Culture Magazine Thursday  19/05/2011 G Issue 342
كتب
الخميس 16 ,جمادى الثانية 1432   العدد  342
 
الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة
-

تأليف: عبد الله إبراهيم

الناشر: الدار العربية للعلوم 2010

الصفحات: 232 صفحة من القطع المتوسط

يتناول الكتاب المسار الخاص بتطور الثقافة العربية الحديثة التي اعتبرها المؤلف «شديدة التعقيد، تتضارب فيها التصورات، والرؤى، والمناهج، والمفاهيم، والمرجعيات، ولا يأخذ هذا التضارب شكل تفاعل وحوار، وإنما يمتثل لمعادلة الإقصاء والاستبعاد من جهة، والاستحواذ السلبي والاستئثار من جهة ثانية؛ الأمر الذي أدى إلى نتيجة خطيرة، هي: أن الثقافة العربية الحديثة أصبحت ثقافة «مطابقة» وليس ثقافة «اختلاف»؛ فهي تهتدي بـ «مرجعيات» متصلة بظروف تاريخية مختلفة عن ظروفها، أفرزتها منظومات حضارية لها شروطها الخاصة، وتارة نراها تتطابق مع مرجعيات ذاتية تجريدية متصلة بنموذج فكري قديم؛ ما أدى إلى علاقة ملتبسة يشوبها الإغواء الأيديولوجي مع الآخر والماضي، جردت من شروطها التاريخية، ووظفت في سياقات مختلفة. وهذا الأمر يؤدي إلى تمزيق النسيج الداخلي للثقافة العربية الحديثة؛ فأصبحت موسومة بالتناقضات التي تجلَّت بصور النبذ والإقصاء، والاستبعاد المتبادل بين الممارسات الفكرية التي تستثمر هذه المرجعية أو تلك ضد الأخرى.. وبهذا لم تفلح الثقافة العربية في بلورة ملامح خاصة بها، وظلت أسيرة مجموعة من الرهانات المتصلة بغيرها.. وبعبارة أخرى فقد اخترقت أنساق ثقافية مستعارة نسيج الثقافة العربية.. فأدى ذلك إلى نوع من التهجين دون أن يتمخض عن مكون متطابق مع مرجعيات مختلفة عمّا ينبغي أن تكون له».

ويعتبر الكاتب أن «العولمة بعدم إقرارها بالتنوع، الإرادات، الانتماءات، الثقافات ستكون أداة لتفجير نزعات التعصب المغلقة، والمطالبة بالخصوصيات الضيقة؛ فالعولمة بتعميمها النموذج الغربي على مستوى العالم، واستبعادها التشكيلات الثقافية الأصلية، إنما توقد شرارة التفرد الأعمى؛ ذلك أن بسط نموذج ثقافي بالقوة لا يؤدي إلى حل المشكلات الخاصة بالهوية والانتماء، إنما يتسبب في ظهور أيديولوجيات متطرفة تدفع بمفاهيم جديدة حول نقاء الأصل وصفاء الهوية؛ ما أدى إلى انهيارات متعاقبة في الأنساق الثقافية غير الغربية. وبقدر تعلّق الأمر بالثقافة العربية الحديثة فإن حصر النتائج أمر لا يمكن تحقيقه؛ فالمؤثرات الغربية وموجهاتها ومحمولاتها ومرجعياتها، غذت، ومنذ مدة طويلة، كثيراً من الممارسات الثقافية».

يضم الكتاب ثلاثة أبواب وفصولاً عدة: الباب الأول: جاء بعنوان: «حضور المؤثر الغربي - من المماثلة إلى المقايسة»، ويشتمل على ثلاثة فصول: الفصل الأول: طه حسين ومبدأ المقايسة، الفصل الثاني: النقد العربي الحديث وفاعلية المرجع الغربي، الفصل الثالث: تفكيك الأسس المنهجية للنقد الثقافي. أما الباب الثاني فجاء بعنوان: «المفاهيم والأنساق الثقافية - هيمنة المحمول الغربي»، ويشتمل على فصلين: الفصل الأول: المصطلح والانزياحات الدلالية، الفصل الثاني: مفهوم الهوية الثقافية بين التقليد والتجديد. ويأتي الباب الثالث والأخير بعنوان: «الغرب وإنتاج الشرق - سجال المطابقة والاختلاف» ويشتمل على فصلين: الفصل الأول: الشرق والمواجهات الاستشراقية»، الفصل الثاني: الشرق واستراتيجية المخيال الغربي.

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة