Culture Magazine Thursday  21/04/2011 G Issue 338
ترجمات
الخميس 17 ,جمادى الاولى 1432   العدد  338
 
كيف ولماذا أصبحت السيرة الذاتية لمارك توين
«بست سيلر» بعد 100 عام من وفاته؟

تمهيد للمترجم عن مارك توين Mark Twain:

(1835-1910): مارك توين اسمٌ مستعارٌ لكاتبٍ وقاصٍ ورحالة أمريكيٍ اسمه الحقيقي صموئيل لانغهورن كليمنس. يعتبر أعظم الظرفاء في الأدب الأمريكي. وأطلق عليه بعض النقاد «أبو الأدب الأمريكي». وتؤكد الدكتورة كاي ردفيلد جاميسون في كتابها الفريد «المس بالنار» أن توين كان يعاني بشدة من ذهان الهوس الاكتئابي أو الاضطراب ثنائي القطب Bipolar Disorder.

مات مارك توين رائد السخرية والنكتة الأمريكية منذ قرن. ولكن بطريقة مدهشة وعجيبة إلى حد ما، أصبح كتاب سيرته الذاتية الصادر مؤخرا في نوفمبر 2010 عن قسم النشر في جامعة كاليفورنيا (762 صفحة في طبعة فاخرة هارد كوفر) «بست سيلر» عظيم الشعبية. ووفقا للناشر، فقد اشترط مارك توين أن تبقى مذكراته سرية بدون نشر لمدة 100 سنة حتى يكون حرا في التعبير عن رأيه في كل شيء.

وعلى الرغم من أن مؤلفها توفي منذ فترة طويلة، فإن المجلد الأول من أصل ثلاث مجلدات من سيرة مارك توين التي كتبها بنفسه وصل إلى قمة قوائم البست سيلر مع طلب متزايد بصورة غير مسبوقة لدرجة أن الناشر لم يتمكن من طباعة كميات إضافية بسرعة كافية لتلبية الطلب الهائل على هذا الكتاب الضخم. ولكن السؤال الهام هو: ما الذي يجعل تأملات وخواطر توين المكتوبة قبل قرن من الزمان تلاقي هذا النجاح الباهر الذي حققته الآن؟

لعل أفضل جواب هو أن طرافة مارك توين تبقى خالدة ولا يؤثر فيها مرور الزمن. فسخرية مارك توين المكتوبة قبل قرن ما تزال صالحة الآن كما يقول الناقد ميشيل فيتزسيمونز في مجلة «صالون دوت كوم» لأنه يعتبر، قبل كل شيء، أب ورائد ذلك النوع من السخرية اللاذعة التي تشبه اللسع المؤلم والذي شكّل مرجع للكتابة الساخرة الأمريكية في التعليق على أحداث السياسة والمجتمع الأميركية. وقال ناشر كتابه «إنه رجل ذو سمات غريبة فهو عصبي ومغرور وصريح بصورة فجة ولو كان حيا فسيكون تماما بلوغر (مدون)».

ويشير الناقد تشارلز لارسون في مجلة «كونتر بانش» أن توين نجح في خلق إثارة وتشويق حول محتويات سيرته تراكمت لدى القراء والنقاد عبر عشرة عقود لأنه أراد تجنب الإساءة لأصدقائه وأحبائه بسبب آرائه حول الدين والسياسة والمجتمع التي كانت مثيرة للجدل لدرجة أنه لم يتمكن من التعبير عنها بحرية كاملة قبل قرن أثناء حياته. ولذلك، يقول لارسون: وهكذا أصبح الناس متلهفين بصورة هوسية لمعرفة الآراء التي لم يجرؤ أعظم كاتب أمريكي على الجهر بها أثناء حياته.

معظم الذين اشتروا الكتاب كانوا يأملون في العثور على فضيحة من نوع ما عن توين، والجميع يسأل نفس السؤال تقريبا: ما هي الفضيحة التي تم كبتها لمدة مائة سنة وسيكشفها الكتاب؟ هل هي عن حياة توين الجنسية؟ أم رأي جدلي في الدين أو مسألة خلافية مثل العلاقات بين الأعراق داخل أمريكا؟

إذا كان الأمر كذلك، فسوف يصابون جميعا بخيبة أمل ولا يجب توقع الكثير كما أشارت جوديث شولفيتز في مجلة «سليت دوت كوم» لأن أفضل ما ورد في هذا الكتاب قد نشر بالفعل في كتب عن سيرة توين ألفها كتاب عديدون متخصصون في السيرة من قبل ولا تزيد عن كونها آراء محرجة ولاذعة عن أصدقائه ومشاهير عصره. على العموم، فبحسب وصف ناقد راجع الكتاب فإنه يمكن وصف هذا الكتاب بأنه غير منقح، وودود، ومراوغ، ومحرج ناهيك عن طوله فهو المجلد الأول من أصل ثلاث مجلدات، وعدم تنظيمه حيث لا يوجد تسلسل زمني للأحداث. وكان ينبغي ويمكن أن يكون أكثر تكثيفا.

ووصفت مجلة «ببليشرز ويكلي» المتخصصة بأخبار نشر الكتب تعليقات توين بأنها ماتزال مضحكة بصورة مدهشة وتدعو للإعجاب بقدرته الفذة على السخرية اللاذعة وسلب لب القراء حتى بعد مرور مائة عام على وفاته في 1910.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة