Culture Magazine Thursday  20/01/2011 G Issue 330
الثالثة
الخميس 16 ,صفر 1432   العدد  330
 
جوائز الأندية.. أين وإلى أين؟

الثقافية - عطية الخبراني

عُرفت العديد من جوائز الأندية الأدبية في السعودية خلال السنوات الماضية، التي تتيح للراغبين من المبدعين فرصة طرح أعمالهم وتحكيمها ثم التنافس على جائزة تقررها إدارة النادي ولجنة الجائزة المعنية, ومؤخراً بدأت ترتسم العديد من علامات الاستفهام حول هذه الجوائز وكيفية إدارتها والميزانيات التي تخصص لها, إضافة إلى أسئلة حول أين يمكن أن نضع جوائز الأندية الأدبية بين بقية الجوائز في المملكة العربية السعودية، وخصوصاً الثقافية منها.

(الثقافية) طرحت هذه المحاور على العديد من المهتمين بهذا الشأن.

بداية يقول أمين جائزة محمد حسن عواد للإبداع القاص محمد علي قدس: تُعدّ المسابقات الأدبية، التي يدخل في مضامينها البحث والدراسة الأدبية وكتابات النصوص الإبداعية القصصية والمسرحية والشعرية، من النشاطات والفعاليات التي يفترض الاهتمام بها الاهتمام الجيد من قِبل الأندية الأدبية، وجعلها جزءاً من مسؤولياتها في تشجيع المواهب الأدبية، وإشغال أوقات فراغ الشباب الموهوبين، وأن ترصد لهذه المسابقات جوائز نقدية للفائزين في فروع المسابقات التي ذكرناها، تُخصّص من ميزانيات الأندية. وخلال العقد الأخير أخذ الاهتمام بهذه المسابقات يقل عند القائمين على الأندية، وكذلك تفعيل نشاطاتها؛ نظراً إلى أن تلك المسابقات لم تعطِ نتائجها المرجوة، إضافة إلى صعوبة الآليات في اختيار وتقدير الأعمال المشاركة في المسابقات، ناهيك عن أن الكثير من الأعمال المشاركة من قِبل الهواة ولا ترقى للمستوى الفني للنصوص الأدبية الإبداعية؛ لذا كان لا بد من التفكير بشكل جدي في إيجاد وسائل أخرى أو بالأحرى صيغ جديدة للمسابقات؛ فكان أن فكرنا في نادي جدة الأدبي الثقافي عام 1420هـ في تنظيم مسابقة (جائزة الإبداع)، التي تُمنح لأفضل عمل إبداعي روائي أو قصصي أو شعري أو مسرحي، وفازت حينها الأديبة رجاء عالم في بداية شهرتها في الدورة الأولى بمسرحيتها «الرقص على سن الشوكة»، ومن ثم فاز بالجائزة في الدورة الثانية الشاعر الراحل محمد الثبيتي عن ديوانه «التضاريس»، وأثيرت حول الجائزة والفائز شكوك أدت إلى حجب الجائزة, ومن ثم توقفها، وهذا يعني أن آليات إدارة هذا النوع من الجوائز تحتاج إلى تنظيم ودعم ومتابعة.

ويشير قدس إلى ما فكر فيه النادي مجدداً؛ حيث أعلن النادي مؤخراً جائزتيه الأدبيتين: (جائزة محمد حسن عواد للإبداع (القصة/ الرواية/ الشعر/ المسرح)، و(جائزة أدبي جدة) في الدراسات الأدبية والنقدية؛ حيث تكونان متزامنتين عاماً بعد عام، وقيمة كل جائزة 400 ألف ريال تُمنح للمنجز الأدبي الإبداعي للفائز, ويتوخى أن تحقق هاتان الجائزتان أهدافهما واستمراريتهما؛ حيث تتضافر جهود النادي مع أصحاب رؤوس الأعمال الداعمين للأندية الأدبية, آملاً في الوقت ذاته بأن يحذو رجال الأعمال في بلادنا حذو الشيخ أحمد باديب الداعم لجائزتي نادي جدة الأدبي الثقافي.

فيما يجيب رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي عن سؤال (الثقافية) حول ما إذا كانت الأندية الأدبية قد أحسنت في إدارة جوائزها الأدبية التي تمنحها قائلاً: يمكن أن أقول إن الجائزة المستمرة لأربع سنوات متتالية دون توقف هي جائزة كتاب العام التي يمنحها أدبي الرياض، ويمكن أن أتحدث باسم النادي وأشير إلى أن النجاح كبير في مسيرتها؛ حيث تتم رعايتها وحضورها بجمهور ضخم وعلى مستويات عليا، ويشرفها معالي الوزير بشكل دائم، إضافة إلى التنوع في لجان الجائزة، ووجود نظام ولائحة معلنة للجائزة يتم توزيعها مع استمارات الترشيح، مع أن للشراكة مع بنك الرياض أثراً كبيراً في نجاح الجائزة، وهذه الأطراف: وجود لائحة للجائزة، استمرارها، رعاية معالي الوزير هي مؤشرات على النجاح.

وحول رأيه لماذا تبدأ جوائز الأندية بوهج إعلامي ثم ما تلبث أن تخفت يرد الوشمي: لعل هذا ناتج من طبيعة النشاط وبداياته؛ لذلك فنحن في أدبي الرياض، وبمنتهى الصراحة، نقول إن رعاية صحيفة الجزيرة لحفل الجائزة أعطاها قوة لا يُستهان بها، من حيث قوة المتابعة والرصد لتسلسلها، ولعل فوز أعلام كبار من قبيل الشيخ عبدالوهاب أبوسليمان والشيخ محمد العبودي، إضافة إلى باحثَيْن ومبدعَيْن من جيل الشباب هما د. عواطف نواب الدين وعدي الحربش مكّن لحضور هذه الجائزة إعلامياً.

وأما الشاعر جاسم الصحيح فيؤيد مثل هذه المسابقات والجوائز؛ لأنها تمنح فرصة الظهور الإعلامي للكثير من المبدعين الذين لديهم الإبداع الحقيقي ولكنهم لا يجدون فرصة الظهور؛ فيبقون في منطقة الظل - على حد قوله - بينما تنحصر منطقة الضوء الإعلامية عادة على الطبقة المعروفة أو المشاهير؛ فهم الذين يُنشر لهم ويُعتنى بهم أكثر من غيرهم من المبدعين, أما الشباب فإذا ما أراد أحدهم أن يحضر إعلامياً فهو بحاجة إلى أن يحضر بأنيابه وأظافره من أجل هذه الفرصة, لكن طريق الجوائز، وخصوصاً للمبدع الشاب، قد يُسهّل عليه مهمة البروز الإعلامي.

ويستطرد الصحيح قائلاً: يجب على المبدع ألا ينخدع بالفوز بالجائزة؛ فأن تفوز بجائزة فهذا لا يعني سوى أنك قد أرضيت ثلاثة أشخاص أو أربعة فقط، هم لجنة التحكيم الذين ناسب أذواقهم عملك الأدبي، ولا تعني بأي حال من الأحوال أنك قد أرضيت الإبداع والجمهور والتاريخ كله؛ فيجب على المبدع ألا يعتبر أنه بحصوله على مثل هذه الجوائز قد وصل إلى القمة, كما يجب على المبدع أن ينظر إلى هذه الجائزة بوصفها مسؤولية؛ فإن وضعتك الجائزة في مستوى عال فعليك أن تكون بمستواها.

ويردف الصحيح: إن جوائز الأندية الأدبية هي جوائز بسيطة مقارنة بالجوائز الأخرى, وكما أرى أنها موجهة للمبتدئين من أجل إبرازهم، وليست موجهة للأعلام والمبدعين الكبار, لكن هناك جوائز أخرى كبيرة كجائزة سوق عكاظ مثلاً؛ فمثلها لا يمكن حسابه على جوائز الأندية الصغيرة، وإنما على مستوى الوطن العربي بأكمله, إضافة إلى تفاؤلي بجائزتي نادي جدة اللتين أُعلن عنهما مؤخراً أن تكونا كذلك أيضاً.

وحول إدارة جوائز الأندية يقول الصحيح: لإدارة الجائزة في كل نادٍ أن تدير الجائزة بالطريقة التي تريدها, ولها الحق في اختيار الموضوعات مثلاً, رغم ميلي وتفضيلي أن تكون المسابقات مفتوحة؛ حتى لا يُرغم الشاعر على تكلف قصيدة أو أي نوع آخر من الإبداع.

وفي شأن متصل حول تداعيات توقف أو تأخر إعلان موعد حفل جائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية بنادي حائل يقول رئيس النادي عبدالسلام الحميد: بالنسبة إلى جائزة الرواية فقد أعلنت أسماء الفائزين، ونحن بانتظار تحديد موعد يناسب سمو أمير المنطقة وكذلك معالي وزير الثقافة والإعلام؛ فكلاهما حريص على حضور الحفل.

ويشير الحميد إلى أن مجلس إدارة النادي في طور مراجعة الجائزة في الدورات القادمة بعد صدور لائحة الأندية الأدبية الجديدة، التي لم تذكر شيئاً عن حق الأندية في تنظيم الجوائز.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة