Culture Magazine Thursday  12/04/2012 G Issue 369
الثالثة
الخميس 20 ,جمادى الاولى 1433   العدد  369
 
في الإعلام الجديد.. الفرد ينازع السلطة الرابعة هيبتها

 

الثقافية - سعيد الدحية الزهراني

يمثل الفرد في الاتصال الإلكتروني والإعلام الجديد حجر الزاوية في عملية إنتاج المحتوى والتأثير فيه بنسب تتفاوت تبعًا لطبيعة المؤسسية في الإعلام الجماهيري في مقابل الشخصية الكاملة في فضاء «السوشيال ميديا»، حيث يأتي هذا منضبطًا برؤية تنظيرية تفيد بأن «الفرد» أصبح اليوم «سُلطة».. أي أنه السلطة السادسة الجديدة في إشارة ضمنية إلى خفوت بريق المكان والمكانة التي انفردت بها وسائل الإعلام التقليدية طوال العقود الماضية.. هذه الدرجة العالية من الحرية في الظهور والتعبير والمشاركة على المستوى الشخصي يقينًا تعد قيمة مضافة في تقديرات الوعي الفردي والجمعي والشعوبي.. ولعل الحديث هنا يأخذنا إلى الاستشهادة باللاعبين الإلكترونيين الجدد.. ونقصد تلك الأسماء التي وُلدت في الفضاء الإلكتروني وأتقنت أدواتها ومحركاتها ومفاتيح الحضور والوصول والتأثير عبرها.. لتجسد بذلك دلالة عملية لمعاني اللعبة التي لم يكن بريئًا منها الإعلام التقليدي ولن يكون أي عمل جماهيري خاليًا منها.. ولهذا تظهر أسماء كبيرة في الإعلام التقليدي عند حضورها في الإعلام الجديد وتحديدًا في (السوشيال ميديا) دون جلبة المريدين والمحبين والمحتفلين.. ومع هذا لا يخلو المجال من إغراء الجماهيرية والشهرة ما أدى خلق منافذ لتسويق الذوات وشراء المتابعين مثل ما هو معرف ومتداول لدى البعض في برنامج التواصل الاجتماعي المتصاعد «تويتر»..

وبالعودة إلى معامل الوعي المشار إليه أعلاه.. سيبقى المحك الحقيقي متمثلاً في ثيمة الوعي الحر المنطلق وغير الموجه مثلما كان الحال عليه في الإعلام التقليدي.. هنا القصة تتجاوز برامج التدجين والتعليب إلى فضاء حي وحيوي بمزاج جديد وروح ثورية منطلقة لا تعترف بالقيود والمحددات..

ولعل بروز أسماء شابة من رحم التلقائية والبساطة دون أن تستند على رافعات مستأجرة من منصب أو جاه أو نحوهما.. يبرهن على أبعاد تساوي الفرص مثلما تتساوى المعطيات للجميع.. هذا بطبيعة الحال لا يلغي حقيقة أن الذوات الافترافضية اليوم لم تعد مثلما كانت في السابق «افتراضية بالمعنى الحرفي» هي اليوم ذوات حقيقية في فضاء افتراضي حي وملموس وواقعي لأنه يؤثر ويتأثر بالواقع وهنا القيمة الفعلية الحاسمة لهذا الجديد إعلامًا وثقافة ومستقبلاً.. فالمتابع اليوم يشهد حالة من نمو ثقافة الممارسة في فضاء الإنترنت والقادم ماضٍ دون شك في هذا الاتجاه.. مع أهمية استحضار أن التعمق في أي مجال حتمًا سيكون بابًا لداخلين اثنين يجب أن نتعامل معهما وفق ثقافة المجال الافتراضي أصلاً.. بقي التأكيد على ضرورة الانتباه إلى جزئية حساسة يرصدها المراقبون في حقل الإعلام الجديد «النيو ميديا».. تدور في إطار تآكل المصادر والأشكال من حين إلى آخر وظهور مصادر وأشكال من حين إلى آخر.. مما يؤدي إلى غياب تشكل أعراف الممارسة وبالتالي عدم وجود الهوية.. وهو ما ينعكس سلبًا بطبيعة الحال على جوانب بحثية وممارساتية ونحوهما.. مع اعتبار أن هذا التآكل وهذا الظهور إنما هو في الحقيقة عملية تنام وتصاعد مستمر للمنظومة الإعلامية الجديدة بصورة عامة..


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة