Culture Magazine Thursday  19/05/2011 G Issue 342
تشكيل
الخميس 16 ,جمادى الثانية 1432   العدد  342
 
محطات تشكيلية
جمعت فيها كل الخصائص اللونية وتأويلاتها
نوال العجمي انتصرت على بياض اللوحة.. فكرة وتكويناً
إعداد: محمد المنيف
-

لم يعد هناك شك بأن كفة حضور التشكيليات النشط قد تغلب على كفة الحضور الرجال، ولم يعد هناك شكل أن الشعور بالمنافسة مع التشكيليين الرجال لم يعد يهم التشكيليات، بعد تتويج هذا الإبداع بتخصيص مسابقة ومعرض لهن بعنوان معرض التشكيليات الذي يعد لدورته السادسة ولا ننسى إقامتهن للمعارض الفردية أو مشاركاتهن التي لا تنقطع في المعارض الجماعية وفي كل المناسبات مهما تكن دون تحفظ أو تخوف أو وضع شروط أو مقارنات تجاه تلك المعارض فالأهم الحضور والأهم المنافسة والزمن كفيل بأن يظهر المتميز من غيره، هذا الاندفاع (الجميل الصعب) الجميل في كونه يحرك الإبداع ويحقق استمرارية العطاء الذي يبقي مراسمهن شعلة من النشاط والحيوة، وصعب أن تكون لوحاتهن في أي مكان قد لا يحقق لهن اكتساب الخبرات والتجارب أو يجذب لهن الحضور والمهتمين والمتابعين ممن لهم رأي ولرأيهم مكانته في تطوير إبداعهن.

هذه المدخل لا علاقة له بضيفتنا اليوم الفنانة نوال العجمي التي نسعد أن نستعرض أعمالها كنموذج للمبدعات في ساحتنا التشكيلية النسائية (جنسا) وليس إبداعا فالإبداع لا يمكن تصنيفه أو فصل بعضه عن بعض إذا علمنا أنه يستظل بظل وصفه نشاطا إنسانيا لكل البشر، نساء كانوا أو رجالا، هذه الفنانة التي حققت حضورا متميزا في المنطقة الشرقية وساهمت في الكثير من المعارض على مستوى المنطقة الشرقية والمملكة وحازن على شهادات مشاركة من الكثير منها كما أن لها مقتنيات في شخصيات داخل المملكة وخارجها.

آراء تستحق الاحترام

مع أنني لم أتعرف كثيرا على أعمال سابقة للفنانة نوال إلا من خلال كتيب معرضها (نهاران) الذي أقامته لها الجمعية العربية للثقافة والفنون بالدمام عام 2009م وافتتحه بقاعة تراث الصحراء بالخبر الزميل عبدالرحمن السليمان رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية والناقد التشكيلي الذي كتب لها كلمة في إصدار المعرض بين فيها متابعته لتجاربها وما جد في جديدها في هذا المعرض مشيرا إلى أنها تتجه نحو الطريق الصحيح، إضافة إلى ما أضافة الفنان عبد الله الشيخ من رأي من رائد له مكانته وحضوره مع ما أضفاه الفنان إبراهيم بن عمر رئيس لجنة الفنون التشكيلية والخط السابق عن المعرض وعن جديد التشكيلية نوال العجمي بين الجميع في كلماتهم ما تتمتع به الفنانة نوال العجمي من قدرات وإماكنات تحقق لها الحضور المنافس في الساحة.

اللون سيد اللوحة

قبل الحديث عن تجربة الفنانة نوال العجمي ضيفتنا هذا الأسبوع نستعرض بعضا من سيرتها الذاتية فهي حاصلة على دبلوم فنون جميلة من معهد سيتي اند قيلدز العالمية للتخصصات الفنية من بريطانيا عام 2003م كما تلقت العديد من الدورات منها دورات في لبنان والكويت ودورة في خصائص اللون في سويسرا مونترو وساهمت في العمل الإداري التشكيلي رئيسة لقسم الفنون التشكيلية النسائية بجمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، هذه المحصلة التخصصية في مجالها تمنح المشاهد خطوات أقرب لفهم العمل الفني الذي قدمته الفنانة نوال في مراحل إبداعها خصوصا بعد حصولها على هذا الزاد في جانب التقنيات وتنفيذ العمل، كما يضعها أيضا في مساحة مصداقية الرأي والنقد إذ إنها مؤهلة وممتلكة لأدواتها ولديها أيضا الموهبة والإصرار على تحقيق أفضل النتائج.

اللون سيد اللوحة

يظهر على أعمال الفنانة نوال الميل إلى التعبير اللوني كأساس مما جعل بقية العناصر تأتي شبه ثانوية رغم تنوعها واختلاف مصادرها، مع أن في تلك العناصر ما يحقق الإيحاء المعبر عن الفكرة، إذ لم تتعدَ الألوان الأساسية الأحمر والأصفر بوهجها أو الأزرق وبعض من الأخضر ببرودتهما بتنافر مقبول جمع الأضداد عبر توزيع وإيقاع متناغم اعتمدت فيه الفنانة على استخدام البالته المباشر دون أي تدخل بالمزج واستخلاص ألوان ثانوية تكبح جماح الألوان الصارخة ما حرم المشاهد من قدرات الفنانة نوال التقنية في اللون، هذا التوجه والتعامل مع هذه الألوان التي تحتاج إلى ترويض وتجارب طويلة للتمكن من التعامل معها بهذا الشكل يعد جرأة من قبل الفنانة وقد يؤوله البعض إلى سرعة إنجاز المعرض ما جعلها تتعامل بهذا الشكل من التكنيك، يبقى أن نقول إن لكل فنان رأيه ورؤاه والمعاني أو الإيحاءات التي يمتطي لها جواد خياله ويترك له العنان للتعبير الأهم الذي يحمله مختزله البصري. وقد يكون في هذا المنحى أو هذا الميل للتلوين ما يحمل معنى في قلب الشاعر، ويجعل الألوان سيدة الموقف في اللوحة دافعة بذلك المشاهد إلى تحويلها إلى لغة مقروءة أكثر منها شكلا مسطحا ملأ به مساحة ما، لتمر العين بمراحل التعرف بدأ بالإثارة فالجذب وصولا إلى الدهشة التي تبعث التساؤلات العائدة من انفعالات إنسانية مصدرها الوجدان، وهذه أهم صفات العمل الناجح الأسئلة والدهشة معاً.

هذه التجربة في هذا المعرض أصبحت مهمة لخوض تجربة جديدة سنراها في قادم الأيام نستشرف تميزها من بين ثنايا الأعمال التي لا زالت باقية في ذاكرة من شاهدها.

-

+ monif@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة