Culture Magazine Thursday  10/05/2012 G Issue 373
فضاءات
الخميس 19 ,جمادى الآخر 1433   العدد  373
 
مداخلات لغوية
خدمة اللغة العربية
أبو أوس إبراهيم الشمسان

 

ترد (خدمة العربية) في عنوان (مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية) معبرة عن توجه صاحب القرار؛ فهو خادم الحرمين وهو المتفاني في خدمة الشعب، فليس غريبًا أن يكون في خدمة اللغة العربية، وجعل هذا المركز دوليًّا كما أن خدمة الحرمين هي خدمة للمسلمين في العالم كله؛ فهي خدمة دولية أيضًا. شهدنا في ثلاثة الأيام من العاشر حتى الثاني عشر من جمادى الآخرة 1433هـ أعمال الحلقة النقاشية التي استقطب لها المركز ثلة من علماء العربية من داخل المملكة وخارجها للبحث في الآفاق التي يمكن أن يكون بها المركز رائدًا متميزًا، ناقشت الأعمال أهداف المركز وخطته المبدئية المؤقتة، وما يستشرف من المجالات التي عليه أن يسلكها، ونبه المناقشون إلى أن على المركز أن يستفيد من التجارب السابقة من غير أن يكررها، وأن يكون شريكًا فاعلا يقود الجهود المتفرقة والإنجازات المشعثة في سبيل توحيد مسار وتخطيط لغوي يعود على اللغة وأهلها بالثمرة والإنجاز. وأدرك من شهد هذه الأعمال الجادة والحضور الغفير «مدى حب أهل العربية لها» كما قال لي أستاذي الدكتور محمد بن عبدالرحمن الهدلق، رئيس أمناء المركز الذي ما فتئ يسجل الملاحظات ويجمع الأفكار، فإذا رأى الحاجة لإيضاح غامض أو إبانة مشكل طلب الكلمة وراح بهدوئه المعروف وبرويته وحكمته السديدة يتحدث بما هو عندي فصل خطاب. وتبين للمراقبين والمهتمين بشأن اللغة من الحاضرين والحاضرات أن أمر اللغة لا يعتدل منآد حالها ولا يُطمأن على مآلها ما لم توضع موضعها وتمكن مكانها؛ وذلك بأن تكون لغة العمل في كل مناحي حياتنا، وأن تكون لغة العلم في معاهدنا وجامعاتنا. قد يكون ذلك ذا تبعات اليوم؛ ولكنه أمر واجب لأن أمر الهوية منوط به، ومن دونه نذهب وتذهب ريحنا، وتبين بجلاء مدى تقصير الأمة العربية في سبيل نشر لغتهم في العالم بين ظهراني أمم ترحب بها اليوم في ظل منافسة عارمة بين اللغات في حرب ضروس، وإنها فرصة للعرب عليهم أن يهتبلوها قبل أن يستيئس الناس منهم ويستسلموا للغات غيرهم، سمعت شيئًا من ذلك حين كنا في إندونيسيا في افتتاح أحد المؤتمرات، قال مسؤول إننا كنا في ساقة العربية حين كان أهلها يهتمون بها فلما تركوها تركناها. وليس أمر النفقة على تعليم اللغة في تلكم البلدان بأكثر من نفقات أخرى توجه لنشاطات ليست بذات عائد مستدام كتعليم اللغة. وإن استغلال الإمكانات الحاسوبية الهائلة خير معين على نشر اللغة في تلك البلاد. كانت جملة الأفكار والآراء التي تداولها المناقشون والحاضرون معبرة عن آمال عظيمة وتطلعات سامية؛ وكل ذلك لن يجدي إن لم يكلل بالتنفيذ ويأخذ طريقه في جدول زمني وخطة لاحبة الطريق. كانت ثلاثة الأيام التي عاشها المناقشون وضيوفهم من أكثر الأيام ثمرة ونجاحًا، واستطاع المركز أن يدير تلك الحلقة النقاشية بكفاءة عالية، وهي إدارة قادها بجدارة واقتدار صاحب العزيمة القوية والهمة العالية والحماسة المتقدة الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي الأمين العام للمركز، كان هو وزملاؤه من اللجنة التنفيذية عاملا من أهم عوامل نجاح هذه الحلقة النقاشية الناجحة.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة