Culture Magazine Thursday  19/05/2011 G Issue 342
مراجعات
الخميس 16 ,جمادى الثانية 1432   العدد  342
 
بيادر
سحر الربيع
عبد الله بن أحمد الشباط
-

حلم الورد بالصباح ، وجن الـ

ــغصن شوقا لزقزقــات الطيــور

يرقب القاصف السخي من الرعـ

ــد ترامى على يد الزمهـريـر

ورؤى النور هومت في الروابــي

تحمل الفجر في الفم المقــرور

أتعبتها الرياح، أتعبها البــرد

فلاحت مزرورقـات الثغـور

فإذا الغاب قطعة من سـواد

وإذا الأفق مكفهـر الستــور

وإذا الناس تائهـون حيــارى

رهبوا غمرة الظـلام المريـر

وإذا النهر صاخب ، يدفع الصخـ

ـر ، ويرمي بنفسه في الصخـور

صلاح الأسير

لا يلام الشعراء إذا تغنوا بمفاتن الربيع الذي يسكب على الوجود البهاء والرواء والدفء.. ففي الربيع تبرعم الأزهار.. وتتعانق الأطيار وتهتز الأغصان في تيه ودلال، تهنئ من حولها بشذى روائحها العطرة واخضرار أوراقها النضرة .

ولذلك فإنّ شاعرنا عندما يتغنّى بالربيع، فإنما يصف حالة من حالات السحر التي استولت عليه وقلبت كيانه وأسلمته للهدوء والسكينة ليتأمّل في جميل صنع الخالق سبحانه وتعالى، حتى غدا يشعر بأحلام الورد الذي يترقّب إطلالة الفجر لتتفتح أزهاره، وتحركت الغصون في حركات مليئة بالشوق لتهافت الأطيار عليها لتسمعها من ألحانها الشجية .. حتى الرعد القاصف الذي يزعج بعض الناس، يجد الشاعر فيه مخلوقاً لطيفاً يكسر حدة البرد القارس ويحيله إلى دفء تنعم فيه المخلوقات بالراحة، فإذا بزغ نور الفجر ونشر أشعته على الروابي والسهول فماذا قبل الربيع؟

قبل الربيع رياح وبرد ونهر صاخب يدحرج الصخور ويرمي بمياهه بين الصخور الشلالات المنحدرة.إنها صور جمالية تتوالى تحت رؤية الشاعر وتشكيله لها كالمشاهد المتحركة ، حيث يضفي على الحياة تلك الحركة العجيبة التي أبدع الخالق صنعها.

وصلاح الأسير.. ذلك الشاعر الفنان لا يريد أن يتركنا قبل أن يكمل تلك المشاهد الربيعية التي تأسو الجراح.. وتدفئ الأرواح، وتضفي على الكون جمالاً ورواءً، فإن بعد تلك العواصف والصخب والرعود القاصفة يأتي الربيع حاملاً معه العديد من الأحلام الدافئة. هل هذه الصور التي رسمها الشاعر كافية لإعطاء قرائي الأعزاء ذلك الإحساس اللذيذ الذي يجعلهم يهومون معه في تهويمات تعيد إلى النفوس راحتها وهناءها؟

صحيح إن من البيان لسحراً.. ولا شك أن السحر الذي بينته هذه الرؤى الشاعرية.. يتشكل في يد الفنان لينقل القارئ إلى أجواء تلك المشاهد البديعة.. التي يحلم بها كل إنسان.

-

+ - الخبر

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة