Culture Magazine Thursday  13/12/2012 G Issue 389
فضاءات
الخميس 29 ,محرم 1434   العدد  389
 
أعراف
صباحُ الله
محمد جبر الحربي

 

1-

أصبحتُ فقلتُ صباح الله

من يمنحني البسمةَ

أعطيهِ القلبَ، وأشجاراً، وطيوراً، ومياهْ.

2-

منْ ذا سيحميني؟

ما غيرهُ ربي.

آمنتُ، واستسلمتُ

قلتُ الشعرَ من حبٍّ على حبِّ.

فاستبشرَ الماضونَ في الدربِ.

ها إنني بتّ السعيدَ..

لكلِّ أوطاني دَمِي

ولكلِّ أهلِ مروءةٍ قلبي.

ولذا أقولُ: مفتخراً بهمْ

مِنْ بعدهمْ

ما همّني أحدٌ

يدرون: ذا عِرْقي، وذا دِيني.

3-

كان الوقتُ الوقتَ تماماً

ما أجمَلَهُ إذْ كانَ يحدّثُ مفتوناً دربَهْ:

للأهلِ سلامٌ

قُبلةُ طفلٍ فوقَ جبينِ أبٍ، ومحبّةْ.

أمّا الأوطانُ فقالَ:

وكانَ يُحدّثُ شجراً، وطيوراً تسكنُ قُربَهْ.

منْ يهدي منْ؟

فهِمَتْ

كانتْ أوطاناً منْ شجرٍ

منْ غير حدودٍ

تسكنُ قلبَهْ.

4-

مَنْ جاءَ إلى طاولتي الناعسةِ فأشعَلَها

أهداها مِنْ وردٍ جوريٍّ باقةْ؟

منْ ذا يتسللّ من بابي

وأنا رجلٌ حذِرٌ

أحكِمُ في حلْمي إغلاقَهْ؟

لا يُوجَدُ غيرُكِ يا سيدةً أولى

يا وطناً..

منْ منّا يخشى الأوطانَ؟

أنخشاها؟

لا يوجدُ غيركِ أنتِ

فأنتِ حنينُ الروحِ

وأنتِ الرّوحُ الخلّاقَةْ.

5-

يا هذا الناظرُ، يا هذا النظر الأرمَدْ.

أذكرُ أنّي كنتُ وحيداً

قلّبتُ القنوات، وكان طبيبي ينصحني:

اتركْ عنك الأخبارَ فتسعَدْ.

لكني بشقاوةِ طفلٍ شاغبتُ، رأيتُ نساءً فسعدتُ

وكانَ خيالي كالنخلةِ يصعَدْ.

هذي تلبس كعباً أحمرْ

تلكَ لها كعبٌ أسوَدْ.

هاتفتُ طبيبي، قلتُ لهُ يا صاح أيا طِبّي

هذي الأوطانُ بخيرٍ

ما بالكَ ترعبُنِي

قالَ سأصدقكَ القول أنا تعِبٌ

فاذهبْ عنّي

وإذا يرضيكَ، سيكفيكَ بأنّكَ في الشعرِ مُحمّدْ.

6-

اليوم جميلٌ جداً

لكنّ الكسلَ يحيطُ بأبوابي.

ماذا لو يأتي أحدٌ يأخذني لعصافيري

ويكونُ صبوراً وكريماً

ينتظرُ قليلاً حتى أختارَ ثيابي.

وأفضّلُ أنّ القادمَ، والواقفَ بالبابِ امرأةٌ

تمسحُ رأسي، تأخذني بيدِي

أتذكرُ أمّي

وأعود الطفلَ، يعودُ الطائفُ لي

أكتبُ شعراً

وأقولُ سلام الله عليكمْ أحبابي.

mjharbi@hotmail.com - الرياض
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5182 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة