Culture Magazine Thursday  27/01/2011 G Issue 331
فضاءات
الخميس 22 ,صفر 1432   العدد  331
 
كلمات
شمس العرب تسطع على الغرب
هل قصرنا في حق هذه المؤلفة؟
محمد بن أحمد الشدي

أمتنا العربية هل جبلت على الجحود والنكران والنسيان، تذكرت هذا كله وأكثر بعد فراغي من قراءة هذا الكتاب الشهير الرائج للمستشرقة الألمانية زيغريد هونكه، وهو أطروحة نالت بها درجة الدكتوراه من جامعة برلين، وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1964م، وطبع بعد ذلك مرات عديدة والطبعة التي بين يدي هي الثامنة، وقد صدرت عام 1993م في بيروت عن داري نشر مشهورتين هما دار الجيل ودار الآفاق الجديدة ويقع الكتاب في 588 صفحة من القطع فوق المتوسط.

وقد لاقى هذا الكتاب وما زال يلاقي اهتماماً شديداً من النقاد والباحثين العالميين، فمنهم من هاجمه وهاجم المؤلفة التي اتهمت بتعصبها للعرب ومنهم من اتصفها ودافع عنها، وهذا ما جعل كتابها يتصدر قائمة الكتب واسعة الانتشار.

والحقيقة أن الدكتورة زيغريد هونكه أحبت العرب وصرفت جل وقتها للدفاع عن قضاياهم والوقوف إلى جانبهم مع زوجها الدكتور شولتزا المستشرق الألماني الكبير الذي اشتهر بصداقته للعرب أيضاً، وقد قامت زيغريد بعدد من الزيارات للبلدان العربية دارسة وفاحصة، وقد كان كل ذلك سبباً في نقمة الصهاينة عليها ونقمة بعض الأوروبيين المعادين للعرب لأنها ركزت في كتب أخرى على فضل العرب والمسلمين على الحضارة الغربية.

إن هذا الكتاب (شمس العرب تستطع على الغرب) يستحق الاهتمام والقراءة خاصة من قبل الدارسين والمثقفين العرب لأنه شهادة من مستشرقة بحثت في التاريخ العربي وقالت عن المسلمين والعرب كلمة منصفة ربما لم يقل مثلها عدد من المؤلفين العرب أنفسهم الذين كتبوا عن هذه النواحي الفكرية والعلمية.

وعلى الرغم من أن الكتاب يتضمن عدة فصول عن التاريخ والطب والعبقرية عند العرب ويضع مقارنات بين العرب والفرس والغربيين، إلا أن القارئ العربي الذي قد لا يهتم بالقراءة كثيراً سيجد فيه الكثير من المعلومات والمتعة والمعرفة.

إنه ليس من السهل على الإشارة إلى كل ما جاء في هذا الكتاب القيم ولكني أدعو إلى قراءة هذا الكتاب من قبل كل من يعتز بتاريخ العرب قديماً وحديثاً، فقد كان لأمتنا العربية تاريخ وحضارة اعترف بها المستشرقون الغربيون بينما نحن نهمل كل ذلك مع الأسف.

بكل جحود غير مبرر في حق أنفسنا وأمتنا كذلك فقد أهملنا كل من حاول مساعدتنا والوقوف إلى جانبنا في قضايانا العادلة ومنجزاتنا العلمية الواضحة للعيان والتي استفادت منها البشرية على مر العصور، وشاهد أهمالنا هو عدم اهتمام الدول العربية بمثل هذه المؤلفة الغربية التي أدعو إلى قراءة كتابها -منا جميعاً-، فقد كتبت ما لم يكتبه أبناء العرب والمسلمين وسجلت اسم العرب في التاريخ كعلماء وقادة فكر، وتعرضت في سبيل ذلك إلى الكثير من الضيم والإهمال. إن على القسم العلمي في جامعاتنا العربية أن يوجه دعوة لهذه المرأة المنصفة إن كانت لا تزال على قيد الحياة، أو دعوة أحد أبنائها.. آمل تحقيق ذلك من أمين الجامعة المقدام عمرو موسى.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة