Culture Magazine Thursday  15/11/2012 G Issue 385
عدد خاص
الخميس 01 ,محرم 1434   العدد  385
 
مجموعة مدارس في رجل
أ.د. ظافر بن عبد الله الشهري *

 

عاصرت الفترة التي قضاها الأمير خالد الفيصل أميرًا لمنطقة عسير، وكنت شاهدًا على التنمية التي تحققت في منطقة من أصعب مناطق المملكة تضاريس خلال فترة من عمر الزمن كانت حافلة بالإنجازات، فنتج عن ذلك تلك القفزات التنموية التي لا تخطئها العين، ولا يمكن أن يتجاوزها كاتب منصف، لذا لن ينسى أهالي منطقة عسير الأمير خالد الفيصل، فهم المخلصون لدينهم ثمَّ وطنهم وقيادتهم.

خالد الفيصل ليس مدرسة واحدة، إنها مجموعة مدارس في رجل، هو مدرسة في الإدارة، كما أنه مدرسة في الأدب، وأخرى في الفكر، هو رجل دولة، وابن وطن لا يرضى بالإخفاق، ولا يقبل بغير النجاح في كلِّ برامجه العملية والأدبية والفكرية، كان رائد السياحة الأول في المملكة، وجعل من منطقة عسير أنموذجًا للسياحة النظيفة في بلادنا، وعندما تسلم مسؤولية إمارة منطقة مكة المكرمة، كان النجاح حليفه في أهم تحدٍّ يواجه الدَّولة، إنه الحج الأكبر الذي كان نموذجيًا في السنوات التي أشرف فيها سموه على أمن الحج والخدمات التي تقدمها الدَّولة -رعاها الله- لحجاج بيت الله الحرام.

وهذه عكاظ مناسبة ثقافية كبرى تتميز بها الطائف كل عام، وتستدعي التاريخ الأدبي الحافل والإرث الثقافي لهذه الأمة أصبحت مناسبة يؤمها الشعراء والأدباء والنقاد ورجال الفكر كل عام في عرس ثقافي يؤكد أن هذه البلاد غنية بإنسانها أولاً، ثمَّ بتراثها وإرثها التاريخي الكبير ثانيًا، هذه المناسبة ما كانت لتنهض بهذه القوة والتنظيم والتنوع في مناشطها وجوائزها لولا عقلية وفكر وهمّة خالد الفيصل.

إن حسن الإدارة والتنظيم يترتَّب عليهما سرعة الإنجاز والإتقان في العمل، وهذه صفة من صفات الأمير خالد الفيصل الإدارية، أما في مجالات الفكر، فيكفيه إنجازات مؤسسة الفكر العربي التي تجاوزت المحليّة إلى آفاق عربية وإسلامية وعالميّة، ولا تسألوني عن الشعر والفن، فلهما في اهتمامات الأمير خالد الفيصل شأن آخر، إنه شاعر في رسمه، فنان في شعره، تأتي القصيدة عنده من السهل الممتنع في لوحة فنية يحكمها العمق في المعنى والمبنى، وتأتي اللوحة الفنية عنده قصيدة متناسقة الألوان والأبعاد، ولست أعرف: هل أبقت اهتماماته بتطوير وتحديث منطقة مكة المكرمة له شيئًا من الوقت للشعر والرسم أرجو ذلك.

إنه خالد الفيصل عاش ويعيش للوطن، يبني ويخطط وينفذ ولا مجال عنده للتأخير، هكذا عرفناه رجل دولة من الطراز الأول، كان وسيبقى -بإذن الله- عند حسن ظن ولاة أمر هذه البلاد منذ أن قدّر له أن يتحمل مسؤوليات قياديّة في هذا الوطن منذ فجر شبابه الأول، نسأل الله له التوفيق والسداد لينهض بمنطقة مكة المكرمة، فهي جديرة بخالد الفيصل، وهو جدير بها، ونسأل الله له التوفيق ليحقق طموحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- في بناء هذا الوطن الغالي في منطقة هي أهم مناطق المملكة العربية السعودية.

* رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة