Culture Magazine Thursday  21/04/2011 G Issue 338
كتب
الخميس 17 ,جمادى الاولى 1432   العدد  338
 
زمن الصراع على الإسلام

تأليف: منتصر حمادة

دار صفحات، دمشق، سوريا، ط 1/ 2011

إذا كانت أهم معالم «التدافع الإسلامي» أو الصراع على النطق باسم الإسلام، قبل منعطف اعتداءات نيويورك وواشنطن، تُختزل في التوترات التي طبعت علاقة الأنظمة العربية والإسلامية مع الحركات الإسلامية، من جهة، أو الخلاف القديم/الجديد بين فقهاء المؤسسة والمفكرين الإصلاحيين، من جهة ثانية، فقد كانت أبرز معالم ذات الصراع في مرحلة ما بعد الاعتداءات، في بروز أصوات غربية، سواء كانت محسوبة على صناع القرار السياسي أو الأمني، أو ناطقة باسم مراكز أبحاث و»علب أفكار»، تدعو إلى تعديل المناهج التعليمية والدينية في المجال التداولي الإسلامي العربي تارة، أو تروج لمفاهيم أخلاقية على صناع القرار الإسلامي العربي تارة أخرى، واستفحل هذا التدخل الغربي في الشؤون الإسلامية والعربية إلى درجة إصدار ما اصطلح عليه ب»الفرقان الحق»، أو «النسخة المعدلة» من القرآن الكريم، وحرّره المدعو أنيس شوروس، حيث طبعه ونشره ووزعه ودعا المسلمين إلى اعتماده، بدلا من قرآنهم، ونشره في مواقع الإنترنت، وألقى مضمونه محاضرات في مؤسسات علمية.

تطورت الأمور فلسفيا، عندما انخرطت أسماء فكرية وازنة في المجال التداولي الأمريكي، في شرعنة الحرب الأمريكية المفتوحة في العديد من بقاع العالم، سواء اتخذت طابعا عسكريا أو اقتصاديا أو ثقافيا طبعا، وحرروا بيانا شهيرا صدر في مطلع 2002 عن «معهد القيم» بولاية نيويورك، لتبرز تحديات قيمية وفلسفية جديدة على المفكرين العرب والمسلمين، زيادة على التحديات الفقهية الجمة الملقاة على العقل الإسلامي/الفقهي المعاصر.

وقد تكون أهم «حسنات» هذه المستجدات، انخراط العديد من الناطقين أو المحسوبين على العقل الإسلامي والعقل الغربي، في معارك «الاشتباك الفكري»، أفرزت لائحة من المؤلفات والبيانات والاجتهادات.

يروم هذا العمل، تسليط الضوء على بعض هذه الأعمال، بهدف تقريب المتلقي العربي من بعض خلفيات واستحقاقات «الصراع على الإسلام» بتعبير رضوان السيد في مرحلة ما بعد صدمة اعتداءات نيويورك وواشنطن.

وهكذا خُصّص الفصل الأول للترحال الاستطلاعي مع تحفة معرفية تحمل عنوان» الإسلام بين الشرق والغرب» للمفكر والسياسي البوسني الراحل، علي عزت بيغوفيتش، بالرغم من أن العمل صدر سنة 1994، أي قبل منعطف أيلول (سبتمبر) 2001، ولكنه حافل بالعديد من التأملات القيّمة التي يحتاج إليها المسلمون وغير المسلمين على حد سواء، ولذلك تحدثنا عن «فتوحات أنوارية للإسلام الأوروبي».

كما خُصّص الفصل الثاني للترحال مع أسئلة الصراع على الإسلام، ويروم الإجابة على الأسئلة التالية: كيف يمكن للفقهاء وعلماء الدين، والعقلانيين القياديين، المؤهلين أن يستعيدوا مكانة من السلطة على الجماهير داخل بيت الإسلام؟ وكيف يمكنهم أن ينافسوا المروجين السوقيين لإسلام سطحي، ملائم لهم، وهو في النهاية يخون الحكمة الكاملة للتقليد؟ وأخيرا، وليس آخرا: على المسلمين وغير المسلمين أن يفهموا أنه من واجب المسلمين في كل الأجيال أن يجيبوا عن سؤال: أي إسلام نريد؟ ولا يجب أن يترك الجواب في أيادي «ابن لادنيي» العالم.

وخُصّص الفصل الثالث لاستعراض بعض استحقاقات الصراع على الإسلام، من خلال عرض نقدي لعمل قيّم للغاية، يندرج في جبهة الاشتباك المعرفي (الفقهي والفكري) مع أدبيات الحركات الإسلامية، سواء كانت دعوية أو سياسية أو متشددة («جهادية»).

وأخيرا، خُصّص الفصل الرابع لاستعراض الخطوط العريضة لما نعتبره أهم «معركة فكرية» بين المثقفين الأمريكيين والمسلمين، ونتحدث عن الضجة التي خلفها صدور بيان المثقفين الأمريكيين، والخوض النقدي في الأرضية المفاهيمية المؤسسة للبيان، من خلال التركيز على «اشتباك» المثقفين الألمان والسعوديين والمصريين والمغاربة مع ثنايا وحسابات، وطبعا، فلسفة البيان.

ولأن «كل يُؤخذُ من كلامه ويُرد»، كما جاء في الأثر العربي عن الإمام مالك، فإننا لا نزعم حصر أهم فصول معارك «الاشتباك المعرفي» في الأعمال الواردة ضمن هذا العمل، بقدر ما اجتهدنا في العروج على ما اعتبرناه أعمالا نوعية، تستحق وقفات تأمل ونقد وتفكيك من قبل الجميع، خدمة لما ينفع الناس.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة