Culture Magazine Thursday  24/11/2011 G Issue 353
الثالثة
الخميس 28 ,ذو الحجة 1432   العدد  353
 
منابر الجمعة ومنابر الثقافة..
تصور افتراضي مع النجيمي يتحول إلى مواجهة واقعية في الباحة

الثقافية - سعيد الدحية الزهراني

الضجة التي أعقبت انتخابات نادي الباحة الأدبي ذكرتني بلقاء ظريف جمعني بالشيخ محمد النجيمي في مركز الملك فهد الثقافي قبل أشهر خلال اللقاء الذي أعدته وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام لإيضاح بعض اللغط الذي دار حول نزاهة عملية الاقتراع الإلكتروني في انتخابات الأندية الأدبية.. وقد نشرته حينها في صفحتي على برنامج التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

قلت للشيخ النجيمي حينها: حضورك الليلة مثير من جانب المزاحمة.. قال: أي مزاحمة.. قلت: التقسيم الواضح يفيد بأن التيار الذي تنتمي إليه له منابر الجمعة... فيما التيار الآخر المقابل ليس له إلا منابر قليلة ومحدودة التأثير مقارنة بمنبركم العامر.. ومنها منبر الأندية الأدبية.. من هنا لماذا تزاحم؟.. قال: الأندية الأدبية لكل المثقفين ونحن نملك الثقافة.. قلت: وكيل الثقافة يقول الأندية الأدبية للأدباء .. وأنتم شيوخ منابر لا أدب.. قال: تعلمت في كلية الشريعة بجامعة الإمام ما يفوق ما تلقاه طالب البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعة الملك سعود... قلت ستشعلها بين الجامعتين... قال: وليكن!

في هذه الأثناء أقبل الدكتور عبد الرحمن الحبيب وتعانقا «الحبيب والنجيمي» فابتسمنا جميعاً.. قلت لماذا لا تمنحون الدكتور الحبيب والتيار الفكري الذي ينتمي إليه منابر الجمعة... قال: ليسوا مؤهلين.. قلت: بل مؤهلين بالنظر إلى الثقافة الاجتماعية السائدة... قال: تجوز لنا منابرهم ولا تجوز لهم منابرنا... حينها قال الدكتور الحبيب: ( فلتبق لكم)... ليختتم اللقاء بالسؤال عن الغذامي.. قلت: لو تقدم الغذامي لمنبر الجمعة فهل ستعطونه: قال بكل تأكيد.. قلت: وتركي الحمد.. قال: (بُعد السما يا زهراني).

علي أي حال.. ثقافة الديموقراطية والانتخاب تحتم على من أراد الدخول فيها أن يكفر بكل شيئ عدا الإيمان المطلق بقوانين اللعبة التي يحكمها اختيار الجمهور أياً كان الاتجاه.. وهذا ما غاب عن الفئة التي لم تنظر إلى المشهد إلا بأدواتها الخاصة.

ويبقى اليقين بأن التحزب والتكتل وحده لا يكفي لبناء فعل ثقافي معتبر.. فلكل مجال أهله الملمين باشتراطاته وأدواته.. في حين ستسقط الشعارات وقبلها «الثقة» من قبل المتلقي الذي لم يعد كما يتصور البعض مادة قابلة للتطويع والتخدير.. فالرهان اليوم منوط بالإنتاج الفعلي الحي لا بمجرد العزف على وتريات ما قبل الحالة الإيجابية التي نراها اليوم من حيث الوعي والإدراك.

أتمنى لأدبي الباحة وللأصدقاء في مجلس الإدارة المنتخب التوفيق.. كما أتمنى للإخوة في الطرف الآخر مزيداً من الاستيعاب لمكونات الثقافة الانتخابية وباشتراطاتها ومحدداتها هي لا بمواصفاتهم الخاصة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة