Culture Magazine Thursday  13/12/2012 G Issue 389
فضاءات
الخميس 29 ,محرم 1434   العدد  389
 
نجمةٌ أخرى، للظهيرة نفسها..
فيصل أكرم

 

يقولونَ: كانتْ

على شرفةِ الخارجين

تنادي على داخلٍ في نعاسٍ

إلى يقظةِ الآخرينْ

وكانت تفرّق بين الليالي

وكانت تقرّب بين السنينْ

يقولونَ: بانتْ

على قطرةٍ فوقَ ماءْ

وهذا مكانٌ لمن كان حيّاً..

وهذا، لمن كان ميْتاً: رثاءْ!

فمن يطلب الماء بين الدماءْ؟

يقولونَ: هانتْ

وكانت تهونُ إذا بانَ كونٌ

ولكنها لم تكد أن تكونْ..

وكأنما هي صخرةٌ جَثَمتْ على صدور الناعسين منذ قرون عبرت بها وعولٌ ضالةٌ فأتعبتهم جثماناً لا يقبل الحركة إلاّ صوبَ التمسّك بلافتةٍ لا تشير إلى أحدٍ غير الذي مضى.. كم ذا سنمضي صوب من مضى؟ كم نحن الآن بحاجةٍ إلى مضيٍّ صوبَ أنفسنا التي لم تتحرك إلاّ إلى غيرها، يا الله، تعبنا.. تعبنا، ولكنها:

هي نجمةٌ..

كلٌّ سيرفع رأسه،

كيما يراها تحترقْ

هي رقصةٌ

هي وقفةٌ

هي جمرةٌ، بدم الصقيع نَمَتْ

فكانتْ في ارتجافٍ

والزجاج يذوبُ إن مالتْ عليهِ، لأنها

في كلّ عينٍ تنزلقْ

وبكلّ ضوءٍ تختنقْ

فلمن تكون إذا الهواءُ يخونها؟

ولمن تكونُ، إذا الرمادُ سيفترقْ..؟

هي ذي الكفوفُ ستتفقْ

ستعودُ واحدةٌ إلى أوطانها..

وتعودُ أوطانٌ إلى كفٍّ تُمدُّ.. لتنغلقْ.

- بماذا تفسّرها الآن؟

- هل لي أن أفسِّر كلَّ الخواتم؟

- لا.

- ولكنها تتكسّر بين الأصابع، وتسقط مسرعةً أمامي.. تأخذني من يساري.. إلى حيث كانت يساري؛ وكأنها تبحث عني في حنوٍّ، غيرَ أنها لم تجد كَتِفاً..

- قل إذاً: سوف آخذ من حصتي حصةً، ثم أطلبُ أخرى.. فكلٌّ له حصةٌ، ثم أخرى..

- ولكنني لم أزلْ..

- ستزول.

فنجمتكَ الآن زالت بياضاً، ككل المراثي.. ككل الذي أسقطته الكراسي؛ ليبقى وحيداً، بعيداً، كعيدٍ مضى.. وتبقى الظهيرةُ أخرى..!

ffnff69@hotmail.com - الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة