Culture Magazine Thursday  13/12/2012 G Issue 389
الثقافة الرقمية
الخميس 29 ,محرم 1434   العدد  389
 
قصائد البيت الواحد تزداد رواجاً مع تويتر

 

كان نزار قباني يحلم بشعر عربي تكون فيه مساحة الكلمة بمساحة الانفعال، وحجم الصوت الشعري بحجم فم الشاعر وبحجم هواجسه، ولو أدرك نزار تويتر لرأى أن حلمه أصبح واقعاً في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، فتويتر يجبر مستخدميه على حصر مشاعرهم داخل إطار 14 خانة، ومن هؤلاء المستخدمين شعراء مبدعون اتجهوا لقصائد البيت الواحد، التي تتميز بالتكثيف الشعري واقتناص اللحظة الشاعرية والتعبير عنها بعيداً عن الاضطرار إلى إكمالها لتصبح قصيدة متعددة الأبيات، وبعض الشعراء لجأوا إلى تجزئة القصيدة على أبيات واحدة في كل تغريدة؛ فيظهر البيت في معظم الأحيان مستقلاً قائماً بذاته وبفكرته عن البيت الذي يسبقه أو يليه.

وفي بعض التغريدات يتمكن الشعراء من إدارج بيتين أو أكثر في تغريدة واحدة يجمعهما وحدة الفكرة والمضمون.

وهنا نستعرض بعض الأبيات لثلاثة شعراء من تويتر هم: عبد اللطيف بن يوسف، ونجم الحصيني، ومحمد العتيق.

عبد اللطيف بن يوسف

‏إنّ الصباح على ما في مشاغلهِ.. يهدي إلى القلب فيروزاً تهدهدهُ رغم العجالة تلقى ساعةً وقفتْ..

لينتهي الناي مما كان ينشدُهُ بيني وبيني ألفُ حرفٍ تائهٍ..

فإذا التقيتك أبدعوا شِعرا من أين جاء الوحي يا جبريلتي..

عذراً، كأني ألفظُ الكُفرا في الليل تجتمعُ الحروفْ..

لتكونَ آخر ما يقول الفيلسوفْ لكنها وبرغمُ إتقانِ البلاغةِ..

دائماً تأتي على حسب الظروفْ كتبنا الشعر كي نحيا ولم نحيا وظلّ الشعر

كأنا إذ نسطرهُ نحسُّ بمسةٍ أو سحرْ سقاك الله يا قلمي فلم أرَ منكَ غيرَ الضرْ

على أي بحرٍ كتبتْ على أي بحرٍ تعبتْ.. فإن قلت صدقاً لهمْ يردُّ الغبيُّ أراكْ كذبتْ

نجم الحصيني مساءُ الـ(خميسْ).. مساءٌ يفيضُ بـ(خمرِ الأماني)..

ليسكرَ منها الفؤادُ البئـ(يسْ)?‏ أمانٍ ما بلغناها وسقياً ما شربناها

ستبقى نصب أعيننا ويبقى القلب يرعاها لعل الله ذات رضى يمن بها فنحياها

أتدرونَ فيمَ تسمى الشِّفاهْ؟..

إذا كان ثَمَّ مصابٌ بِهمٍّ تبسَّمْ إليهِ، لتدركَ أنَّ انفراجَ الشِّفاةِ بحبٍّ شَفَاهْ

على الرغمِ من كلِّ تلك الظروفْ.. وموتِ المشاعرِ بين الحروفْ..

يقولُ ليَ الأربعاء البهيّ تفاءَلْ سيشرقُ بالسعدِ يومٌ نديّ

أدرْ علينا كؤوسَ الشعرِ في ولهٍ.. فأعذبُ الشعرِ ما نشدو به ولَهَا

لعلَّ ملهمةَ الأبياتِ تسمعُها.. فالشعرُ يا صاحبي من وحْيها ولَهَا

الشاعر محمد العتيق شربتُ بعدَكِ ما خلّفت في الكاسِ..

فكانَ شهدًا شفى، ما فيّ من باسِ! ورحت أجرِي علي الخدّينِ ما مسكَت..

يا علّ يُدفِئُ شوقًا هدّ أنفاسِي! في صبحِهِ قلقٌ..

في ليلِه نكدٌ في عصرهِ وجعٌ ما طقتُ أخفيهِ! السبتُ هذا..

كئيبٌ ليس يعرفهُ حسن الخميسِ.. ولا أنسٌ أغنّيهِ! من قربِ نافذَةِ الأمانِي..

أرقبُكْ، متبسّمًا,.. متهندمًا, متعطِّرًا بالذكرياتِ, وفِي يدِي..

حلمٌ أدارِي وهجَهُ، يا للـ «ألُو»! كلّ الحياةِ إذا شدتْ..

تسعَى لأذنِي, كي تسمّعَ لِلـ «حُلُوْ»! تتخالفُ الأصداءُ تبغِي.. أن تكونَ..

لذِي الـ «ألو» يا زمَن.. إيّاكَ أعنِي..

وافهمنّي يا زمَن!؛ في الحلقِ قصّة عاشقٍ ذابَ اشتياقًا لم ينم، من ألفِ شوقٍ لم ينم! إيّاك عنّي يا زمَن! تحرّكت الحياةُ، بدون صوتٍ..

سوى أن لامست من عارضيكَ! فرحت ترتّب الأرجاء طولاً..

وعرضًا كي تنامَ براحتيكَ صباحي أنت جميلةُ قلبِي..

فدونك دربي قبيل الظلامْ ودونَك شعري.. بهِ فاستفيقي.. لأغزلَ فيّ اشتياقَ السلامْ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة