Culture Magazine Thursday  20/01/2011 G Issue 330
فضاءات
الخميس 16 ,صفر 1432   العدد  330
 
مداخلات لغوية
الثمر الينيع في إجازات الصنيع
أبو أوس إبراهيم الشمسان

هذا اسم الكتاب الذي ألفه الأستاذ القدير المتخصص بالمخطوطات العربية أبوزكريا صالح بن سليمان الحجيّ، أطال الله عمره، ونشر الكتاب في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية (2010م)، والأستاذ باحث نادر المثال؛ إذ هو من الباحثين المدققين الذين يحسنون أدوات البحث وإجراءاته، وقد أحسن بعكوفه على جمع إجازات الشيخ العلامة سليمان بن عبدالرحمن الصنيع، ووصفها وتنسيقها، ولم يكتف الباحث بإيراد نصوص الإجازات بل ضمن كتابه الصور الضوئية لنصوص الإجازات وهو موضوع الفصل الخامس من الكتاب. والإجازات جمع (إجازة)، المصدر من الفعل (أجاز) وهو هنا مصطلح يطلق على الكتاب الذي يكتبه الشيخ لتلميذه مبينًا فيه ثقته في حسن تلقي تلميذه لما أخذه عنه، ومن هنا ساغ جمع (إجازة) بصفته مصطلحًا على (إجازات). وكانت الإجازة في تقاليد التعلم السلفي بمثابة الشهادة في تقاليد الخلف اليوم على اختلاف كبير بينهما. فالإجازة غالبًا إذنٌ للتلميذ أن يروي عن الشيخ ما حفظه عنه أو قرأه عليه، والمجيز يضمن إجازته مفردات العلم الذي يجيز لتلميذه روايته، وليست الإجازة بقياس لمهارات محددة قياسًا دقيقًا معتمدًا على درجات محددة كما نجده في أساليب القياس المتنوعة والمتعددة اليوم. جعل أبو زكريا كتابه في خمسة فصول جاءت بعد مقدمة وبيان بمنهج البحث وتمهيد عن أهمية الإجازات وأنواعها، وأما الفصل الأول من الكتاب فترجمة للشيخ الصنيع متضمنة أقوال العلماء عنه وترجمته هو لنفسه، وأما الفصل الثاني فأورد المؤلف نصوص إحدى وأربعين إجازة إجيزها الشيخ، وكان الباحث النابه يقدم بين يدي نص الإجازة بيانات عن اسم المجيز ونبذة من ترجمته، ثم يقفّي نص الإجازة بفهرسة وصفية للنسخة الخطية تبين نوع الخط وصفته واسم الناسخ وتاريخ تحرير الإجازة وبيانات التوريق: عدد الأوراق، وعدد سطور كل ورقة، ومقياسها بالسنتيمتر، والملامح المادية، وحالة الورق والتجليد، وما قد يوجد في الهوامش من إلحاقات، ويذكر رقم حفظ الوثيقة في قسم المخطوطات بمكتبة الملك سعود. وخصص الفصل الثالث للإجازة التي أجازها الشيخ الصنيع تلميذه محمد بن يحيى شاكر، وجعل الفصل الرابع فهرسًا لأسماء من اتصل بهم الشيخ من العلماء ولازمهم فأجازه بعضهم. إن من يطلع على هذا الكتاب ليروعه ما يعبر عنه من دقة في التنفيذ وصبر جميل على مقتضيات إخراجه بالشروط واللوازم التي أخذ الباحث بها نفسه، وحري بالكتاب أن يكون قدوة للباحثين ليتعلموا الأناة والدقة والصبر والاستقصاء في وقت وجدنا التعجل والفوضى والنزق والابتسار سمة كثير من الباحثين، بقي أن أشير إلى إجازة فريدة لها دلالتها المستحقة للتأمل؛ وهي الإجازة الخامسة إجازة الشيخة أمة الله بنت عبدالغني بن أبي سعيد أحمد بن عبدالعزيز بن عيسى العَمري الدهلوي المدني. جاء في إجازتها أن الشيخ الصنيع طلب منها إجازته فيما أجازها والدها من كتب الحديث وغيرها من العلوم الدينية وأنها أجازته في جميع ذلك. شكرًا أبا زكريا فقد أحسنت الصنيع بإجازات الصنيع.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة