف والخيال،التي بمقدور كل الكائنات البشرية اقتسامها»

تلميح:

إن كان الأدب يشفي حقاً فهل يضر؟!

kimmortality@gmail.com الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة