Culture Magazine Thursday  05/01/2012 G Issue 359
تشكيل
الخميس 11 ,صفر 1433   العدد  359
 
وميض
متفرقات 2011
عبدالرحمن السليمان

 

يتأرجح وضع الساحة التشكيلية في المملكة بناءً على الأماكن والمواقع والمدن، وبين الداخل والخارج وبين المؤسسة الرسمية والخاصة. مر العام 2011 والحالة العامة للساحة على وتيرتها، وتسير وفق ما كانت عليه خلال أعوام سبقت. عندما نقول شيئاً عن المشاركات الخارجية فالملاحظ أنها خفتت على الجانب الرسمي فالأسابيع أو الأيام الثقافية التي كانت تحط في بعض البلدان العربية والأجنبية لم تعد بتلك الكثافة التي كانت تنظم عندما كان الدكتور أبوبكر باقادر وكيلاً لوزير الثقافة والإعلام لشؤون العلاقات الدولية، كانت تلك المعارض مع الاتفاق أو الاختلاف على طريقة الإعداد لها أو تنسيقها أو اختيار مواقعها، بمثابة المتنفس لبعض الفنانين للخروج والاطلاع وكانت تحفيزاً لهم وللآخرين، كما كانت تمنح الفنانين فرصاً لعرض أعمالهم الفنية في الخارج والتعريف بهم خصوصاً أولئك الذين لم يأخذوا فرصاً سابقة. بقيت المشاركات الفردية والجهود الخاصة وهي محدودة لها الطابع الفردي الذي قد لا ينعكس على الساحة ولا يُعلم بها إلا من إشارات إعلامية محدودة، أيضاً سنجد تواصل المشاركات المؤسساتية الخاصة مع بعض المناسبات الخليجية مثل ارت دبي وأبو ظبي وغيرهما وقد انحصرت المشاركات على اختيار المؤسسة نفسها لأسماء مكررة وفق ما يعود عليها بمصلحة وفائدة تفوق مصلحة الفنان. ويبدو أن مثل تلك المناسبات تتقاسمها جهات محدودة جداً. وكل الذي قد نسمعه من أصحابها تجاه الساحة المحلية وخدمة الداخل التشكيلي هو مشاريع مؤجلة لا تخرج عن إطار التمني أو التشويق، ولم تزل مؤسسات وقاعات هامة في سباتها الذي توقف معه أي نشاط أو تعاون محلي مثالها قاعة حوار في الرياض والتراث العربي في الخبر مقابل نشاط يتنافس في مدينة جدة بين عدة قاعات.

شهد العام 2011 وفاة أكثر من فنان تشكيلي ذي أهمية، تركوا تأثيرهم التربوي والفني والخُلقي، محمد عبدالرحمن سيام في المدينة المنورة ومحمد الصندل في الأحساء، الأول بشكل مفاجئ والثاني بعد مرض لم يمهله طويلاً، كانت جمعية الثقافة والفنون بالأحساء وعدت بإقامة تكريم للفنان الصندل وتسمية قاعتها التشكيلية باسمه على غرار قاعتها المسرحية التي تحمل اسم عبدالرحمن المريخي، لكن انتهى العام ولم يحدث شيء. سيام تم تكريمه من طرف وزارة الثقافة والإعلام بحضور أحد أبنائه في الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين الشهر الماضي. المطلوب هنا أكثر من وقوف أمام جمهور عريض والإعلان عن تكريم، لأن المأمول هو معرض كبير للفنان المكرم وكتاب يليق بدوره ومسيرته ومحاضرات أو ندوات عنه واقتناء يحفظ أعماله من طرف جهات ذات علاقة خاصة وزارة الثقافة والإعلام وهي قادرة عليه، وقبل وفاة هذين الفنانين هناك أكثر من فنان (عبدالحليم رضوي ومحمد السليم) وغيرهما.

وضع جمعية التشكيليين ليس أفضل حالاً عما كانت عليه خلال الفترة السابقة، فليس هناك ما يوحي بتغير والإعداد لجمعية عمومية وإجراء انتخابات جديدة تأجلت إلى منتصف شهر جمادى الأولى بعد لقاء الهيئة الإدارية مع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان الذي ناقش ووافق على افتتاح فروع للجمعية في بعض المدن وفق شروط اللائحة، في انتظار ما يفعل هذه الجمعية ويفعل غيرها من جمعيات مماثلة (المسرح والتصوير الضوئي والخط العربي والكاريكاتير).

ننتظر أن يكون العام الجديد أفضل حالاً مما سبقه، نحو النشاطات الخارجية ونحو دعم لجمعية التشكيليين ونحو تفعيل العمل التشكيلي على مستوى الخارج والداخل وأن يكون دور المؤسسة الرسمية شاملاً وعاماً يكفل لكل فنان نصيباً من الرعاية والاهتمام.

solimanart@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة