Culture Magazine Thursday  15/11/2012 G Issue 385
عدد خاص
الخميس 01 ,محرم 1434   العدد  385
 
ذو العزم الشديد..
د. سهيل بن حسن قاضي *

 

لم يخلف لنا المؤسس الباني الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - منجزات عظيمة غيرت وجه الجزيرة العربية وشكلت انعطافا بارزاً في تاريخنا فحسب.. بل خلف لنا من الأبناء الملوك سعود، فيصل، خالد، فهد وعبد الله وهم الذين واصلوا مسيرة التضحية والعطاء.. بتميز ووفاء. وعندما نتحدث قليلاً عن خالد الفيصل نسترجع قليلاً من تشبه به وهو الملك فيصل -يرحمه الله- كأحد النماذج المضيئة في جرأته وشجاعته، وحنكته، وهيبته، وشهامته وكلها صفات مشتركة بين الأب الفيصل والابن خالد الفيصل وكل من أنجبهم الفيصل رجال أفذاذ.

منطقة مكة المكرمة غمرتها السعادة البالغة باختيار ولي أمرنا لخالد الفيصل أميراً لها وخمسة أعوام مضت لهذا الحدث التاريخي وما تحقق خلالها يعد منعطفاً تاريخياً وتحولاً تنموياً جباراً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. الحاكم الإداري لمنطقة مكة المكرمة مسؤولياته جسام وعظام وكان خالد الفيصل يوليها حق قدرها ويعطي كل وقته لها ولم يمنح نفسه قسطاً من الراحة ربما وجد أن الراحة تأتي مما يتحقق من إنجازات على أرض الواقع، ومنها إشرافه على مشروع الملك عبد الله لتوسعة المسجد الحرام، ومشروع الملك عبد الله لإعمار مكة وهي من المشاريع العملاقة التي يستغرق العمل بها عدة سنوات ولكن طلائع ثمارها قد بدأت قطافها. لقد عانت منطقة مكة المكرمة وجدة بصفة خاصة من نقص في المياه وعجز في تصريف السيول والصرف الصحي وتصدى لها أمير المنطقة بكل حزم وعزم وقطفت ثمارها ويستكمل الآن المعالجات النهائية والتي يوشك بعض منها على الانتهاء والآخر وفق الجدولة الزمنية لها والتي لا تزيد عن عامين. نظرته الشمولية جعلته يعكف على إنجاز الخطة الإستراتيجية لمنطقة مكة المكرمة وما نراه في رابغ وثول وعسفان والجموم والمحافظات الأخرى في الطائف وما جاورها والليث والقنفذة وغيرها خير شاهد على التنمية المتوازنة والمستدامة في المنطقة. أما مشاريع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية في مكة المكرمة وجدة التي بدأ العمل الفعلي بها في ضوء اللائحة المنظمة لها والتي تعد نموذجاً يحتذى به مع ما يصحبها من تحديات عديدة فإنها تعد واحدة من أعقد المهام الصعبة التي يضطلع بها خالد الفيصل والتي ستغير من التشوهات النظرية التي تلازمنا إلى مشاريع تنموية عملاقة تليق بإنسان هذه المنطقة.

لقد وظّف خالد الفيصل فكره وتجاربه المضيئة لخدمة الإنسان والمكان، ومن يرى سوق عكاظ اليوم الذي احتضن فكرة إعادة إحيائه يدهش لما تم إنجازه، وعنايته بالشباب بدأت مبكرة ولا زالت تحظى بعناية فائقة منه، وجائزة الملك فيصل العالمية التي ترعاها مؤسسة الملك فيصل الخيرية والتي تبوّء خالد الفيصل رئاستها يؤكد مجدداً البعد الثقافي والحضاري الذي ينظر من خلاله إلى الآخر، وقد لمسناه محلياً أيضاً في جائزة مكة للتميز من خلال إزكاء روح المنافسة للوصول إلى الإبداع والتميز ضمن مجالاتها الثمان. وعلى الصعيد العربي والإقليمي إنبثقت فكرة مؤسسة الفكر العربي التي يتولى رعايتها ورئاستها خالد الفيصل وهي تقف شامخة بإنجازاتها كان آخرها تقرير التنمية الثقافية الرابع في العالم العربي.

إن الفن التشكيلي وكتابة الشعر الفصيح والنبطي هما من سمات رجل الفكر والإبداع وإن كانت مشاغله في السنوات الأخيرة جعلته مقلاً. ولخالد الفيصل معالجات للقضايا الإدارية في الحج وتحظى باهتمام بالغ منه شخصياً.

وبعد... فإن هذا الحيز الضيق لا يسمح بالحديث عن رجل بهامة وقامة خالد الفيصل لا سيما وإنه صاحب رسالة ثقافية وتنموية يضطلع بها بكل اقتدار.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وأيضاً:

ومن تـكن العلياء همة نفسه

فكل ما يلقاه فيها محبب

وتحية لجريدة الجزيرة والمجلة الثقافية بها على إعدادها هذا الملف.

* رئيس نادي مكة ومدير جامعة أم القرى السابق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة