Culture Magazine Thursday  05/01/2012 G Issue 359
قراءات
الخميس 11 ,صفر 1433   العدد  359
 
الإعلام في المجتمعات الإسلامية
واقع متغيّر بين مؤتمرنا الأول ومؤتمرنا هذا
عبدالرحمن الشبيلي

 

ثلاثة عقود مرّت، منذ أن التأم المؤتمر الأول للإعلام الإسلامي في إندونيسيا، وربما لم يبق من حضور انعقاده سوى نفر قليل منّا، وقد شهد الإعلام كله، والإعلام في المجتمع الإسلامي بخاصة منذ ذلك الحين، كثيراً من المتغيّرات، الإيجابيّة والسلبية، الأساسية والشكلية، الموضوعيّة والتقنيّة، وما يهمّنا هنا هو الوصول إلى معرفة موقعنا من هذه المتغيّرات والإفادة من النافع منها، وألاّ نبقى متفرّجين متلقّين، إذ إن شيئاً واحداً لم يتغيٌر منذ مؤتمرنا الأول، وهو حصّة عالمنا الإسلامي من الاحتراف والتقنية، فلا زالت مجتمعاتنا تعيش على هامش العلوم والصناعة والإبداع في مجال الإعلام بأنواعه، فهي تستورد ولا تصدر، وتستهلك ولا تنتج، والأهم من ذلك أنها لا تجيد الصنعة، ولا تحسن التعامل معها، وبقدر ما طرأ من تحسّن تنمويّ في بعض مجتمعاتنا، فإن لتقنية الإعلام وتطبيقاتها النصيبَ الأقل منه.

ولم يكن محتوى الإعلام في بلداننا استثناءً عن غيره، فمنذ بداية هذا القرن والإعلام العالمي كله يتغيّر، بين الانفتاح وتحرير المعلومة وشفافيّتها وسرعة تداولها وتخفيف تعقيدات البيروقراطية الرسمية من جهة، وبين توجّهات ضارة بالأخلاق، تسيء إلى علاقات الشعوب وتمسّ معتقداتهم من جهة أخرى، حتى صارت بعض قنوات الإعلام تنفث الإسفاف، وتسربت من خلال بعضها أمور تخدش الحياء وتجرح قِيمَ الأسر المحافظة في كل الأديان، مفسحةً المجال لخيارات أكثر جذباً وإغراءً وإلهاءً، وتسللت أفكار منحرفة بين طيّات بعض البرامج أدّت أحياناً إلى الجريمة والفكر المنحرف وربما إلى الإرهاب، ولم تنفع الدساتير ومواثيقُ الشرف والأخلاقِ والسياساتُ الإعلامية المعلنة في معظم بلداننا في ضبط الأمور وردع التطبيقات.

كنا قبل ثلاثين عاماً نفكر عندما اجتمعنا هنا تفكيراً متواضعاً لا يتجاوز تبادل الفيلم والشريط، ونطمح في مبلغ طموحاتنا إلى تكوين مكتبة مركزية تجد المحطات فيها ما تبتغيه من أوعية البرامج الدينية، ونحلم بوكالة فاعلة للأنباء لتبادل الأخبار بين بلداننا، ونخطط لإقامة تكوينات تنتظم المؤسساتِ الإعلاميةَ في عالمنا الإسلامي وتفاوض بالنيابة عنا لشراء حقوق البرامج العالمية والمباريات الرياضية في العالم الإسلامي، وكنا ننشغل بالتنظير والشعارات، وبإعداد مواثيق شرف تحكم أخلاقيات الإعلام وبرمجيات وسائل الاتصال، وكنا نعلّق الآمال على وزارات الإعلام أن تفعل كل هذا.

أما الآن، فقد تغيّر وجه الإعلام خلال هذه الحقبة، تغيّر في أنماط إدارته، وتغيّر في أشكال ملكيّته، ولم تعُد الندوات الأسلوب الأمثل للحلول ولم يعُد لكثير من وزارات الإعلام وجود، وفشلت معظم التكوينات والتكتّلات التنسيقية لا في الإعلام فحسب، ولكن في معظم الأمور الحياتية، وصار لا بد لنا من التفكير في أسلوب جديد يحقق التعاون والتكامل بعيداً عن الأساليب التقليدية التي ألِفناها، ولا ننسى أن القطاع الاقتصادي الأهلي صار، بعد المؤتمر السابق، شريكاً كامل العضوية في نشاط الإعلام.

التقينا هنا في شوّال عام 1400 للهجرة (أيلول - سبتمبر 1980 للميلاد)، بعد أقل من عامين من تغييرات جرت في إيران، لعبت فيها التقنية البسيطة دوراً مشاركاً في أول تطبيقات ناعمة من نوعها للإعلام، أما اليوم، وبعد أكثر من ثلاثين عاماً، فإننا نعيش حقبة جديدة، يقوم فيها الإعلام بدور مركزي خطير في تطوّر الأحداث وتشكيل الأنظمة والكيانات، صارت فيها الأخبار تصل ثانية بثانية عبر المحمول، بلمسة زر المتلقّي من خلال اليوتيوب والفيس بوك وتويتر، وأصبحت الصحافة الإلكترونية عبر (الآي باد) تنافس الصحف والمجلات الورقية وتهدّد وجودها، وأضحى الميدان يضيق بقنوات التثقيف الجاد والتعليم الممنهج والفكر العميق، وصار الكتاب ينزل إلكترونيّاً، مجاناً أو بقيم زهيدة، ملغياً وظيفة المكتبات والرقابة التقليدية، التي عشنا عقوداً معها، وأصبحت الفتوى وتناول الأمور الشرعيّة مضغة على كل لسان يصل إلى الكاميرا ولاقط الصوت وتحرير المقالات.

والتساؤل الذي يفرض نفسه مرّة أخرى في هذا المقام وبصراحة، هو كيف نجعل من الإعلام عنصراً مشاركاً في التنمية ككل، وفي ترسيخ الحوار والتفاهم بين الشعوب والحضارات، بعد أن كنا نقْصر وظيفته في الأخبار والترفيه فحسب ؟.

إن ثمرة ثلاثين عاماً من عمر الإعلام في المجتمع الإسلامي بعد مؤتمرنا الأول، تقول إن لا شيء أنجزناه في الحقبة الماضية سوى المؤتمرات، فهل سيكون لقاؤنا هذا نقطة تحوّل تجعل البلدان الإسلامية رقماً فاعلاً على خارطة الإعلام الجديد؟ وتُلحقها بركب الإبداع والتقنية والاحتراف؟

أعلم يقيناً أن رابطة العالم الإسلامي - ما فتئت منذ اختياره قبل عشرة أعوام، يعمل مشكوراً، تعمل على عقد مؤتمرنا هذا وعلى إنشاء وكالة متخصصة فاعلة للإعلام في العالم الإسلامي، وكانت الأكثرَ تقديراً لوظيفة الإعلام في تحقيق أهداف الأخوّة الإسلامية والوحدة والقوّة والتعاون بين المسلمين، والحوار مع الحضارات والديانات، ومن أجل هذا، فإننا نتطلّع إلى أن يكون نجاح الحكومة الإندونيسية والرابطة في عقد هذا الاجتماع في دورته الثانية، سبباً في تحقيق آمال طالماً انتظرناها، واثقاً من قدرة المجتمعين، بإذن الله، على أن يخرج المؤتمر بموقف صريح معزّز بهمة الجميع، للانتقال من مرحلة الأحلام والتنظير إلى الفعل والتأثير، وأن نستوعب متغيّرات العصر ونواكب الزمن، وأن نواصل التقدّم من حيث انتهى الآخرون.

إن يومين من اجتماع بروتوكولي لا يكفي، فنحن بحاجة إلى عملية تقويم فاحصة، وإلى أداة ومؤسسة ومنهج وديمومة، وعلى الرابطة، ألاّ تجعل اجتماعنا هذا يتيماً يتكرر في العمر مرّة، وعلينا أن تكون لدينا الشجاعة في مراجعة تجربة الماضي، وفي إعادة النظر في تكوينات ثبت فشلها في تحقيق أهدافها، وفي تشخيص مخلص للواقع والأسلوب والنتائج، في كل مناشط الإعلام الإسلامي المشترك، وأن نقوم بتعريف مصطلح «الإعلام الإسلامي» وتحديد مفهومه، وضبط أبعاده.

وإنني أتوجه إلى المؤتمر، أن يتبنّى مقترحاً بهذا الخصوص يقدم خدمة للإعلام في عالمنا الإسلامي، يبثُّ الحيويّةَ والحراكَ فيه، وينتشلهُ من واقعه الراكد، باختيار هيئة مستقلة لا تستثني قارة ولا منظمة ولا طائفة، تشارك فيها شخصيات إعلامية إسلامية ذات خبرة عالية، هيئة تقوم بالتشخيص واقتراح العلاج والأسلوب، وأن يُصار من ثَمّ إلى عقد اجتماعنا هذا بشكل دوريً للنظر فيما تقدمه من أفكار.

إن حال الإعلام الرسمي في معظم بلادنا الإسلامية في أزمة، أزمة في إدارته، وفي أسلوب تمويله، وفي أشكال خصخصته، وفي أنماط علاقات الحكومات به، وفي ارتباطه بالسياسة، وفي رقابته، وأزمة من حيث اتجاه بوصلته، وفي أسباب تحوّله نحو القضايا الهامشية والفرعية على حساب القضايا الكليّة للأمة، فلا هو الذي حمى الأخلاق، ولا هو الذي انشغل بمعالجة قضايا الأمة، فانعكس ذلك في درجة الاحتراف المهني في الأداء والعرض، وفي زاوية الانحراف في المضمون، ولعل الهيئة المقترحة تصبح مستقبلاً بمثابة بيت خبرة (think tank) تعين المؤسسات الإعلامية الحكومية والأهلية، على الارتقاء بأوضاعها ورسالاتها.

إن هذه الورقة لا تملك عصاً سحرية للإصلاح ولا توجّه اللائمة لأحد، ولا تُزايد على فضل التقنية، لكنها تكتفي بالإنذار من الواقع، فاتجاهات الإعلام اليوم أكبرُ من طاقة الأهل والمربّين على تحمّل طفحه، لأنه فتح الأبواب مُشرّعة لكل جيد ورديء بحجّة حريّة التعبير ومبرّرات الانفتاح، ولا أرى ميداناً أفضل من تجمّعنا هذا لقول كلمة حق بشأن ما ينبغي أن يكون عليه إصلاح حال الإعلام في عالمنا الإسلامي.

واسمحوا لي باسمكم أن أتساءل عن الدَّور الإيجابي الذي قامت به معاهد الإعلام الإسلامي الكثيرة في جامعاتنا، في وضع نظريّة إسلامية تحكم تطبيقاته، وتوجّه سياساته، وتحدّد علاقاته، وتجعل منه نموذجاً يحتذى بين أصناف الإعلام المتعدّدة، ومثالاً يُهدى لشعوب العالم كافة.

لقد شهد الإعلام العالمي خلال العقود الثلاثة منذ اجتماعنا السابق، تحوّلات رهيبة مع دخول التقنيات الحديثة، ظهرت ملامحها جليّة في الثورات الشعبية الأخيرة التي مرت بها بعض دولنا، حيث وُظفت التقنية في السياسة، وفي تغيير الأنظمة بشكل فاق ما تقوم به الأحزاب التقليدية في التاريخ المعاصر، ومن شأن ذلك أن يغيّر من دور الإعلام، وبالتالي النظر إليه نظرة جديّة مختلفة، مما يتطلب التعامل معه بطريقة مغايرة تعمل على توجيهه وجهة إيجابية تتناسب ودوره المتنامي، وأرجو أن يوجّه مؤتمرنا هذا ضمن آمالنا الكثيرة منه بدراسة واقع الإعلام الجديد من خلال هذه الزاوية تحديداً، دراسةٍ ترتكز على أخلاق الإسلام ومُثُله وتوجّهاته.

أشعر أيها الإخوة، عن اقتناع، أن الإعلام في مجتمعنا المسلم، والذي خصصنا له بعض المقررات والمدارس، ما زال في طور الحضانة، علماً وتطبيقاً، مع أن إمكاناته كبيرة، والمجتمعات الإسلامية بحاجة ماسة إليه، وعلينا أن ننطلق من هذا المؤتمر قبل غيره ومن هذا التاريخ دون تأخير إلى صياغة معالمه، صياغة عصرية تقنع المنفّذين وتحظى بتفهّمهم وقبولهم.

إن العالم الإسلامي يمتلك من الطاقات ما لا يُستهان بها، ولديه من الإمكانات الفكرية والعلمية ما يغني عن كثير مما يستورده أو يقلّده، وفي مقدمة تلك الطاقات ما أصبح - بعد لقائنا السابق وبخاصة بعد أحداث سبتمبر 2001م - يُطلق عليه في التعبير الحديث: مصطلح القوة الناعمة، التي يمكن أن توظّف توظيفاً إيجابيّاً مؤثّراً في اجتذاب أفئدة الشعوب وكسب تعاطفهم وميولهم، ولنا أن نتصوّر أعداد من يدخلون الإسلام في كل القارّات، ومقاديرً الجموع التي يجتذبها نقل الحج والصلوات وتلاوة القرءآن الكريم وخطبتي الجمعة من الحرمين الشريفين، وكلها مقوّمات هائلة لا تحوزها ديانات أخرى، مع أن غاية منطلقاتنا في هذا المؤتمر ليست استحواذية أو تنافسية مع الديانات الأخرى، بقدر ماهي كما قلت في البداية أن نحتل المكان اللائق فينا في هذا العالم، دون إقصاء للآخرين.

ثم إن من المتغيّرات التي طرأت على عالمنا اليوم بعد مؤتمرنا الأول، ما بادرت إليه دولة مثل المملكة العربية السعودية لنشر ثقافة الحوار بين الحضارات والأديان في عالم يضج بالتعصّب والعداوات والاستعمار الجديد، وفخر للمسلمين أن تكون لهم المبادرة إلى مدّ قنوات التفاهم مع الآخرين، وهم الذين يوصم دينُهم بالانغلاق والعزلة، ومسلكُهم بالإرهاب والعنف والقسوة والصلف مع من سواهم، وإني لأرجو الله مخلصاً أن يكون مؤتمرنا هذا إحدى أدوات الحوار مع الثقافات الأخرى عبر وسائل الإعلام، وأن يؤسس لتكريسه، عبر هيئة دائمة منبثقة عنه، لدعم جهود التواصل مع الآخرين من خلال الحوار في مختلف وسائل الاتصال والإعلام.

إننا في هذا المقام نشكو تناقض الغرب وازدواجيّتَه حين يرفع لواء حريّة التعبير، فهو في المقابل يكمّم أفواه المنصفين ويضيّق عليهم، ويتساهل مع المساس بالعقائد والأديان، ومع جرح مشاعر الموحّدين في قداسة الذات الإلهية واحترام الأنبياء والرسل، وعلى هذا المؤتمر أن يكون المبادر إلى الدعوة بقلوب مفتوحة لتصحيح مسار حرية الفكر والتعبير، والمناديَ لتوجيه الإعلام وجهة تكرٌم الإنسان، وتحترم المعتقدات، وتؤكّد على أن حق الفرد في التعبير ينبغي أن يُكفل في حدود حقوق الجماعة والمجتمعات.

عندما التأم اجتماعنا قبل ثلاثين عاماً، كان قد مضى نحو عقدين من الزمن، على تسمية الأجهزة المعنية بالتثقيف والتوجيه والأنباء وزارات للإعلام، وهو اسم جميل اللفظ (باللغة العربية) يغاير مفهوم الدعاية (البروباقاندا) السائد في الأنظمة الشموليّة والدول النامية، وكان ينافس ما يقابله بالمفهوم ذاته باللغات الأخرى، وابتداءً من مطلع هذا القرن تقريباً بدأ بعض الدول في العالم الإسلامي وفي غيره، يتجه نحو إلغائها بالكلية أو بإحلال مجالس وطنية تنظيمية محل تلك الوزارات، مع تحويل المؤسسات التنفيذية التابعة لها (كوكالات الأنباء والإذاعة والتليفزيون) إلى هيئات وطنية متخصّصة تتمتّع بالاستقلالية النسبية، إلا أن المشهد التنظيمي رغم ذلك لمؤسساتنا الإعلامية بقي ضبابيّاً، وما تزال العلاقة الهيكلية والتنظيمية بين كثير من الدول وبين مؤسساتها الإعلامية غائمة بين المركزية واللامركزية، والتشدّد والاستقلاليّة، ولو كان بين أيدينا اليوم نموذج مثالي يُسترشد به لاستفدنا منه في تحديد العلاقة المثلى بين الجهات التنفيذية والتنظيمية في مجال الإعلام، وأحسب أن لكل دولة من دولنا في هذا الشأن همّ مشابه وتنظيم مغاير عن الأخرى، وهنا لا أدعو إلى نمطية جامدة، ولا إلى نقل أوضاع الدول العربية إليكم، لكنني أرجو أن يكون لعالمنا الإسلامي، نموذج ديناميكي يستفيد من تجارب التنظيمات الناجحة حيثما وُجدت، وهو أمر يمكن أن تمتد إليه يد الإصلاح لمؤسسات الإعلام الذي يقدمه مؤتمرنا مستقبلاً، لتستغني به مؤسساتنا عن القوالب المعلبة المستوردة.

هذه بعض صور المتغيّرات التي طرأت على الإعلام، منذ اجتماعنا الأول والإعلام بطبعه كائن حي متجدّد، يتطوّر بشكل متسارع، وعلينا أن نواكب تطوّراته، وإذا كانت المنظمات والهيئات التنسيقية قد ظلٌت راكدة، فإن من أقل واجبات مؤتمرنا هذا، إن أردنا له النجاح، أن يتفاعل مع المستجدات وأن يكون المبادرَ لوضع برنامج إصلاحي تقدّمي يُبهج صدور الإعلاميين، ويرفع عن شعوبنا مُرّ التذمّر من الواقع المتفلّت الذي يعيشه إعلامُهم وإعلامُ غيرهم المؤثرُ في أجيالهم، والشكوى التي لا تكاد تخلو خطبة وندوة ومحاضرة اجتماعية إلا وطرحتها عن حال الإعلام وواقعه في بلدان المسلمين.

واسمحوا لي بكل الإخلاص والمهنيّة، أن أطرح فيما يلي بعضَ التوصيات التي أرجو أن يأخذ بها ويضيفها المؤتمر إلى بيانه:

التوصية الأولى: أن تسارع الرابطةُ إلى تكوين هيئة الإعلام في العالم الإسلامي، من عشرة من الأكاديميين والممارسين المستقلين، من مختلف بلدان العالم الإسلامي، يكون من أهدافها:

1- دراسةُ واقع الإعلام - كمّاً وكيفاً - في الدول الإسلامية، وحال إعلام المسلمين في الدول ذات الأقليّات المسلمة، وإصدارُ تقرير سنويَ عن سبل الارتقاء بهما وتطويرهما.

2- وضع نظريّة شاملة لما ينبغي أن يكون عليه إعلامُ المسلمين، أهدافاً ومضموناً وعرضاً، وذلك بالتعاون مع الجامعات الإسلامية المتخصصة في هذا المجال، ثم طبعُها ونشرُها ووضعُها في متناول الأكاديميين والمنفذين.

3- تكون الهيئة بمثابة بيت خبرة لمساعدة وسائل الإعلام ضعيفة الإمكانات في الدول الإسلامية على إنتاج برامج ذاتِ مضامين دينية متميّزة، ضمن خارطة برامجها، ولعوْن وسائل الإعلام الإسلامي بعامة على الارتقاء بأوضاعها ورسالاتها، سواءً تمّ ذلك من قبل الهيئة نفسها أو بتعاقدها مع جهات ذات تخصّص دقيق، مع الاهتمام بوجه خاص بتقنيات الإعلام الجديد وتطبيقاته.

4- دراسةُ واقع أقسام الإعلام التي تقدم، أو ترغب في تقديم مناهج في مجال الإعلام الإسلامي، حتى تكون برامجها على مستوى متقدّم من الجودة والامتياز.

التوصية الثانية: دعوة وسائل الإعلام في البلدان الإسلامية لمساندة جهود الحوار داخل مجتمعاتها ومع مختلف الثقافات والديانات والحضارات خارجها، وأن تكون المبادِرة لمدّ جسور التواصل والتفاهم وتخفيف الاحتقانات على مختلف الأصعدة، وابتداع البرامج التي تؤدي تلك المهمّات.

التوصية الثالثة: دعوة وسائل الإعلام في البلدان الإسلامية بخاصة، وفي دول العالم كافة، لاستثمار أنماط الطاقات الإعلامية السلميّة المعروفة حديثاً بتعبير (القوّة الناعمة) في التواصل مع الثقافات الأخرى، وتوظيفِها وتنميتِها سبيلاً للتفاهم في مجال السياسة الدولية وحل النزاعات بين الأمم والشعوب بالطرق الوديّة.

الرابعة: مناشدة دول العالم كافة، للتدخّل من أجل التصدي لكل ما من شأنه المساسُ بالقداسات الدينية، وضبط حرية التعبير المؤدية للانزلاق إلى التفسّخ وإفساد أخلاق النشئ بخاصة عبر وسائل الإعلام، وأن تكون عوناً للأسر والمدارس في هذا الميدان.

ورقةعمل القيت في المؤتمر الثاني عن الاعلام في المجتمعات الاسلامية جاكرتا أندونيسيا ديسمبر 2011.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة