Culture Magazine Thursday  20/09/2012 G Issue 380
الثالثة
الخميس 4 ,ذو القعدة 1433   العدد  380
 
بعد أن ترحّم العمير على أمها الورقية:
الصحافة الإلكترونية.. رحمها الله أيضاً!!

 

الثقافية - سعيد الدحية الزهراني

ينتهي المتابع والراصد لحقل الصحافة الإلكترونية إلى نتيجتين بارزتين الأولى تتعلق بجانب نظري يدور في إطار إشكالية المصطلح.. فإطلاق مصطلح «صحافة» على الصحافة الإلكترونية يعد إشكالاً أولياً، فالصحافة الإلكترونية وهي تنهض عبر جمعها سمات وسائل الإعلام التقليدية المعروفة ومضيفة إليها سمات تتيحها شبكة الإنترنت.. تظهر بنمط جديد وخدمات وسمات جديدة، الأمر الذي يجعلها في مرتبة الاستحقاق لإطلاق مسمى خاص يتناسب وما تنفرد به وما تنهض من خلاله.

سيقال «لا مشاحّة في الاصطلاح» وسيشار إلى اشتهار وصف أو تسمية هذا الشكل ب «الصحافة الإلكترونية» لدى المتخصصين والمستخدمين، ما يهيئ لخلق حالة من التقبل لهذا التوصيف، يضاف إلى هذا أن الصحافة وفق معطيات الترجمة تعني الإعلام بتنوعه وتعدده من مقروء إلى مرئي إلى مسموع، ومع هذا لا يزال هذا الجانب بحاجة إلى إعادة قراءة من منظور علمي للاتجاه نحو تقعيد المصطلح، خصوصاً عند ما نستحضر إشكالات إسقاط علل الجنس الاتصالي الذي يشترك معه في التسمية.

النتيجة الثانية تتعلق بمستقبل الصحافة الإلكترونية في ظل انتشار أجناس ومصادر إعلامية واتصالية جديدة ضمن نسيج الإعلام الجديد مثل مواقع التواصل الاجتماعي «السوشال ميديا» واستحواذها على المتابع الإلكتروني وفق النسب والإحصاءات العالية التي توضحها الدراسات في هذا المجال، ما يضع الصحافة الإلكترونية في موضع قلق ومخيف، الأمر الذي يحتم عليها أن تعيد إستراتيجيات ظهورها ومباشرة فعلها الإعلامي مستندة على ركيزة استثمار الوسائط المتعددة والإفادة منها بدرجة كاملة.

يأتي هذا مع اليقين بأن الأمر لم يعد خياراً أو ترفاً، إن شاءت الصحافة الإلكترونية تبنته وإن شاءت أهملته، بل جانب يتعلق بمصيرها ومستقبلها.. فقدر هذه الفاتنة الغضة أنها ولدت في أحضان بيئة قلقة وعجولة لا يعيش فيها إلا من استطاع أن يتناغم مع إيقاعها السريع المتسارع على الدوام..

لقد ولد لهذه الفاتنة «الصحافة الإلكترونية» أخوات وإخوة من قبل.. منهم من قضى نحبه ومنهم من يوشك «مثل المدونات والمنتديات» من هنا أرجو ألا نترحم على الصحافة الإلكترونية وهي لا تزال في مهدها.. تأسياً بالأستاذ عثمان العمير الذي أطلق رصاصة الرحمة على الصحافة الورقية ذات نبوءة لم تتحقق بعد.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة