Culture Magazine Thursday  28/04/2011 G Issue 339
أقواس
الخميس 24 ,جمادى الاولى 1432   العدد  339
 
نجومٌ في سماء الجنادرية 26
د. أشجان هندي

نجومٌ تسير على قدمَيْن، تلمع بذكاء لافت وبثقة باذخة، تُحيّيك بود، وتتحدث إليك باحترام بالغ وبدماثة خلق أصيلة. تتحدث حين يكون للحديث ضرورة، وتصمت حين يطيب مقام الصمت. تبتسم بتهذيب، وتستقبلك مُرحّبة. تتبعها الأعين بفضول كبير، وتتبع هي أصحاب الأعين في رعاية بالغة وحرص شديد على أن يكون الجميع في أحسن حال. نجومٌ يُبهرك ضوئها الساطع برقيّ وثقة كبيرة، ولكنه لا يخدش ماء عينك، وهنا تكمن المعادلة الصعبة التي أجادها رجال الحرس الوطني السعودي الذين كانوا - بلا منازع - نجوم مهرجان الجنادرية 26 الذي اختتم أعماله في الرياض قبل أيام.

تشرفت في هذه الدورة من المهرجان بأن أكون أحد الضيوف الذين شاهدوا وشهدوا على الجهد الكبير والعطاء المميز الذي قدمه رجال الحرس الوطني دون كلل أو ملل لكل ضيوف المهرجان دون استثناء. حشد كبير من الضيوف من داخل وخارج المملكة، سعوديين وعرب وأجانب من جنسيات متعددة، شهدوا على عطاء نجوم الحرس الوطني، وتحدثوا عنه؛ ما يدعو إلى الفخر بالنجوم السعودية البرّاقةُ، الوهّاجةُ، الواثقةُ، اللامعةُ، الشامخة شموخ هذه الأرض الطيبة.

في مقر إقامة ضيوف المهرجان كانوا يقيمون معنا كما يقيم الهواء مع النَفَس فلا يزعجه، في أماكن وجودهم على مكاتبهم المخصصة التي يباشرون عملهم منها، في ممرات الفندق، في الباصات التي تحمل الضيوف إلى أماكن الفعاليات يتحركون بهدوء شديد حتى أنك تحسبهم يفوقون الهواء في رشاقة حركته، يسيرون جماعاتٍ وأفرادًا بجانبك ومن حولك وهم يؤدون عملهم بهدوء ورصانة؛ فلا تشعر بوجودهم، ولكنّ قدراً من الرعاية البالغة يحيط بك لينبئك بأنهم هنا، ودائماً هنا يقومون بواجبهم. يؤدون عملهم، ويتسابقون في تلبية حاجات الضيوف وإجابة تساؤلاتهم في تواضعٍ جم وثقة كبيرة بالنفس يغلفها حب كبير لوطنهم، وعلى رأسه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ففي كل مرة كان الضيوف يشكرونهم فيها كانوا يجيبون بابتسامة: نتشرف بذلك فأنتم ضيوف خادم الحرمين الشريفين.

في اللقاءات والحوارات التي جمعتني بعدد من ضيوف المهرجان من الشعراء والأدباء والمثقفين والمفكرين العرب وغير العرب استمعت إليهم يتحدثون عن براعة رجال الحرس الوطني في رعاية المهرجان، ويثنون على حُسْن تعاملهم مع الضيوف، ومنهم على سبيل المثال: العلاّمة والمفكر الإسلامي نعمة الله خليل يورت إمام المركز الإسلامي في اليابان والصديقة الشاعرة السودانية المُبدعة روضة الحاج والشاعر المصري الكبير إبراهيم أبو دومة والشاعر المصري المبدع أحمد بخيت والشاعر العراقي الكبير يحيى السماوي والشاعر السوداني خفيف الظل حسن الأفندي وغيرهم. استمعت مرة إلى الشاعر اليمني الكبير عبد الله الشرفي يقول: يحق لنا جميعاً أن نشكرهم؛ فما يفعلونه يرفع الرأس، هؤلاء الرجال قدموا صورة مشرّفة ومُشرقة وناصعة البياض عن الكيان العسكري السعودي. ثم أكمل: وأنا شخصياً كتبت عن ذلك في مقال أرسلته من هنا للصحف اليمنية قبل أيام. ثم أضافت زوجته الفاضلة السيدة (أمة الرحمن): صدق الأستاذ - وتقصد زوجها الشاعر - فهم في غاية اللطف، حتى إنهم كسروا حاجز الخوف الطبيعي داخل الإنسان من العسكريين؛ فنحن نشعر بأنهم كإخواننا وأهلنا يعينوننا ويجيبون عن تساؤلاتنا برحابة صدر ودون أدنى انزعاج.

كل ذلك يدعو إلى الاعتزاز بحرس وطن الحب المُحب في موضع الحب، والمُحارب في موضع الحرب، والمُسالِم في موضع السلام، الذين دفعهم إحساسهم العميق بالمسؤولية الوطنية إلى نقل وإيضاح صورة الوطن في أبهى وأرقى تجلياتها. ولئن رأى الضيوف من غير السعوديين أن شكرهم ضرورة فإنّا بشكرهم أولى.

- جدة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة