Culture Magazine Thursday  03/05/2012 G Issue 372
أوراق
الخميس 12 ,جمادى الآخر 1433   العدد  372
 
عن ملتقى نادي الرياض أحدثكم!
أحمد اللهيب

 

يمكن القول: إن ملتقى نادي الرياض الأدبي كان رائعا وجميلا على الرغم من خصوصيته الموضوعية وتخصصه الدقيق، وغوصه في رحاب النقد الأكاديمي، بل نقد النقد وهذا أكثر خصوصية. فعنوانه (الشعر السعودي في الخطاب النقدي العربي)، وحسنا فعل المنظمون أن لم يجعلوا لذلك زمنا محددا أو مكانا معينا، فكانت البحوث والأوراق تجول في آفاق الزمن وفي جميع الأمكنة. وإلا لضاقت عليهم الأرض فلم يجدوا متسعا من القول في موضوعهم.

الأجمل أن النادي أقرّ معقبا لكل جلسة وهي مرحلة ثالثة في النقد، فكان التعقيب ملخصا لكل الأوراق والبحوث النقدية المقدمة، وهو أشبه بالقفلة التي ترسم نهاية النص الشعري بيد أنها هنا ترسم نهاية النص النقدي. على الرغم من حدة بعض المعقبين التي لم تعجب عددا من مقدمي الأوراق!.

في هذا الملتقى اتضح لي على الخصوص أنه مهما حاول الناقدون للنقد التخلص من المنهج الوصفي فلا مناص منه، هذا ما قررتهُ كثيرٌ من الأوراق المقدمة في الملتقى إن لم يكن كلها؛ لأن المنهج الوصفي يقدم تمهيدا للمرحلة التالية وهي مرحلة التفكيك والمساءلة التي يقدمها المشاركون من خلال عدد من الأسئلة قبل الإجابة عليها، ولذا فإن هذه الأوراق تحاول أن تفكك الخطاب النقدي؛ لتستبين أمرين: الأول أن تكشف مرجعيات هذا النقد وأسسه وثقافته التي انطلق منها، والثاني أن تكشف ملامح هذا النقد وخصائصه وأن تبرز ما فيه من قدرة على كشف الشعر السعودي.

أيضا في سياق المعقبين يمكن تسجيل أنهم كانوا على قدر المسؤولية، فتحملوا قراءة الأوراق برؤية نقدية مواجهة بعيدا عن أروقة الصحافة والمجلات- التي تغيب فيها المواجهة -، فكانت وجها لوجه فاتسمت بالموضوعية والمواجهة في آن واحد، وقد تتجاوز إلى تسفيه الآراء المطروحة، ونقد الذوات والأداة الناقدة لنقد الشعر السعودي!. وقد تكشف المشاركات والأوراق عن غايات مادية وغايات نفعية بعيدة عن العلمية أو هو من باب (أكل عيش)، بينما القول المأثور في تاريخ الفقراء يذكر أن الأدباء منهم فقالوا عنهم : (لحقته حرفة الأدب). هذا مما جعل أحد أساتذة الأدب العربي الحاضرين المعقبين أن يصرح بذلك دون مواربة !

سؤال!

هل تحتاج أوراق هذا الملتقى إلى ملتقىً آخر؟.

الإجابة لدي: نعم . أما لماذا؟ فلأن أغلب أوراق الملتقى مقدمة من قبل نقاد عرب – الذين أشك أنهم عرفوا شيئا عن الشعر السعودي قبل مقدمهم لدينا -، وهي ثماني أوراق من ثماني عشرة ورقة، هذا غير المعقبين من الأساتذة العرب. وعلى هذا يحتاج نادي الرياض الأدبي لتخصيص إحدى دوراته الجديدة القادمة لهذه الأوراق، فيكون الملتقى بعنوان (نقد نقد النقاد العرب للشعر السعودي).

فاصلة

غاب عن المشاركة في هذه الملتقى عدد من النقاد السعوديين الغذامي والبازعي (حضر ولم يشارك) والسريحي وحسين بافقيه وكثير من أساتذة الجامعات، هذا الغياب سيطرح التساؤل الدائم: متى سيحضر نقاد الأدب لمثل هذه الملتقيات؟.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة