Culture Magazine Thursday  20/10/2011 G Issue 351
فضاءات
الخميس 22 ,ذو القعدة 1432   العدد  351
 
في الشورى.... المرأة صاحبة الحقوق إلى جوار الرجل صاحب الأفكار
محمد عبد الله الهويمل

قرارات أحقية المرأة بعضوية مجلس الشورى تتحرك في سياقات حاكمة لا محكومة .ودخولها حق رقمي كمي أي أنها ستشكل إضافة عددية على النصيب الرجالي, أو على الثقافة الذكورية. والتلقي الاحتفالي الصاخب بإضافة الرقم الناعم لم يتجاوز فرحة المتهم بحكم البراءة، أوالفائز بجائزة اليانصيب. وفي الأولى حق وفي الثانية حظ. غير أن هذه البانورامية الاحتفالية بلغت ضجيجاً عارماً لتحقيق هدفين, أولهما تأكيد نصر معنوي يضج ليدخل النص عنوة، ويتمكن منه. والثانية صرف الحواس عن ملابسات رافقت القرارات بشأن ماهية الضوابط الشرعية والتفاهمات مع علماء الدين ما سيكّدر صفو هذا النصر المجيد. وفي عصبيات النصر والهزيمة والمناخات المؤدلجة حتى الاختناق، تلقت المرأة الطموحة الإشارة الثقافية بالشروع والسعي الدؤوب لبلوغ هذه العضوية مدفوعةً بسلطة القرار السياسي الذي يقوم مقام سلطة القبيلة ضد القبيلة في لا وعينا الجمعي. وعندها تدخل المرأة السعودية صاحبة الحق دخول بنت القبيلة لا بوصفها امرأة بالمعنى الحداثي للكلمة .ويدعم هذا أن ما يصوره الليبرالي أن هذا القرار تم كمكتسب ضد أطراف اجتماعية قوية أي قبيلة أخرى أضعف كما في اللاوعي أيضاً .والتعبير الشعبي للشعار الليبرالي هو (أننا جعلنا خشومهم في التراب) أي أن المرأة الشورية دخلت (غصب) وعندها يكون كرسيها ليس مكتسباً بل مغتصباً .وهي هنا تؤطر ثقافة حضورها في المجلس بالأطر الحديدية التي فرضتها تداعيات شعارات النصر ضد الأعداء .والمنتصر المؤثر على هذا الحال يكون غير معني بأي إصلاح في البلد التي اكتسحها بل السيطرة والبرهنة على قدره الأبدي أي أنه لا يعرف حيزه الثقافي داخل المكتسب الجديد إلا يقينه الحقوقي، وأهليته .وعندها سيحاول أن يبرهن هذه الأهلية ليس بالمشاركة والتنمية، بل بحقه في المشاركة، ويدخل (حق) ليكسر معادلة دخول المرأة في الشورى بل يحصرها في أن دخولها عملية جراحية مفاجئة لاستئصال عقدة النقص، والزائدة الحقوقية .وأزمتها السيكولوجية بأنها صاحبة حق ومظلوميتها يجعلها تشعر بأن علاقتها بزميلها الرجل علاقة حقوقية، وسيدمدم في أعصابهن قلق التجربة الأولى، وأسئلة تطلق لتضخم شعورهن السلبي تجاه أنفسهن (هل نحن على مستوى التعليق أو التصويت في قرارات رجالية؟) أما أننا سنفتعل شخصية مضاعفة لتجاوز القلق في مواجهة الرجل.والأزمة أنهن قد يمارسن دورهن الشوري ازاء الرجل لا في مواجهة التنمية وخدمةلمجتمع ؟ .وكيف لا وهن جئن هنا بقرار خاص أي بـ (الواسطة) .وعندها ستطارد المرأة الشورية عقدة أنها عضوة (صاحبة حق) إزاء عضو رجل (صاحب أفكار) أكد وجوده بها.فهي ستحضر لأنها صاحبة حق في الحضور,وستداخل وتعترض وتصوت لأنها ايضا صاحبة حق في التداخل والاعتراض والتصويت لا للمردود العملي لهذه الافعال المضارعة. ويؤكد هذا أن لغة الاحتفال لم تتجاوز بعدها الحقوقي المرضي (بفتح الميم والراء) دون التماس بالحاجة التنموية فورطوها بأيديولوجيتهم.

كل دول العالم منحت المرأة الحق السياسي، لإلحاحها لا للحاجة التنموية, فاليابان أم التنمية والصناعة والتكنولوجيا تحتل المرتبة (121) في تمكين المرأة سياسياً واجتماعياً وهذه عقدة مضاعفة تطال وعي المرأة أن العالم أنجز عملياته لحضارية الكبرى بدونها، بل ولا زال أحدث معجم يؤكد أن عدد المخترعين 3000 رجل أمام 7 نساء في القرون المتأخرة. فأي امرأة متفوقة يحل مكانها رجل متفوق والعكس غير صحيح، وهذا كله لا يقلل من إمكانات المرأة. ونحن كأبناء وأزواج وآباء ندرك قدرتها على إدارة إشكالات اجتماعية صعبة .ولكن المعادلة الأدق أنها في المشاركة السياسية اضافة مفيدة وغير ضرورية ولم تستطع عبر التاريخ حتى الآن أن تغير هذه الحقيقة. فدخولها الشورى حق لا علاقة له بالتنمية.

Hm32@hotmail.com * الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة