Culture Magazine Thursday  23/02/2012 G Issue 364
فضاءات
الخميس 1 ,ربيع الآخر 1433   العدد  364
 
الصحافة في عهد الإعلام الجديد (1-2)
سعد بن محارب المحارب

 

تواجه الصحافة اليوم تحدياً مزدوجاً في مسألة العناية بفنون التحرير الأساسية، وتقديمها على مقالات الرأي التي تبقى فناً فرعياً تتولى الصحيفة فيه دور الناشر أكثر من دور الصانع والمنتج.

من جهة يمور المجتمع بالحركة والتغيير، بما يفتح المجال واسعاً أمام ممارسة صحافية كثيفة ومتميزة تتجاوز في معطياتها ما تبلغه كتابة الرأي، فتشتد الحاجة إلى الخبر والتحقيق والحوار.

ومن جهة ثانية يؤدي تنامي وسائل الإعلام الجديد إلى المزيد من إضعاف فرص الصحافة في حيازة السبق والانفراد الخبري، بل إن هذه الوسائل في صيغة شبكات التواصل الاجتماعي بدأت تسجل تقدماً على مستوى الحوار وتسجيل المواقف، لتأخذ موقع المنافسة مع وكالات الأنباء والإذاعة والتلفزيون والصحف الالكترونية؛ فضلاً عن ما بدأت هذه الشبكات تساهم فيه على مستوى صناعة الحدث. يُبقي كل ذلك الصحافة الورقية متأخرة عن الجميع، بما يجعل تشبّثها بالتركيز على مقال الرأي أدنى إلى الضرورة منه إلى الاختيار.

تسعى الصحافة اليوم إلى تجاوز هذا التحدي من خلال مخرجين. الأول هو تطوير مجموعة من الصيغ التحريرية لتتناسب مع مختلف الوسائل الإعلامية التقليدية والجديدة؛ بحيث تتحول المؤسسات الصحافية إلى مؤسسات إعلامية أكثر شمولاً، فتوزّع موادها عبر صحيفة الكترونية وليس نسخة الكترونية للصحيفة الورقية؛ صحيفة يمكن تحديثها بصفة فورية. سواء جاءت هذه الصحيفة مستقلة عن النسخة الالكترونية أو حضرت من خلالها. كما توزّع المواد عبر التطبيقات الحديثة مثل شبكات التواصل الاجتماعي وقنوات عرض الوسائط المتعددة فضلاً عن الرسائل النصية القصيرة.

ويأتي المخرج الثاني في تركيز الصحافة على صناعة المادة الخاصة التي يبدو مسارها المتاح في اتجاهين؛ أولهما التحول من الخبر إلى القصة الإخبارية التي تُعنى بالسياق والتفاصيل الدقيقة - وربما المعقدّة -. والثاني في إتاحة اكبر مساحة ممكنة، وأفضل إمكانيات متاحة، أمام التحقيق - وفي حالات أقل الحوار - الذي يستجلب وجهات النظر المختلفة، ويقارن بين الحقائق، وبين الآراء، حتى يدنو إلى صيغة البحث.

وإذ تبدو المشكلة الأساسية في المخرج الأول كامنة في حسابات الاقتصاد وتعقيدات التقنية، فإن نظيرتها في المخرج الثاني تتحدد في صعوبات تأهيل الصحافيين الجدد، وأشد منها في إعادة تأهيل الصحافيين القدامى.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة