Culture Magazine Thursday  11/10/2012 G Issue 383
شعر
الخميس 25 ,ذو القعدة 1433   العدد  383
 
ساريَ البيد
شعر/ سليمان عبدالعزيز العتيق

 

أراك تغني !

وهدهدةُ الحزنِ، في حاجبيك.

وعيناكَ برقٌ

وأسورةُ القيد، في مِعْصَميك.

وجرحٌ عميقٌ

يفجر آهاً

ودمعٌ تدفقَ.. من مقلتيك.

وتنثرك الريحُ في كل فجٍ

فتكتبُ وعدا

وتركضُ وخدا..

على كل دربٍ، يشقُ عليك

رأيتُ الليالي، أدارتْ رَحَاها

وشبتْ لَظاها

لتطحنَ كلَ شموخٍ.. لديك ؛

لقد لفكَ الصبرُ في بُردتيهِ

وينغرسُ الجوعُ.. في وجنتيك..

أتشربُ كأسَ المخافة.. صِرفاً

وكأسَ الرجاء الذي... يشتهيك

أيا ساريَ البيدِ، تضربُ تيهاً

بليل المساري

وقَر البراري.

فهل روعتك الذئابُ الضواري؟

وهل أسلمتْك سهوبُ القِفارِ؟

وهل في يقينك، فجرٌ وشيك؟!.

أراكَ تغني، تكابدُ وهنا

وتفغر فاكَ، تغالبُ حُزنا

تجرجرُ صوتاً، تحشرجُ لحنا

فكيف الغناءُ ؟

وكلُ الجراحات، في كاحِليك !

وكيف العزاءُ ؟

وثجُ الدماء، يعربد فيك !.

أيا ساريَ البيدِ..

هل لاحَ برقٌ ؟

يرفُ مهيضاً

ووعداً وميضاً..

ويكسرُ قيداً، يغلُ يديك

أزردُ السلاسل، قد ألهمتك ؟

غناءاً حزيناً

وبوحاً دفينا..

وفجراً سيشرقُ، في ناظريك.

مضيتَ كوشم ٍ، بصحراءِ نجدٍ

ويقذِفُك التيهُ، في كل تيهٍ

ويسكنُك الهاجسُ المستبدُ

وينتثر الحَبُ.. من راحتيك.

ويهطلُ غيثٌ، على كل وادٍ...

فيخضرُ حقلُ

ويهتزُ نخلُ

وينبُتُ قمحٌ

وشيحٌ وطلحٌ

ويولدُ صبحٌ

على ساعديكْ.

أيا ساريَ التيهِ، هل أنهكتكَ ؟

صحاري المتاهاتِ

وريحُ المفازاتِ

ووعثاءُ دربٍ

وأوشالُ حُبٍ

يحن ألا أيُها الساري... إليك

* * *

* من ديوان رسالة إلى عمر الخيام (تحت الطبع)

* روائع طاغور / ديوان جتنجالي / ترجمة بديع حقي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة