Culture Magazine Thursday  17/03/2011 G Issue 335
سرد
الخميس 12 ,ربيع الآخر 1432   العدد  335
 
قصص قصيرة جداً
فاطمة الرومي

المقدام

وقف على الرصيف منتظراً أن يخلو له الطريق من تلك العربات المسرعة، كان يتقدم خطوة ثم لا يلبث أن يتراجع سريعاً. صهرته حرارة الشمس رفع يده ليحمي عينيه من اشعتها الملتهبة، إذ لم تفلح محاولاته في اجتياز الطريق إلى الجهة الأخرى، تعاقبت عليه الساعات، الأيام، الفصول، تصلب في مكانه كسته ذرات الغبار فاستحال إلى ما يشبه تمثال نحت ببراعة فائقة.

تسبب وجوده في أزمة مرورية خانقة لكثرة من يقصده لالتقاط الصور التذكارية إلى جانبه، فقرر حاكم البلاد نقله إلى المتحف التاريخي وأمر بكتابة هذه العبارة أسفل تمثاله (كان مقداماً، حكيماً، وبعيد النظر)

الثلاثاء 23-3-1431هـ الساعة الواحدة والنصف صباحاً.

* * *

ابن الكلبة

لحظة أن أطلق صرخته الأولى فوجئ بيد قاسية تكمم فاه بغلظة ثم تلفه على عجل بقطعة قماش وهو لا يزال مغطى بتلك السوائل اللزجة. قبيل الفجر تجمعت كلاب ضالة حول قطعة لحم ألقيت بإهمال إلى جوار حاوية القمامة كانت تتحرك وتصدر صوتاً واهناً، اقتربت منها كلبة تشممتها وتحسستها بأنفها فتحت قطعة اللحم فمها وراحت تلاحق أنف الكلبة ظناً منها أنه ثدي أمها، همت بقية الكلاب بالاقتراب فأصدرت تلك صوتا محذراً فتراجعت الكلاب مصدرة أصواتاً حانقة. تمددت الكلبة بهدوء إلى جانب قطعة اللحم احتوتها ثم ألقمتها أحد أثدائها، انسحبت البقية فيما كانت تلك تلعق قطعة اللحم بعطف. 24-10-1431هـ الساعة الثانية ظهرًا.

* * *

هما

هو:

بعد أن وقع في الخطيئة تدارك نفسه بأن استغفر لذنبه، أعفى لحيته واقتنى سواكا وأصبح يرتاد المساجد، فأصبح الآخرون يبادرون بالسلام عليه ويدعون له بالثبات. ولم يعدم آخرون يدعون له بظهر الغيب..

هي: لحظة أن زلت بها القدم في حضيض الخطيئة باغتها نصل حاد استقر في قلبها ففارقت الحياة وعيناها معلقتان بالسماء أملاً بالغفران، فيما شيعها من حولها باللعنات.

الاثنين 6-2-1432هـ الساعة 12و22 دقيقة صباحاً.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة