Culture Magazine Thursday  08/11/2012 G Issue 384
الثقافة الرقمية
الخميس 23 ,ذو الحجة 1433   العدد  384
 
الفن البصري في الانستقرام
فائق منيف

 

في عالم الإعلام الجديد يستطيع تطبيقٌ صغيرٌ أن يصنع ما تعجز عنه وزارات وهيئات كبيرة، التقنية أغنت المجتمعات عن بيروقراطية الهيئات الحكومية وتعقيدات الجهات المسؤولة وسهّلت على المبدعين نشر أعمالهم والتواصل مع نظرائهم. بساطة وسهولة استخدام وسيلة التواصل أدى إلى سرعة انتشارها بين الناس حتى بين حديثي العهد بفن من فنونها لتصبح الناقل والحاضن الأول للإبداع بشتى فنونه ومجالاته.

الانستقرام تطبيق حديث أنشأه شابان هما الأمريكي كيفن سيستروم والبرازيلي مايك كريقر، وأطلقاه في شهر أكتوبر من عام 2010، يعرض فيه المشاركون صورهم التي يمكن تحسينها وتجميلها عبر فلاتر وإضافات ملحقة بالبرنامج، يتواصل أصحابه على عكس الفيسبوك وتويتر بالصورة قبل الكلمات. تعدّدت استخدامات مستخدميه لكن الاستخدام الفني له جعل منه معرضاً تشكيلياً افتراضياً لمحترفي وهواة التصوير من جميع أنحاء العالم، ولأن الركن الأساسي فيه الصورة فإن العولمة فيه تحقّقت أكثر من غيره من وسائل التواصل الاجتماعي، فاللغة هنا لغة الصورة التي يتقنها جميع سكان الأرض ولا تحتاج لمترجم بينهم.

قدّم الانستقرام خدمة جليلة إلى المجتمعات بنشره فن التصوير بين أفرادها، وخصوصاً المجتمعات التي يغيب عن ثقافتها دعم الفن والإبداع، وينظر إليه على أنه ترف أكثر من كونه ضرورة تحتاجها المجتمعات لتصبح أكثر إنسانية وتسامحاً، فالفن والأدب يرطّبان القلوب ويرقّقان النفوس، وقلّما تجد إنساناً يقدّرهما ويهواهما ثم يجنح بعد ذلك إلى العنف والدموية.

الانستقرام حمل الفن إلى كل بيت وشخص، وجعل من هواة التصوير محترفين، وممن كانوا لا يمارسونه هواة له.. وأصبح هناك نوع من التقدير للمبدعين فيه، وأهم مزايه أنه ألغى الحاجة إلى وسيط

بين المبدع والمتلقّي فازدادت أعداد الاثنين.

fmuneef@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة