Culture Magazine Thursday  19/04/2012 G Issue 370
شعر
الخميس 27 ,جمادى الاولى 1433   العدد  370
 
إهراق
شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور

 

لا لستَ من عرفَ الأنامُ قبيل ما

طمعاًً تفرَّغَ من تفرَّغ عنوةً

.. هزم المدى متجاوزاً

كي يهزمَكْ

* * *

أرفعتَ قدركَ

حين لم تعبأْ بقدْرِ الآخرين

سخافةً؟

أتظنُ أنَّ الدَّهرَ لكْ

يا أيها المغرورُ لا تحسبْ

بأنَّ الدَّهرَ لكْ

اليوم لكْ

وغداً سيشهد من أهاجكَ

مصرعَكْ

* * *

أين العمادُ؟ وأين أين ذواتُها

ومدائنٌ تروي حكاياتٍ

مؤثرةً تصوِّرَ من أشادَ

ومن ملكْ؟

* * *

من نطفةٍ كلُّ الوجوهِ

وأنت لا ندري..

لماذا لمْ تقدِّرْ

من دَنا لكَ

قدَّركْ؟

* * *

تتكاثر الآلامُ

عبْراتٍ لأهل اللبِّ

والدنيا مذبْذبةٌ بأهليها

سوى بعضٍ

يعيش الضوءَ أحياناً

وأحياناً

يروم العيشَ أهواءً

تَذيَّلَ

للحَلَكْ

* * *

كنْ دونما مذْقٍ

أما ذقتَ الصفاءَ

بلا غبارٍ

أو مثيرٍ حقبةً مرَّتْ

وفيها لم تزلْ تتوثَّبُ الأحلامُ

للأخرى

وترجو هذه لكنْ

بلا زيغٍ وشكْ؟

* * *

ماذا جرى؟

أنسيتَ ما غرسوا

حروفاً مشمساتٍ

جاوزتْ سوط التَّهجِّي

فابتسمتَ إذِ الحياةُ

هناك لم تمنحْكَ

إلاَّ الأنسَ مقروناً بإسعادٍ

يصدُّ الضَّنْكَ

عنكْ؟

* * *

أتريد إهراق (المنى)

أضحتْ – لها- الأنظارُ

لاهثةً

تتابعُ سائرَ الأخطاءِ

ترصدُ ما نأى لتبينَ

أنتَ وكلُّ غالٍ

بان مثلكَ

كاسراً

* * *

ودَّاً مَلكْ؟

خدعوك فانتصروا

وتحسبُ أنَّهمْ

يمشون في الدرْبِ المبينِ

وهمْ على عكسٍ

بجهلكَ

كم سَفك!

* * *

خدعوكَ فانتصروا

بوهمِ الفنِّ

لم تعرفْ بأنَّهمُ

بلا حسٍّ

بلا عهدٍ

ألم تشهدْ هوى

كم أنهك الأنوارَ ختلاً

..كم هتكْ!

* * *

أسفي على تلك الجهودِ

تبدَّدتْ

تغتالُها الغفلاتُ

يرفسها العمى

يكسو ذويها الذلُّ مستوراً

ويطمح للنَّجاةِ

على دروب المهلكات

ترى أينجو جاهلٌ بالعومِ

في بحر تلاطمَ

ليس يُسْلِمُ

من سلكْ؟!

* * *

قم واقرأِ الماضينَ

فتِّشْ عن مسالكِ عزِّهمْ

واشربْ حكايتَهمْ

لترجع تائباً عن ما دهاك

فلا تطع لمسرفٍ

يجثو أمامَكَ

مدهناً

كي يخدعَكْ

* * *

احذرْ هواكَ وزمرةً

تحكي فيعجبهم حديثك

يبسمون بدون داعٍ

حين تحكي مسهباً ويصفقون

بدون داعٍ حينما تروي

وهم ليسوا معكْ

تمشي وهم يمشون خلفكَ

كالذِّئابِ الجائعاتِ

تظنُّهم أهلاً لودِّكَ للعطاءِ

وللوفاءِ

وهمْ إذا شئتَ الحقيقةَ

ما معكْ

* * *

أتظنُ أنَّ الدَّهر لكْ؟

اليوم لكْ

وغداً سيشهد من أهاجكَ

مصرعكْ!.

Dammas3@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة