Culture Magazine Thursday  10/05/2012 G Issue 373
فضاءات
الخميس 19 ,جمادى الآخر 1433   العدد  373
 
(مدخل إلى المناهج النقدية في التحليل الأدبي) (1)
عمر بن عبد العزيز المحمود

 

قامت عمادة البحث العلمي بِجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بنشر هذا الكتاب المتميز عام 1429هـ 2008م؛ استمرارً لِحركة الترجَمة التي بدأتها العمادة في الجامعة منذ زمنٍ ليس بالقصير؛ سعياً إلى إثراء القراء والباحثين العرب معرفيا مِمَّا أتاحته الأمم الأخرى من تراثٍ علميٍّ مُتميِّزٍ في المجالات كافة، وقد قام بترجَمته من اللغة الفرنسية إلى العربية الدكتور الصادق بن الناعس قسومة، الأستاذ المشارك بقسم الأدب بكلية اللغة العربية في الرياض.

والكتاب يتكوَّن من خَمسة بُحوثٍ متكاملة، تشمل أبرز المناهج النقدية المعاصرة وهي: (المنهج التوليدي)، و(المنهج النفساني)، و(المنهج الغرضي)، و(المنهج الاجتماعي)، و(المنهج النصاني)، وقد قام بكتابة كل بَحثٍ من هذه البحوث أبرز الأعلام المتخصصة في مَجاله.

أمَّا (المنهج التوليدي) فقد قام بكتابته Pierre mark de Biasi (بيار مارك دي بيازي) الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا (CNRS) وهو ملحق بِمعهد النصوص والمخطوطات الحديثة، أمَّا (المنهج النفساني) فقد كشف عن أصوله Marcelle Marini (مرسال مريني) الأستاذة المختصة في الأدب والتحليل النفسي من جامعة باريس، وكتب (المنهج الغرضي) Daniel Bergez (دانيال بارجاس) أستاذ الأدب بِمعهد هنري الرابع بباريس، وهو رئيس عِدَّة أنشطة علمية، والمشرف على بعض النشرات، خصوصاً في دار Bordas للنشر، وهو الذي أشرف على تنسيق هذا الكتاب، كما أنه هو الذي قام بكتابة تَمهيده، أمَّا (المنهج الاجتماعي) فقد حاول أن يفصح عن أبرز أسسه Pierre Barberis (بيار بربريس) أستاذ الأدب الحديث بِجامعة Caen (كاين) بفرنسا، وأخيراً فإنَّ كاتب (المنهج النصاني) هو Gisele Valency (جيزال فلنسي) الأستاذة في جامعة Caen، والمختصة في تَحليل الخطاب وعلم دلالة النصوص.

ولا شكَّ أنَّ كتابة كل بَحث بقلم أبرز المتخصصين في المنهج نفسه يعطي كل قسم من أقسام الكتاب الخمسة قيمةً علميةً متميزة، سواء في الأسس والأصول، أو في دلالة المفاهيم ومتابعة أبرز الأطوار التاريخية، أو في مستوى آليات التطبيق والقضايا المثارة والنتائج؛ ولذا يُعدُّ هذا الكتاب خلاصةً دقيقةً وشاملةً لأهمِّ المذاهب النقدية الجديدة بِجميع روافدها المكتوبة باللغات الألمانية والفرنسية والإنجليزية، مِمَّا يَجعله أداةً علميةً صالِحةً لدراسة الأدب عموماً، والأدب الحديث خصوصا، كما أنه يتيح فهم لوازم المناهج، ويساعد على التمكن من تطبيقها في مُختلف النصوص الأدبية، دون إغفال خصوصيات الثقافات المتباينة.

وقد أوضح المترجم في كلمته الأسباب التي جعلت هذا الكتاب متميزاً على المستوى العلمي، وهو ما جعله لا يتردَّد في القيام بِهذه المهمة على الرغم ما فيها من صعوبات، فمن الأسباب التي تَجعل هذا المؤلف فريداً في بابه أنَّ أقسامه الخمسة قد وضعها علماء كلٌّ منهم مرموق في الباب الذي كتب فيه، والمصنفات الجماعية أفضل في هذا المجال؛ لأنَّ المؤلف الواحد مهما بلغ من العلم والتخصص إذا حاول أن يكتب في اختصاصات مُختلفة كانت كتاباته متفاوتة القيمة، على أساس أنه لا يبلغ الدرجة الرفيعة من الجودة إلا في المجال الذي هو من صميم تَخصُّصه، أمَّا في سائر المجالات فإنَّ الإجادة لا تكون إلا نسبية، بل قد تكون متواضعة أو ضعيفة بالكلية.

ثُمَّ إنَّ هذا العمل يتميَّز بالشمول؛ بفضل التكامل بين البحوث التي تُكوِّنه، ففيه اعتناء دقيق متميِّز بأشهر المناهج النقدية وأبرزها عند أهل التخصُّص في هذا الباب، وهو ما يعني أنَّ هذا المصنَّف الجماعي عملٌ نفيسٌ يُفيد مُمارس الأدب مهما كانت مقاربته، ومهما اختلفت زوايا النظر أو طرائق الدراسة لديه.

كما يذكر المترجم أنَّ البحوث التي حواها هذا الكتاب القيم تَجمع بين تدبُّر مكوِّنات النص الأدبي ذاته ومعالَجة أبرز المسائل المتصلة بوضعه ثُمَّ بتلقِّيه، فهي من ثَمَّ مُجديةٌ في الدراسة الأدبية ومفيدة أيضاً في بَحث أهمِّ ما يتصل بالأثر المدروس من عوامل، مثل أطوار نشأته، وأصداء الوسطين الاجتماعي والثقافي فيه، وتأثُّره بنفسية منشئه، ثُمَّ تأثيره في نفسية متلقيه، إلى غير ذلك من القضايا الجامعة بين ما يُعرف عند علماء الأدب ب(الدراسة الداخلية)، و(الدراسة الخارجية).

باريس Omar1401@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة